قتل ثمانية أشخاص على الأقل، أول أمس الأحد، إثر قيام الجيش السوري باقتحام مدينة تلكلخ قرب حمص (وسط)، في حين أفرجت السلطات السورية بكفالة عن المعارض البارز، رياض سيف، وعدة معتقلين آخرين بتهمة مخالفة قانون التظاهر. متظاهرون يتخطون الحدود السورية مع إسرائيل (أ ف ب) وذكر ناشط حقوقي، فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، نقلا عن شهود عيان، أن "سبعة أشخاص على الأقل، بينهم امرأتان، قتلوا بعد أن اقتحم الجيش السوري مدينة تلكلخ"، التي يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة. وأورد الناشط لائحة بأسماء القتلى السبعة مشيرا إلى أنها "تشمل الذين عرفت أسماؤهم" فقط. وأشار الناشط، أيضا، إلى "استمرار القصف العشوائي بالدبابات لأحياء البرج وغليون والسوق والمحطة". وأضاف الناشط الحقوقي "أن الجيش سيطر على المستشفيات كما احكم الرقابة على المعابر الحدودية مع لبنان بالتنسيق مع الجيش اللبناني". كما أفاد مصدر أمني لبناني وكالة فرانس برس أن "امرأة سورية قتلت وأصيب خمسة أشخاص آخرين بجروح، بينهم جندي في الجيش اللبناني، في إطلاق نار من الأراضي السورية باتجاه معبر البقيعة بين البلدين في شمال لبنان". وأضاف الشاهد أن "الوضع متأزم جدا في تلكلخ، التي تشهد انتشارا كثيفا لرجال الأمن والجيش". ولفت إلى "إطلاق نار كثيف على جميع محاور تلكلخ" سمع دويها من خلال الهاتف. وأشار الشاهد إلى "وجود عدد كبير من الجرحى وسط ساحة البلدة إلا أن أحدا لم يتمكن من إسعافهم، نظرا لعدم تمكن السكان من الخروج". وأفاد الشاهد، أيضا، أنه "سمع دوي قذيفتين في منطقة جبل غليون حيث تمركزت الدبابات على الطريق العام الزراعي" لافتا إلى أن القذيفتين سقطتا "أمام مؤسسة الأعلاف وفي حارة المخيم". وكان آلاف الأشخاص تظاهروا، الجمعة الماضي، في هذه البلدة القريبة من مدينة حمص، ثالث أكبر المدن السورية وتقع على بعد 160 كلم شمال العاصمة دمشق، وعلى مقربة من الحدود مع شمال لبنان. من جهة أخرى، سلمت إسرائيل سوريا جثامين 10 شهداء سقطوا بنيران جيش الاحتلال بعدما تخطوا سوية مع أكثر من 100 متظاهر الحدود في الجولان ووصلوا إلى قرية مجدل شمس في ذكرى النكبة الفلسطينية. وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن إسرائيل سلمت سوريا 10 جثث لمتظاهرين وأن عدد المتظاهرين، الذين انطلقوا من سوريا وتمكنوا من تخطي الحدود في الجولان ووصلوا إلى مجدل شمس بلغ 120 متظاهرا وهم من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا. وعاد المتظاهرون، مساء أول أمس الأحد، إلى الأراضي السورية لكن الجيش الإسرائيلي اعتقل عددا منهم وأجرى تحقيقا معهم. وبعد ذلك أجرت قوات من الجيش والشرطة الإسرائيليين عمليات تفتيش واسعة في مجدل شمس للتأكد من عدم بقاء متظاهرين في القرية حيث جرى القبض على متظاهر واحد لم يعد إلى سوريا مع باقي المتظاهرين. وقالت تقارير إسرائيلية إنه يتواجد في الجانب السوري من الحدود في الجولان 120 متظاهرا جريحا وأن جراح 40 منهم متوسطة والباقي طفيفة وأن إسرائيل تدرس إحضار بعضهم إلى مستشفيات إسرائيلية. وكانت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار بشكل مكثف على المتظاهرين، الذين تخطوا الحدود رافعين الأعلام الفلسطينية ودخلوا إلى هضبة الجولان، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 وفرضت عليها القانون الإسرائيلي في عام 1981 وتعتبرها جزءا من أراضيها.