اقتحمت قوات الأمن السورية المدعومة بمدرعات مدينة درعا ، جنوب البلاد ، فيما سمعت أصوات إطلاق نار مكثف، وسط تأكيدات شهود عيان بسقوط قتلى، فيما قال نشطاء إن قوات أمن ومسلحين موالين للرئيس بشار الأسد، داهموا ضاحية دوما في دمشق، وأطلقوا النار عشوائيا على المدنيين. وحسب شاهد عيان، فإن دبابات تابعة للجيش السوري دخلت مدينة درعا فجرا من أربعة محاور، مؤكدا أن الجيش بدأ بإطلاق النار في الشوارع، قبل أن يقطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية، وقد بث نشطاء سوريون على مواقع الإنترنت صورا لسحب دخان تلف المدينة، كما سمعت صوت إطلاق رصاص كثيف. وكان شاهد آخر قد أكد لقناة «الجزيرة»، أن قوات الأمن أطلقت النار بكثافة في درعا المحطة، وأن خمسة مدنيين على الأقل قتلوا، فيما تحولت بيوت درعا لمشافي، على حد تعبيره. ونقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية عن شاهد عيان قوله إن قوة مؤلفة من نحو ثلاثة آلاف فرد، يرتدي بعضهم زي الجيش السوري، ويرتدي آخرون زيا أسود، اقتحموا المدينة الساعة الرابعة والنصف فجرا، بينما كان سكانها نياما. من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن ناشط قوله، إن قوات أمن ومسلحين موالين للأسد داهموا ضاحية دوما بدمشق، وأطلقوا النار عشوائيا على المدنيين. تأتي هذه الأحداث بعد يوم شهد فيه سقوط المزيد من القتلى، حيث قالت منظمة «سواسية» السورية لحقوق الإنسان، إن قوات الأمن السورية ومسلحين موالين للرئيس الأسد، قتلوا بالرصاص ثلاثة عشر مدنيا على الأقل في حملة ببلدة جبلة. وتجدر الإشارة إلى أن الأسد -الذي خلف والده الراحل في الرئاسة عام 2000- ينتمي إلى الأقلية العلوية في سوريا والتي تشكل أغلبية في جبلة، وظلت بشكل عام بعيدة عن الاحتجاجات المطالبة بالحرية السياسية، وإنهاء الفساد. و هدد زعماء محليون في بلدة بانياس الساحلية إلى الجنوب، بقطع الطريق الساحلي الرئيسي إذا لم يرفع الحصار عن جبلة. وقد شهدت عدة مناطق في سوريا مظاهرات احتجاج ضد النظام السوري. وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان السورية إن قوات الأمن اعتقلت عشرات النشطاء ، بينهم الكاتب منصور العلي في حمص. كما دعا طلبة جامعتي دمشق ودرعا إلى إضراب في كل جامعات سوريا، وأن يظل مستمرا إلى أن يتوقف التعامل القاسي مع الاحتجاجات السلمية ، وشهدت مدينة معرة النعمان في إدلب، مظاهرة سلمية ضخمة تطالب بالحرية. و حسب أرقام ناشطين ومنظمات حقوقية دولية ، بينها منظمة العفو، فإن عدد قتلى الاحتجاجات ، وصل إلى 340 على الأقل . وسقط ثلث هذا العدد تقريبا الجمعة والسبت الماضيين. يضاف إليهم عشرات المفقودين الذين يقال أنهم معتقلون لدى الأمن. من ناحية أخرى، أصدر الكتاب السوريون بيانا نددوا فيه بحملة القمع الدامية ضد المحتجين . وقال البيان، الذي وقعه 102 كاتب وصحفي سوري في المنفى. «نحن الكتاب والصحفيين السوريين، نوجه هذا البيان الاحتجاجي ضد الممارسات القمعية للنظام السوري ضد المتظاهرين». ودعا البيان المثقفين السوريين «الذين لم يكسروا بعد قيود الخوف» إلى إعلان موقف واضح من الممارسات «القمعية» للنظام السوري.