لم تقتصر هذه المره السياسة الدموية والهمجية الإسرائيلية على حصار وقتل وتشريد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة بل تمادت في تصرفها الأرعن بأستهداف أسطول الحرية الإنساني المتوجه إلى القطاع بوحشية أدت إلى أستشهاد 19 شخص وأصابة 26 أغلبهم من الاتراك و أعتقال المتضامنين على متن الأسطول من قبل الجيش الإسرائيلي بأوامر مباشرة من نتنياهو وفق مصادر التلفزيون الإسرائيلي . عملية تنم عن غباء وسذاجة سياسية من قبل إسرائيل سيضعها في مواجه أخلاقية وسياسية حرجة مع المجتمع الدولي في مقدمتهم تركيا التي باتت اليوم بأعتقادي مهيأة للعب دور محوري مهم في الشرق الاوسط والعالم الإسلامي تستمده من العمق والمخزون الحضاري والتأريخي والثقافي الإسلامي لها في قيادة العالم الاسلامي في فترة من الفترات الزمنية , فضلاً عن أن مقومات نجاح الدور التركي في المنطقة والعالم الإسلامي كبير بأعتبارها النموذج المثالي الحضاري والعصري في تركيبتها السياسية والإجتماعية والتأريخية حيث أنها تمزج بين النظام السياسي العلماني وبين الثقافة الإسلامية المعتدلة المكتسبة من أمبراطوريتها السابقة فضلاً عن أن تركيا تعد الجسر الحضاري والثقافي بين العالم الإسلامي والإوربي... وفي معرض دفاعه على ماحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعتبر أن الجنود الإسرائيلين كانوا في موقع "الدفاع عن النفس" وأنهم قد تعرضوا للطعن والضرب وأطلاق النار من قبل وفود أسطول الحرية ..!! كعادتهم الساسة الإسرائيليون يتجاوزون حدود المنطق والمعقول في تصريحاتهم وتصرفاتهم التي بدأت تفقدهم المصداقية في تحقيق السلام الذي يتهمون العرب بتعطيله وأفشاله على الرغم من أنهم المستفيدين من ذلك حيث الحماية والمساعدات الدولية لهم بحجة المحيط العربي المعادي لدولتهم ...
وفي رداً شجاع من قبل رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" وصف ماحدث من قبل إسرائيل ب"الجريمة" و عمل " دنئ وغير مقبول" وأن عليها أن تدفع ثمن ذلك , وذكر ايضاً بأن " الابادة الدموية التي بدأتها إسرائيل أنتهاك للقوانين الدولية وأستهداف للسلام العالمي وأن على الاممالمتحدة الا تكتفي بقرار الادانة وعلى المجتمع الدولي أن يقول كفى لإسرائيل , كما طالب إسرائيل أن تفرج عن جميع السفن المحتجزة والمعتقلين وتسليم الجرحى لمعالجتهم في تركيا وفي موقف مشرف أخر من قبل الشعب التركي حيث شهدت تركيا أكبر وأضخم الإحتجاجات ضد المجزرة الإسرائيلية أمام مقر أقامة السفير الإسرائيلي وطالب المتظاهرون بطرده كما حاول أكثر من عشرة الاف متظاهر تركي من أقتحام مقر القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول وأحرقوا الإعلام الإسرائيلية ... كما عمت المظاهرات المنددة في بريطانيا وأمريكا وفرنسا والمانيا واليونان وسويسرا وكذلك عدد أخر من المدن والعواصم الإوربية , وشهدت العواصم والمدن العربية تضاهرات شعبية كبيرة ضد الجريمة الإسرائيلية في مصر وفلسطين وسوريا ولبنان والاردن واليمن والعراق والكويت وموريتانيا والمغرب وليبيا والجزائر ... كما وعلى الدول العربية حكاماً وشعوب بالالتفاف حول المواقف التركية المشرفة أتجاه القضايا العربية والإسلامية والعمل على دعم وتفعيل مقومات الدور التركي في منطقتنا أيجابياً من خلال أشراكة بشكل مباشر في حل قضايا المنطقة وبالأخص القضية الفلسطينية والعراقية وقضية السلام في الشرق الاوسط من خلال تعميق العلاقات العربية التركية سياسياً وأقتصادياً وثقافياً وأجتماعياً لخلق شراكة إستيراتيجية بين العرب والاتراك . تتخذ السياسة الإسرائيلية الخارجية من قضية البرنامج النووي الإيراني أبعاد سياسية تعتبرها تمس بأمنها القومي وتنتهج جانبين في التعامل مع الملف الإيراني الجانب الاول التلويح المستمر بأستخدام الوسائل العسكرية ضد إيران وحلفائها وكان أخرها المناورات الواسعة النطاق في الإيام الاخيرة لصد آي هجوم عسكري رباعي محتمل من قبل إيران وسوريا وحزب الله وحماس على الإراضي الإسرائيلية ,وكذلك التحرك الدبلوماسي المكثف من خلال المجتمع الدولي للضغط بفرض عقوبات دولية على إيران من جانب أخر ... الا أنها وبعد أستهداف أسطول الحرية الذي يضم 750 شخص من ستين دولة في العالم بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوربية وعربية وصحفيين ونشطاء في حقوق الانسان من مختلف الجنسيات كشفت عن غباء سياسي تتمتع به إسرائيل فضلاً عن تخبط وتناقض في التصريحات بين المسؤولين الإسرائيلين أتجاه هذه القضية التي ستحشد المجتمع الدولي بأكملة ضد التصرف الإسرائيلي ويزيد من حجم الإحتقان والارباك في العلاقات التركية الإسرائيلية مما يعطي الدافع لدى تركيا في الوقوف بشكل أكبر ضد فرض عقوبات دولية على إيران وكذلك أستثمار الإيرانيون وحلفائهم الغباء الإسرائيلي والوحشية في التعامل من خلال تحشيد الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي سيعطي الحجه لهم أمام المجتمع الدولي في التحرك دبلوماسياً من خلال مضلة الإمم المتحدة ومجلس الأمن لمعارضة أي نشاط عسكري محتمل من قبل إسرائيل ضد إيران وحلفائها .