الجيش السوري يداهم مدينة الزبداني بريف دمشق في ظل حديث عن انشقاقات داخل قيادته شنت قوات من الجيش السوري فجر أمس حملة دهم واعتقالات في مدينة الزبداني بريف دمشق وعزلت المنطقة عن محيطها، وفي مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق أعلنت طواقم عسكرية الانشقاق عن الجيش وفق صور بثها معارضون. أما الرواية الرسمية فواصلت الحديث عن قيام مجموعات مسلحة بمهاجمة الأمن والممتلكات. وقالت لجان التنسيق المحلية المناوئة لحكم الرئيس بشار الأسد إن قوات من الجيش قامت فجر أمس الأحد باقتحام مدينة الزبداني بعد تطويقها بنحو ألفي عنصر من الفرقة الرابعة مع دبابات وآليات وعناصر من الأمن والشبيحة، فيما قُطعت الاتصالات والإنترنت والكهرباء تماما عن المدينة، وتجري حاليا دهما للمنازل واعتقالات عشوائية. وأفاد ناشطون حقوقيون بأن قوات الأمن السورية قتلت أول أمس السبت تسعة متظاهرين في أنحاء مختلفة من سوريا. وقد قتل أربعة أشخاص وأصيب خمسة في مدينة البوكمال على الحدود العراقية السورية. وقال ناشطون إن دورية للمخابرات العسكرية أطلقت النار على متظاهرين في الساحة الرئيسية في المدينة. وفي بلدة قطنا في ريف دمشق تقول المصادر إن عشرين دبابة وحافلات تقل من يوصفون بالشبيحة اقتحمت البلدة وقتلت طفلا وأصابت عددا من السكان في إطلاقها العشوائي للنار. كما قتل شخصان بنيران قوات الأمن في مدينة حمص, ودخلت حافلات الأمن ومن يوصفون بالشبيحة بلدة كفر نبل، وقامت بحملة اعتقالات ودهم للمنازل. وأظهرت صور بثت على مواقع الإنترنت ثلاث دبابات قالت مواقع المعارضة إن طواقمها انشقوا عن الجيش السوري في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور. وخرج أهالي المدينة للاحتفال في الشوارع بانشقاق المجموعة. وقال نشطاء إن السخط يتزايد بين جنود الجيش السوري مع استمرار القمع الذي ينسقه نظام الأسد. وأضافوا أن نحو مائة من أفراد مخابرات القوات الجوية وأفراد طواقم أربع مركبات مدرعة على الأقل انضموا إلى صفوف المحتجين في البوكمال عقب قيام أفراد المخابرات العسكرية بقتل أربعة محتجين من بينهم صبي عمره 14 عاما أمس السبت. وخرجت مظاهرات في مدن وقرى سورية مساء أمس للمطالبة بإسقاط النظام. وانطلق المتظاهرون في اللاذقية وحمص ودرعا البلد وحرستا وداريا وسقبا حيث رددوا شعارات تدعو إلى رحيل الرئيس الأسد. في المقابل قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الحكومية إن جماعات إرهابية مسلحة قتلت ثلاثة من أفراد الأمن أمس في البوكمال بعد أن أحرقت هذه المجموعات مخفر الشرطة في المدينة ودائرة النفوس وهاجمت مبنى منزل مدير المنطقة وأحرقت المحكمة. وفي الشأن السوري حاول نحو خمسمائة شاب جاؤوا من مختلف المحافظات التركية تنظيم مظاهرة أمام معبر أونجوبينار الحدودي مع سوريا دعما لما وصفوها بثورة الشعب السوري ضد الظلم. لكن المتظاهرين فوجئوا بعدد من الأشخاص حاولوا منعهم من الوصول إلى المعبر, وهم يرفعون صور الرئيس السوري بشار الأسد مرددين هتافات مؤيدة للنظام. وتجنباً لوقوع اشتباكات بين الطرفين منعت الشرطة التركية المتظاهرين من الوصول إلى الحدود, فاكتفوا بالتظاهر على الطريق المؤدية إلى المعبر, ورددوا هتافات تندد بما وصفوها بالمجازر التي يرتكبها النظام بحق المدنيين العزل، كما طالبوا الرئيس السوري بالرحيل وترك الشعب كي يقرر مصيره بنفسه. وكانت السلطات السورية قد أفرجت أمس السبت عن مثقفين وفنانين اعتقلتهم خلال مظاهرة نظموها الأربعاء الماضي، في حين ذكرت مصادر تعرض المفرج عنهم لاعتداءات من أنصار النظام. وقالت الفنانة مي سكاف للجزيرة بعد الإفراج عنها إنها ورفقاءها ستتم محاكمتهم بعد شهر بتهمة التظاهر بدون رخصة. ولم تؤكد مي سكاف ما إذا كانت عملية الإفراج شملت جميع المعتقلين، وقالت إن التحقيق كان يتم عبر مجموعات. ووصفت الفنانة السورية ما يحدث بالمعاملة الشرسة وأن من يملك الرأي المخالف يعامل كخائن لوطنه. وكانت سوريا شهدت مظاهرات نظمت الجمعة وصفت بأنها الأكبر ?وفق معارضين سوريين- منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو أربعة أشهر حيث غطت معظم أنحاء البلاد ووصل عدد المتظاهرين في حماة ودير الزور وحدهما إلى مليون. وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا في بيان السبت إن أربعين شخصا قتلوا في «جمعة أسرى الحرية» في عدة مدن سورية خلال إطلاق القوى الأمنية النار على المتظاهرين المعارضين للنظام