شرعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بشراكة مع وزارة الداخلية وولايات الجهات والعمال، في تعبئة مشاريع تقنية وإدارية ومالية لبناء عدد من الأقسام الجديدة للتكفل بالمواطنين الذين يعانون أمراضا عقلية ونفسية، وتزداد أعدادهم كل يوم. وتخطط الوزارتان، بتعاون مع شركاء في القطاعين العام والخاص، لزرع وحدة للطب النفسي والعقلي على الأقل في كل مستشفى إقليمي، أو مستشفى محلي، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المرضى، وتوفير خدمات التشخيص والعلاج والأدوية لهم، ناهيك عن وحدات متنقلة للمتابعة والمرافقة والدعم. ووصل خالد أيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، الثلاثاء الماضي إلى البيضاء، حيث أشرف بمعية عامل عمالة مقاطعات الحي الحمدي عين السبع، على نموذج من هذه الأقسام الجديدة، وهو فضاء صحي شيد على مساحة إجمالية قدرها 1125 مترا مربعا، منها 746 مترا مربعا مغطاة، بكلفة إجمالية بلغت حوالي 7 ملايين درهم، وبطاقم طبي وتمريضي متخصص في الصحة النفسية والعقلية، يتكون من طبيبين و22 ممرضة وممرضا. وبدأت الأمور تخرج عن السيطرة في عدد من مناطق المغرب، وتضع السلطات الأمنية والعمومية في حرج كبير، بسبب التزايد الكبير للمختلين عقليا في الشارع، كما تعاني الأسر العاجزة، في بعض الأحيان، عن إيجاد سرير لأبنائها المرضى، أو على الأقل التكفل بالحالات النفسية مثل الصرع، والاكتئاب الحاد والانطواء، والسلوك العدواني، وهي الحالات التي تتطلب متابعة طبية يقظة، لتفادي تفاقمها. وحسب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن أن 42.1 في المائة من المغاربة عاشوا اضطرابا نفسيا أو عقليا في فترة من الفترات، بينما يعاني 26 في المائة من مجموع هؤلاء من الاكتئاب (خمسة ملايين ونصف المليون شخص)، ويعاني 9 في المائة من القلق، و5 في المائة من الاضطرابات الذهنية، و1 في المائة من مرض الفصام (370 ألف شخص تقريبا). في المقابل، لا يتعدى عدد الأسرة الاستشفائية المخصصة للمرضى نفسيا وعقليا 2320 سريرا بالقطاعين العام والخاص، كما يتوفر المغرب على 450 طبيبا نفسيا فقط (14 ألف طبيب في فرنسا)، و220 اختصاصيا نفسيا، و1400 من الممرضين. يوسف الساكت