وجه البرلماني المهدي الفاطمي سؤالا كتابيا إلى السيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية حول الصحة النفسية بالمغرب وأخطار الإهمال "سفاح بن أحمد نموذجا". وجاء في سؤال الفاطمي أن واقعة العثور على بقايا بشرية بمدينة بن أحمد، والتي يُشتبه في ارتباطها بشخص يُعاني من اضطرابات عقلية، أثارت صدمة عميقة في الرأي العام وأعادت إلى الواجهة إشكالية طالما تجرى تجاهلها أو التعامل معها بشكل هامشي وهي الصحة النفسية في المغرب. هذه الحادثة، بما تسببت فيه من دلالات صادمة، ليست معزولة عن سياق أوسع يتسم بضعف كبير في البنية التحتية للصحة النفسية، وغياب رؤية سياسة عمومية شاملة. حيث تعيش الصحة النفسية في المغرب وضعا يثير الكثير من علامات الاستفهام حول مدى جدية التعاطي المؤسساتي مع هذا الجانب الحيوي من الصحة العامة. فمع تزايد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، وتنامي مؤشرات الاضطرابات النفسية في صفوف مختلف الفئات العمرية، تبرز الحاجة الملحة إلى مراجعة شاملة للسياسات العمومية المعتمدة في هذا المجال، والتي لا تزال تعاني من أعطاب هيكلية ونقص فادح في الموارد البشرية والتجهيزات. وأضاف الفاطمي ان واقع الحال ، يُظهر هشاشة خطيرة في منظومة التكفل بالأمراض النفسية والعقلية. فعدد الأطباء المتخصصين يوزاي حجم الطلب المتزايد، والبنيات الاستشفافية المتوفرة تتركز في المدن الكبرى، مما يُقصي شرائح واسعة من المواطنين، خصوصا في المناطق القروية وشبه الحضرية، من الحق في العلاج والمتابعة، كما أن ضعف التنسيق بين القطاعات المعنية وغياب رؤية مندمجة للتعامل مع المرضى النفسيين يُنتج حالات من الإهمال قد تتحول في بعض الأحيان إلى مآس اجتماعية أو تهديدات حققية للأمن العام وفاجعة بن أحمد نموذجا. وتسائل المهدي الفاطمي عن عدد الأطباء النفسيين العاملين حاليا في المستشفيات العمومية؟ وكيف يتم توزيعهم جغرافيا بين الجهات؟ - ما هي الاستراتيجية الوطنية المعتمدة حاليا للنهوض بالصحة النفسية؟ وما مدى تقدم تنفيذه على أرض الواقع؟ - كم عدد مراكز العلاج النفسي والعقلي المتوفرة للمرضى العقليين على الصعيد الوطني؟ - هل توجد آلية رسمية لرصد ومتابعة حالات المرضى العقليين الذين يشكلون خطرا محتملا على أنفسهم أو على محيطهم؟ - ما هي الإجراءات المتخذة لضمان استمرارية العلاج والمتابعة للمصابين باضطرابات عقلية بعد خروجهم من المستشفيات؟ - ما هي الإجراءات المستعجلة التي تنفذون لتفادي تكرار مأساة ناتجة عن غياب الرعاية النفسية، كفاجئة بن أحمد؟