ارتفع عدد القتلى في المظاهرات التي شهدتها مدنٌ سورية عدة اليوم إلى ثمانية عشر في جمعة سماها الناشطون جمعة "لن نركع إلا لله". وخرجت المظاهرات في مدن حمص وحماة ودوما ودرعا وسقبا وبنش وحلب وإدلب إضافة إلى مناطق أخرى. وقال نشطاء سوريون إن القوات السورية قتلت 18 متظاهرا بالرصاص الجمعة، مع مطالبة عشرات الآلاف بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد مرددين هتاف "لن نركع إلا لله". وكانت أكبر هذه المظاهرات في حمص، حيث قتل شخصان على الأقل. كما قتل شخصان خلال المظاهرات التي شهدتها مدينة دوما. وقتل أيضا شخصان في مظاهرات حماة، وسقط قتيل في مظاهرات سقبا بريف دمشق، وآخر في مظاهرات بمدينة بنش. وخرجت المسيرات الاحتجاجية التي تحدت القوات السورية في أنحاء مختلفة من البلاد بما في ذلك حماة ودير الزور اللتان اقتحمتهما دبابات قوات الأسد في شهر رمضان. وقال سكان إن شخصين قتلا أيضا في حماة بعد أيام فقط من هجوم نفذه الجيش واستمر أسبوعا في المدينة التي أصبحت رمزا لتحدي حكم الأسد بعدما احتشدت فيها حشود ضخمة أسبوعيا للمطالبة بتنحيه. ارحل يا بشار وهتف محتجون قائلين "ارحل يا بشار" في مسيرات بمدينتي اللاذقية وبانياس الساحليتين وفي أنحاء محافظة درعا الجنوبية التي اندلعت فيها قبل قرابة خمسة أشهر الاحتجاجات على حكم أسرة الأسد الممتد منذ 41 عاما. وفي دير الزور قالت لجان التنسيق المحلية إن القوات السورية أطلقت الرصاص الحي على المحتجين وهم يخرجون من مسجد رئيسي مما أسفر عن مقتل شخص. وذكر شاهد أن حريقا اندلع في المسجد بعدما أطلقت قوات الأمن النار عليه. ووصف ممثل تنسيقيات الثورة السورية عامر الصادق في حديث مع الجزيرة اليوم بأنه جمعة دامية ورجح توالي ارتفاع القتلى لافتا إلى أن القسم الأكبر من حالات قتل المتظاهرين تم في دمشق وريفها. وأضاف متحدثا من العاصمة دمشق أن النظام استخدم "أسلحة محرمة" دون أن يحدد طبيعة هذه الأسلحة، وقال "بشار الأسد أراد أن يكون إلها، ولكن مصيرك مثل فرعون ونحن لن نعبد إلا الله". وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن قوات الأمن والجيش السوري أسقطت مئذنة مسجد أنوار الرحمن في دير الزور. من جهة أخرى اقتحمت قوات الأمن جامع السرجاوي في حماة بعدما افتتحه السكان من جديد عقب تعرضه للقصف. استهداف الجوامع وتتعرض الجوامع في سوريا منذ انطلاق الاحتجاجات لقصف واعتداءات متكررة من قبل قوات الأمن ومن يوصفون بالشبيحة في مختلف مدن البلاد. وقد شهد حي الميدان بدمشق انتشارا كثيفا للأمن ومحاصرة جميع المساجد. وبث ناشطون تسجيلا على الإنترنت لمظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة في مدينة الحراك بدرعا للمطالبة برحيل نظام بشار الأسد. وبث ناشطون آخرون صورا لمظاهرة خرجت في مدينة داعل بمحافظة درعا. كما بث ناشطون تسجيلا لمظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة في منطقة باب هود بحمص تطالب برحيل النظام. وبثوا أيضا صور مظاهرة قالوا إنها انطلقت من حي الصاخور بحلب. وفي عندان التابعة لحلب أيضا بث ناشطون تسجيلا مصورا لمظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة طالبت برحيل النظام. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الأجهزة الأمنية انتشرت بشكل كثيف جدا منذ فجر اليوم في أماكن عديدة من سوريا لمنع المظاهرات، وتجمعت أمام أبواب المساجد. وِأشار إلى أن قوات الأمن اعتقلت اليوم عبد الرحمن عمار عضو اتحاد الكتاب العرب بمدينة البصير في محافظة حمص وجعلته رهينة بدلاً من نجله الناشط المطلوب من السلطات الأمنية السورية. مطالب لتركيا وخلال هذه الجمعة، رفع المتظاهرون السوريون لافتات عديدة حملت شعارات تؤكد عزمهم إسقاط النظام وتندد بالممارسات التي يقوم بها الجيش في مناطق سورية عدة، إضافة إلى شعارات تطالب تركيا بموقف واضح مما يجري في سوريا وتخيّر أنقرة بين توضيح موقفها والصمت. وفي المقابل، قال التلفزيون السوري الرسمي إن مسلحين قتلوا أحد أفراد قوات الأمن في دوما التي تقع خارج دمشق. وكثفت قوات الأسد هجماتها على القرى والمدن في شتى أنحاء البلاد منذ بداية شهر رمضان قبل أسبوعين لإخماد المعارضة المتزايدة لحكم عائلة الأسد وذلك على الرغم من التهديد بفرض عقوبات أميركية جديدة ودعوات من تركيا ودول عربية إلى وقف الهجمات على المدنيين. وأعلن ناشطون أن أكثر من ألفي مدني قتلوا في الحملة العسكرية على المحتجين. وتقول السلطات السورية إن 500 من قوات الشرطة والجيش قتلوا في أعمال العنف التي تلقي فيها باللائمة على عصابات وإرهابيين.