المعارضة ترفض الحوار الوطني وقتلى ببلدة تلكلخ وجرحى في الجيش اللبناني قتل سبعة أشخاص أول أمس الأحد إثر قصف القوات السورية مدينة تلكلخ بمحافظة حمص، في حين قتلت سيدة سورية جراء إصابتها بنيران من الجانب السوري من الحدود، فيما قامت دبابات سورية بالانتشار في بلدة العريضة الحدودية، وتزامن هذا مع رفض لجان تنسيق المظاهرات المشاركة في «الحوار الوطني» قبل «وقف قتل المحتجين». ونقلت وكالة رويترز عن بيان صادر عن جماعة لجان التنسيق المحلية أن قصف بلدة تلكلخ تركز على أحياء البرج وغليون والسوق والمحطة، وأضاف البيان أنه كان من الصعب توفير العلاج للجرحى بسبب إغلاق قوات الأمن للمستشفى الرئيسي والطريق الرئيسي إلى لبنان. ومن جهته ذكر ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية أن سبعة أشخاص على الأقل بينهم امرأتان قتلوا الأحد بعد أن اقتحم الجيش السوري مدينة تلكلخ التي يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة. وأورد الناشط لائحة بأسماء القتلى السبعة، مشيرا إلى أنها تشمل الذين عرفت أسماؤهم فقط. وأضاف الناشط الحقوقي أن الجيش سيطر على المستشفيات كما أحكم الرقابة على المعابر الحدودية مع لبنان بالتنسيق مع الجيش اللبناني. وتواجه البلدة التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الشمالية للبنان أحدث الحملات الأمنية المكثفة التي تقوم بها القوات السورية في المدن والبلدات التي شهدت احتجاجات شعبية مناهضة للنظام، خلفت السبت أربعة قتلى وعشرين جريحا. وكان شاهد عيان ذكر في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية نفسها أن الوضع متأزم جدا في تلكلخ التي تشهد انتشارا كثيفا لرجال الأمن والجيش، لافتا إلى وقوع إطلاق نار كثيف على جميع محاور تلكلخ. وأشار الشاهد إلى وجود عدد كبير من الجرحى وسط ساحة البلدة إلا أن أحدا لم يتمكن من إسعافهم نظرا لعدم تمكن السكان من الخروج. كما بثت صور على الإنترنت تظهر خروج مظاهرة ليلية في مدينة داريا بريف دمشق، ورفع المتظاهرون لافتات انتقدت مواقف ابن خالة الرئيس بشار الأسد رجل الأعمال رامي مخلوف، كما رددوا هتافات تضامنية مع مدينة درعا. لبنانيا أفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية بأن امرأة سورية قتلت وجرح خمسة أشخاص آخرين، بينهم جندي في الجيش اللبناني، في إطلاق نار من الأراضي السورية باتجاه معبر البقيعة بين البلدين في شمال لبنان. وقالت تقارير صحفية إن الجيش السوري دخل بلدة العريضة المتاخمة للحدود مع لبنان وسط غطاء ناري كثيف. وأكدت أن دبابة سورية تقدمت خلال ساعات الصباح الأولى الأحد نحو الجسر الذي يفصل بين لبنان وسوريا، عقب اشتباكات بين الجيش السوري ومن وصفهم بالمسلحين قرب الحدود. وأفاد مراسل الجزيرة بأن تعزيزات للجيش اللبناني توجهت إلى الحدود مع سوريا، مضيفا أنه تم منع بعض السوريين من اللجوء إلى لبنان بطلب من الحكومة السورية. في غضون ذلك رفضت جماعة النشطاء الرئيسية التي تنسق المظاهرات ضد النظام الأحد، المشاركة في حوار وطني دعت إليه السلطات، وقالت إنه يتعين على هذه السلطات أولا وقف قتل المحتجين بالرصاص. ونقلت رويترز عن بيان للجان التنسيق المحلية أن المظاهرات السلمية والعصيان المدني ستستمر، ومن غير المقبول أخلاقيا وسياسيا أن يكون هناك حوار وطني قبل وقف كافة أنواع «القتل والعنف ضد المحتجين المسالمين، ورفع الحصار عن المدن السورية، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين». وفي سياق متصل بث ناشطون على الإنترنت مشاهد قالوا إنها التُقطت في مدينة حماة السورية مساء الأحد. وأظهرت هذه المشاهد متظاهرين يرفعون لافتات ترفض المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس بشار الأسد. كما دعا 12 حزبا كرديا الحكومة السورية إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف قمع المظاهرات وإنهاء حكم الحزب الواحد. وفي الأثناء، قال المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني إن النظام السوري فقد شرعيته بعد إطلاق النار على شعبه، وإن دعوات الحوار التي يطلقها لا يمكن لها أن تتم في ظل القمع الوحشي الذي يتعرض له أبناء الشعب السوري. من جهة أخرى، أفرجت السلطات السورية عن عدد من الشخصيات المعارضة، أبرزهم عضو إعلان دمشق رياض سيف المعتقل منذ 6 ماي بتهمة مخالفة قرار التظاهر. كما أشار رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي وحرية التعبير المحامي خليل معتوق إلى أن قاضي النيابة قرر الإفراج الفوري ودون كفالة عن الناشطتين السياسيتين كاترين التلي وملك الشنواني.