حزب الله يعتزم جر إسرائيل إلى حرب جديدة لتخفيف الضغط على النظام السوري أشارت مصادر قريبة من حزب الله أن الأخير يستعد للدخول في حرب ضد إسرائيل في محاولة منه لتخفيف الضغوط الغربية عن النظام السوري. وقال مسؤول لبناني لوكالة «رويترز» إن الحزب «لن يتدخل نهائيا ومطلقا في سوريا وفي ما يجري في سوريا، لأن ما يحصل الآن هناك هو شأن داخلي سوري، ولكن عندما يرى أن الغرب يحشد ليطيح بالأسد فإنه لن يقف متفرجا». وأضاف المسؤول أن حزب الله «سيحاول بكل ما يستطيع أن يبعد الضغط الدولي عن سوريا لأنه في اعتقاده هذا الضغط الدولي هو نتيجة حملة أميركية-إسرائيلية. إنها معركة بقاء». ويتابع حزب الله اللبناني بانزعاج الاضطرابات في سوريا وهو عازم على منع الغرب من استغلال الاحتجاجات الشعبية هناك في إسقاط حليفه الرئيس السوري بشار الأسد. ويقول مسؤولون إن حزب الله لن يقف مكتوف الأيدي بينما تتصاعد الضغوط الدولية على الأسد للاستجابة إلى المحتجين. وقال مسؤول عربي مقرب من دمشق ل»رويترز»، «الآن المنطقة في معركة؛ معركة بين ما هو جيد وبين ما هو مدعوم من أميركا.. وسوريا هي الجيد الآن». وقال إن الولاياتالمتحدة التي خسرت حليفا مهما بالإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في فبراير تريد أن تقلب الآية في الأزمة بدعم الاحتجاجات ضد غريمها. وأضاف بعد أن طلب عدم الكشف عن اسمه «كل الأزمات التي يريد أن يصدرها الأميركي سأواجهها وسأخوض هذه المعركة بأفضل الطرق الممكنة». ويستبعد المحللون وقوع حرب إقليمية شاملة بين سوريا وإيران ولبنان في جانب ضد إسرائيل التي تدعمها الولاياتالمتحدة وقالوا إن الأرجح أن تقع الحرب بين حزب الله وإسرائيل. وقال المحلل السياسي اللبناني أسامة صفا «ربما كانت هناك حرب محدودة هنا أو هناك لكن لا أحد له مصلحة في حرب إقليمية.. المنطقة بالطبع في طريقها نحو تغيير جذري.. ولم يتضح بعد كيف ستنظم أو إلى أين سيقودها ذلك». يذكر أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم نفى نفياً قاطعاً خلال مؤتمر صحافي عقده يوم الأربعاء أي تدخل إيراني أو من حزب الله في سوريا في مواجهة المحتجين، مشيرا الى وجود «دعم سياسي» من جانبهما لتجاوز الازمة ودعم الاصلاحات. وقال المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق ان هناك «دعما سياسيا من اجل تجاوز الازمة ودعم للاصاحات التي يقودها الاسد لكن لا يوجد اي دعم عسكري على الارض». وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت في نهاية مايو عن مسؤولين اميركيين لم تكشف هويتهم ان ايران ترسل مدربين ومستشارين الى سوريا لمساعدة السلطات على قمع التظاهرات التي تهدد اكبر حليف لها في المنطقة. واكدت الصحيفة ان ارسال المدربين والمستشارين الايرانيين يضاف الى المساعدة النظامية التي تقدمها طهران الى دمشق ولا تقتصر على معدات مكافحة الشغب، بل اجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام بشار الاسد بملاحقة مستخدمي شبكتي فايسبوك وتويتر. من جانبه، قال رئيس الجمهورية اللبناني الأسبق أمين الجميل إن تغييرات أساسية ستحصل «حتما» في سوريا لكن نقطة الاستفهام تتناول حجمها وتوقيتها وهذه المعطيات «غير واضحة حتى الآن». وبحسب الجميل، فإن النظام السوري «ما زالت لديه مقومات البقاء على الأقل لفترة زمنية»، لكنه «لا يستطيع أن يبقى كما هو ولا يمكن للأوضاع في سوريا أن تبقى على ما هي عليه». وقال الجميل إن المنطقة كلها على «فوهة بركان ولا أحد بمنأى عما يجري فيها» واعتبر أن من «مصلحة» حزب الله أن يمتنع عن القيام بأي «مغامرة» في حال أريد استخدامه من أجل حرف الأنظار عن سوريا أو تخفيف الضغط الدولي عليها ولذا سيكون من الصعب عليه «التضامن مع حلفائه على حساب وجوده بالذات». يذكر أن دول الإتحاد الأوروبي تبنت أمس الخميس مجموعة جديدة من العقوبات ضد سوريا. وتشمل العقوبات تجميد أرصدة وحظر سفر بحق سبعة اشخاص داخل الاتحاد الاوروبي بينهم ثلاثة إيرانيين يتهمهم الإتحاد بتقديم تجهيزات عسكرية لمساعدة النظام السوري على قمع المتظاهرين، كما قال دبلوماسيون. وتشمل العقوبات الموسعة ايضا اربع شركات سورية مرتبطة بنظام الرئيس بشار الاسد كما قالت المصادر الدبلوماسية.