نفت سوريا أنها زودت حزب الله بصواريخ سكود بعيدة المدى وقالت يوم الخميس أن إسرائيل ربما تستخدم هذا الاتهام كذريعة لتوجيه ضربة عسكرية ضد أهداف سورية . واتهم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس يوم الثلاثاء الحكومة السورية بإرسال صواريخ سكود إلى حزب الله. وقالت الولاياتالمتحدة يوم الأربعاء أنها تشعر " بقلق بالغ" من نقل المزيد من الأسلحة المتطورة إلى حزب الله الذي تدعمه سوريا وإيران وخاض حربا مع إسرائيل عام 2006 وقالت الخارجية السورية في بيان " تطلق إسرائيل منذ فترة حملة تصريحات تزعم بأن سوريا تقوم بتزويد حزب الله في لبنان بصواريخ سكود. أن الجمهورية العربية السورية ... تنفي بقوة هذه المزاعم " . وأضاف البيان أن سوريا " ترى أن إسرائيل تهدف من خلال ( هذه المزاعم ) إلى المزيد من توتير الأجواء في المنطقة وإلى خلق مناخ يهيئ لعدوان إسرائيلي محتمل وذلك للتهرب من تلبية متطلبات السلام العادل والشامل " . وضرب حزب الله إسرائيل بصواريخ قصيرة المدى في حرب 2006 . وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته أن صواريخ سكود كانت تهرب إلى حزب الله على مدى الشهرين الماضيين . وقالت الولاياتالمتحدة إن هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى " زعزعة الاستقرار" في المنطقة. ومن شأن وجود صواريخ أكثر تطورا في لبنان أن تثير احتمالات قيام إسرائيل بتوجيه ضربة وقائية . ولم يصدر عن الحكومة اللبنانية أي تعليق حول الادعاءات الأمريكية . لكن نائب حزب الله في البرلمان اللبناني حسن فضل الله اعتبر أن التعليقات الأمريكية تشكل تهديدا للبنان . وقال لرويترز " أن هذا الموقف الأمريكي هو تهديد للبنان" مضيفا " أن هذه الضغوط الأمريكية والتهويل الإسرائيلي لن يؤثرا على خيارنا والتزامنا الدفاع عن بلدنا بكل الوسائل " . "إن هذا التدخل الأمريكي الذي تبنى الموقف الإسرائيلي بالكامل هو محل إدانة ورفض من قبل لبنان وهو يثبت مرة أخرى أن الإدارة الأمريكية تتجاهل الحقائق والوقائع لجهة استمرار الاحتلال الإسرائيلي والاعتداء على السيادة اللبنانية وخرق القرارات الدولية على مرأى الأممالمتحدة لأن ما يهمها هو إسرائيل وليس أي شيء آخر . وظلت الحدود الجنوبية للبنان متوترة منذ العام 2006. وانتقدت إسرائيل مرارا قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان ( يونيفيل) لأنها لا تفعل المزيد لمنع تهريب الأسلحة إلى حزب الله. من جانبه قدم لبنان شكاوى عدة لمجلس الأمن الدولي بسبب الطلعات الجوية الإسرائيلية شبه اليومية . وفي فبراير الماضي توعد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بأنه إذا قصفت إسرائيل مطار بيروت فإن مقاتلي الحزب سيقصفون مطار بن جوريون في إسرائيل . واتهم مسؤولون سوريون ولبنانيون إسرائيل هذا العام بأنها تدفع باتجاه اندلاع حرب في المنطقة وسط الموضوع الإيراني النووي الذي تعتبره إسرائيل تهديدا لوجودها . ومع ذلك قال الرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي إن بلاده لا تزال ملتزمة بالسعي للسلام مع الدولة العبرية . وأجرى الجانبان أربع جولات من محادثات السلام غير المباشرة عام 2008 بعد ثمانية أشهر من إغارة الطائرات الحربية الإسرائيلية على موقع في شرق سوريا اعتبرته واشنطن حليفة إسرائيل الأولى مشروعا نوويا غير قانوني . وقالت سوريا في ذلك الحين إن الهدف كان موقعا غير نووي وأنها " تحتفظ بحقها بالرد في الزمان والمكان المناسبين " .