وسط أجواء من الحزن العميق، ودّع العالم صباح السبت 26 أبريل البابا فرنسيس خلال مراسم مهيبة أقيمت بساحة القديس بطرس في الفاتيكان، بحضور عشرات الآلاف من المؤمنين وأكثر من خمسين رئيس دولة وملوك وأمراء. وقد فتحت الساحة أمام الحشود منذ الفجر، حيث سارع كثيرون لحجز مقاعدهم رافعين أعلام بلدانهم وصور البابا الذي لقب ب"بابا الفقراء". وأمنت الشرطة الإيطالية والفاتيكانية محيط الفاتيكان بإجراءات مشددة شملت الحظر الجوي ونشر وحدات مضادة للطائرات المسيرة. وكان البابا فرنسيس قد توفي الاثنين عن عمر ناهز 88 عامًا إثر جلطة دماغية، ما أثار موجة حزن عالمي وإشادة واسعة بشخصيته ومبادئه، حتى من شخصيات سبق أن اختلف معها، مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب. على مدى الأيام الماضية، اصطف أكثر من 250 ألف شخص لإلقاء نظرة الوداع على جثمانه المسجى في الكاتدرائية. وتوافد إلى الجنازة وفود رفيعة من مختلف أنحاء العالم، أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فضلًا عن ملوك وأمراء من أوروبا والعالم العربي. ترأس القداس عميد مجمع الكرادلة جيوفاني باتيستا ري، بحضور مئات الكرادلة والأساقفة ورجال الدين، إضافة إلى ممثلي ديانات أخرى، في مشهد يجسد الشعبية العابرة للأديان التي حظي بها البابا فرنسيس. عقب المراسم، نُقل النعش إلى بازيليك سانتا ماريا ماجوري، الكنيسة التي اعتاد البابا زيارتها، والتي اختارها مثواه الأخير، حيث سيوارى قرب مذبحها تحت شاهد رخامي بسيط يحمل اسمه باللاتينية: "فرانسيسكوس". ومع اختتام الجنازة، تبدأ المرحلة التالية لاختيار خليفة جديد للبابا، إذ يجتمع خلال الأسابيع المقبلة 135 كاردينالًا دون سن الثمانين في مجمع مغلق داخل كنيسة سيستينا بالفاتيكان.