قال الفاتيكان في بيان الأربعاء إنه قد أقر حدادا لتسعة أيام على البابا فرنسيس اعتبارا من السبت الذي سيكون يوم جنازة البابا الراحل. وستقام خلال كل يوم من فترة الحداد مراسم مهيبة ستحتضنها كاتدرائية القديس بطرس حتى الأحد في الرابع من ماي. والأربعاء، تقاطر عشرات الآلاف الأربعاء إلى "بازيليك القديس بطرس" لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا فرنسيس الذي نقل في موكب حاشد صباحا إلى الكنيسة المهيبة. حيث قال الفاتيكان إن أكثر من 19400 شخص ألقوا نظرة الوداع الأربعاء على جثمان البابا الراحل.
ويتوقع أن تتوافد الحشود مجددا إلى كنيسة القديس بطرس الخميس لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا فرنسيس الذي سجي صباح الأربعاء في الكنيسة المهيبة قبل جنازته المقررة السبت.
وبقيت البازيليك مفتوحة للجمهور حتى الساعة 05:30 صباحا (03:30 ت غ) في حين كان من المقرر أن تغلق منتصف الليل، من أجل السماح لجميع الوافدين برؤية جثمان البابا. وأعيد فتحها عند السابعة من صباح الخميس، وكان حشد كبير قد تجمع على أطراف أصغر دولة في العالم.
وبغية إدارة تدفق الزوار، اعتمدت السلطات عدة وسائل منها وضع حواجز معدنية لاحتواء الأعداد وتوزيع زجاجات المياه وزيادة عدد الحافلات الموصلة إلى الفاتيكان، فضلا عن تعزيز التدابير الأمنية في نقاط النفاذ إلى ساحة القدّيس بطرس المؤدية إلى البازيليك.
ويفتّش عناصر أمن الفاتيكان والدرك الإيطالي حقائب الوافدين في حواجز أمنية تخضع فيها مقتنياتهم الشخصية لمسح ضوئي. وكشف أحد عناصر الأمن: "يجري العمل على قدم وساق منذ الإثنين ولا شك في أن الأيام المقبلة ستكون شديدة الصعوبة". وفي هذه السنة اليوبيلية المقدّسة للكنيسة الكاثوليكية، يغصّ الفاتيكان بالزوار الذين انضم إليهم صحافيون من أنحاء العالم وسكان محليون وفضوليون. وفي وقت سابق الأربعاء وبمواكبة عشرات الكرادلة وعناصر من الحرس السويسري، نُقل جثمان البابا الأرجنتيني من كنيسة بيت القديسة مارتا المتواضعة حيث كان يقيم منذ انتخابه حبرا أعظم في 2013 وحتى وفاته، إلى "البازيليك" المهيبة المتوجة بقبة رسمها ميكيلانجيلو. وعلى وقع قرع الأجراس حزنا، سار الموكب بإيقاع بطيء في أزقة الفاتيكان، أصغر دول العالم، على أنغام ترانيم تصدح من كنيسة سيستينا. وحمل النعش أعضاء من هيئة المراسم في الفاتيكان بلباس داكن محاطين بثمانية عناصر من الحرس السويسري، وسط تصفيق حار من الحشود. وسجي البابا في رداء أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض وبين يديه مسبحة. ووضع النعش على المذبح الرئيسي في البازيليك لكن من دون عرضه على منصة، نزولا عند طلب صريح من خورخي بيرغوليو الذي أوصى بطقوس جنائزية بسيطة ومتواضعة، في قطيعة مع التقاليد السائدة للباباوات. وسيتسنى للمؤمنين إلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا فرنسيس على مدى ثلاثة أيام، الأربعاء من الساعة 11:00 إلى الساعة 24:00، والخميس من الساعة 7:00 إلى الساعة 24:00، والجمعة من الساعة 7:00 إلى الساعة 19:00. وسيغلق النعش مساء الجمعة عند الثامنة (18:00 ت غ) خلال مراسم يرأسها الكاردينال الأمريكي كيفن فاريل المكلّف تصريف الأعمال في الكرسي الرسولي. وفي مراسم أقيمت في البرلمان الإيطالي تكريما للبابا فرنسيس، تحدثت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني التي توجهت بعد ذلك إلى بازيليك القديس بطرس عن رجل "كله تصميم كنا نشعر معه بالراحة ويمكن التحدث معه عن أي موضوع. كان يشعرك بأن لك قيمة (…). وكان آخر ما قاله لي هو "لا تفقدي أبدا روح الدعابة لديك..".
وتقام جنازة البابا فرنسيس صباح السبت في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بمشاركة حاشدة يتوقع أن تصل إلى مئتي ألف شخص، فضلا عن 170 وفدا أجنبيا. وكما كانت الحال في جنازة يوحنا بولس الثاني في 2005، سيحضر المراسم عشرات من رؤساء الدول والشخصيات الملكية، وسط تدابير أمنية مشددة.
وفي ختام القداس الذي يبدأ عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (8:00 ت غ)، ينقل النعش إلى بازيليك سانتا ماريا ماجوري في وسط روما حيث سيوارى البابا الثرى نزولا عند رغبته المذكورة في وصيته. (ا ف ب)