الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    "دور الشباب في مناصرة حقوق الإنسان" موضوع الحلقة الأولى من سلسلة حوار القيادة الشبابية        واشنطن ترفض توقيف نتانياهو وغالانت    وفاة ضابطين اثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية اثناء مهمة تدريب    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أمن البيضاء يوقف شخصا يشتبه في إلحاقه خسائر مادية بممتلكات خاصة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في مطار الجزائر بعد انتقاده لنظام الكابرانات    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    رسميا.. اعتماد بطاقة الملاعب كبطاقة وحيدة لولوج الصحفيين والمصورين المهنيين للملاعب    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن وأسلوب العصا والجزرة على المسارين السوري والفلسطيني
تبادل الأدوار في متاهة التسوية في الشرق الأوسط
نشر في العلم يوم 10 - 01 - 2011

أثبت موقع ويكيليكس ماديا بنشره مئات آلاف الوثائق الدبلوماسية الأمريكية السرية ما كان يؤكده العديد من المحللين عن الإزدواجية في السياسة الأمريكية والفرق بين ما هو معلن وما هو مطبق، وأساليب الخداع والدفع إلى مواقع المخاطرة بأطراف ودول مما يتيح لواشنطن تنفيذ مخططاتها ضد أطراف معينة، وعندما تضاف إلى الوثائق المسربة ما يتم كشفه من أسرار بطرق مختلفة عن أساليب تعامل الولايات المتحدة مع بقية دول العالم بمن فيهم من تحولوا إلى حلفاء لها بعد هزيمة دول المحور خلال الحرب العالمية الثانية، يمكن التأكيد أن منطق المؤامرة هو المرجح والثابت في مسار السياسة الدولية التي يحركها البيت الأبيض، وليس العكس كما يحاول البعض ترجيحه.
وفي انتظار تسرب الوثائق الأساسية عن المخططات الأمريكية والتي تتعلق بمراكز القرار المركزية سواء كان الأمر يخص الأوامر الرئاسية أو تقارير أجهزة المخابرات والأمن الرئيسية المكونة من 16 تنظيم أساسي، يمكن الاعتماد على ما سربه موقع ويكيليكس حتى الآن لتحليل جزء هام من مسارات الأحداث على الصعيد العالمي.
المسار السوري
يوم الثلاثاء 4 يناير 2011 أكدت القناة العاشرة الإسرائيلية ما نشرته مصادر اخبارية مختلفة على مدار الأيام الأخيرة من سنة 2010، عن أن مساعد الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى الأمريكية، مالكولم هوينلين، التقى خلال الايام العشرة الأخيرة من شهر ديسمبر 2010 الرئيس السوري بشار الأسد في القصر الرئاسي بدمشق، ونقل له رسالة من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. وتابعت القناة أن زيارة هوينلين نسقت بوساطة رجل أعمال سوري أمريكي يدعى جوي علام.
من جانبها قالت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي إن هوينلين أطلع نتنياهو على مشروع سفره إلى دمشق وأن الأخير حمله رسالة إلى الأسد، وبعد انتهاء الزيارة تلقى نتنياهو تقريرا مفصلا حول مضمون المحادثات.
ويعتبر هونلاين أحد أبرز القياديين في الحركة الصهيونية العالمية ويقدم كالرجل الثاني في الترتيب من حيث الأهمية في المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وهو مقرب جدا من نتنياهو.
يذكر أن نتنياهو كان قد أوفد خلال ولايته الأولى في رئاسة الوزراء شخصا آخر مقربا منه هو رجل الأعمال الأمريكي اليهودي رون لاودر إلى دمشق.
بعد نشر هذه المعلومات بفترة قصيرة تبدلت الأخبار الواردة من تل أبيب لتشير أنه لم يكن هناك هدف سياسي وراء الزيارة.
هوينلين قال «أنه توجه إلى دمشق بعد تلقيه دعوة من القصر الرئاسي السوري، ولم يذهب إلى سوريا كمبعوث من رئيس الوزراء الإسرائيلي، أو كوسيط بين سوريا وإسرائيل، وأضاف «ذهبت إلى سوريا لقضية إنسانية مهمة للشعب اليهودي، ولم يطلب نتنياهو مني القيام بأي شيء، وأية محاولة للربط بيني وبين العملية الدبلوماسية مع سوريا مجرد تلاعب».
وفي تصريح آخر قال هونلاين لصحيفة «إسرائيل اليوم» أنه لا يتدخل في المفاوضات أو في دفع اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا، موضحا أن زيارته دمشق هدفت أساسا الى «تقديم خدمات إنسانية للشعب اليهودي مثل ترميم الكنس والمدافن والمؤسسات اليهودية في سوريا وخاصة في دمشق وحلب». وأضاف أنه لم يتحدث إلى نتنياهو أو رجاله قبل سفره، وأنه بكل تأكيد لم يكن موفدا بإسمه، رافضا الإدلاء بتفاصيل لقاءاته مع الرئيس الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم.
يوم الثلاثاء 4 يناير 2011 عززت صحيفة «هاآرتس» العبرية، على موقعها الإلكتروني، تصريحات هوينلين الجديدة، فنقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله، إن نتنياهو كان على علم بالزيارة لسوريا، غير أنه لم يطلب من هوينلين نقل رسالة أو التصرف كوسيط. وأضاف المسؤول، أنه «لا يوجد نقص في المبعوثين أو الوسطاء لإجراء المحادثات مع سوريا، وأن ما يجعل استئناف المفاوضات مع سوريا صعبة هو الشرط المسبق بإنسحاب إسرائيل من الجولان الذي وضعه الأسد حتى قبل أن نجتمع للتفاوض».
في نفس الوقت ذكرت أوساط صهيونية أنه قبل زيارة هوينلين سمحت السلطات السورية بترميم الكنس والمدافن اليهودية وأدرجت هذه الخطوة في إطار «رغبة سوريا إرضاء الإدارة الأمريكية».
من جانبه نفى منظم زيارة الوفد الأمريكي اليهودي إلى دمشق رجل الأعمال جوي علام وجود علاقة بين الزيارة واحتمالات استئناف المحادثات بين تل أبيب ودمشق ، مشيرا إلى أن الأسد يسعى لإقامة علاقات جيدة مع اليهود الأمريكيين ومع الإدارة الأمريكية.
وقال جوى علام المولود في دمشق لموقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني «لدي علاقات شخصية وقريبة مع أبناء عائلة الأسد ولدينا أصدقاء مشتركون ومقربون جدا» وعبر عن غضبه من الكشف عن الزيارة التي كان مقررا أن تبقى طي الكتمان. وقال علام إنه شخصيا لم يكن حاضرا في اللقاء بين الأسد وهونلاين. وأضاف أنه بالنسبة له فإن الانجاز الأكبر من الزيارة كان «الموافقة التاريخية للسوريين» بالسماح له باستعراض خطط لترميم 18 كنيسا ومقبرتين يهوديتين في دمشق وحلب.
حملة النفي الإسرائيلية تواصلت، فيوم الثلاثاء 4 يناير وحسب وكالة «يو بي آي» قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إنه لا يوجد أي تطور جديد بشأن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا وانه ينبغي التركيز على المسار الفلسطيني. وأضاف باراك خلال زيارة لقاعدة «تسيئيليم» العسكرية لتدريب القوات البرية ردا على سؤال حول إحتمال وجود اتصالات مع سوريا «معروف أنه يوجد اهتمام أمريكي طوال الوقت بهذه القناة، وهم موجودون في حالة تدقيق في كافة القنوات طوال الوقت، وما يزال الآن.. وحتى اليوم فان القناة المركزية هي القناة الفلسطينية وأنا أعتقد أنه يجب القيام بكل شيء من أجل إحداث اختراق في هذه القناة».
يوم الأربعاء 5 يناير نقلت وكالات الأنباء الدولية عن متان فيلنائي نائب وزير الجيش الاسرائيلى إنكاره وجود أية مفاوضات سرية بين اسرائيل وسوريا غير أنه أعرب عن اعتقاده ان هناك فرصة سانحة لتحقيق انطلاقة في هذا المسار. وأضاف فيلنائي أن هناك محاولات تجرى حاليا من أجل إحياء عملية السلام معربا عن خشيته من توقف هذه المحاولات في حال انسحاب حزب العمل من الائتلاف الحكومي.
تضارب حول الاتصالات
مع بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين تحدثت عدة مصادر أمريكية وأوروبية عن ما سمته اختراقا مفاجئا على المسار السلمي السوري الإسرائيلي، وذكرت أن المبعوث السابق لعملية السلام دينيس روس زار دمشق خلال آخر اسبوع من سنة 2010 والتقى كبار المسؤولين فيها، وأثر ذلك تكون تفاؤل بإمكانية أن تتوصل سوريا واسرائيل الى توقيع اتفاقية سلام «في المستقبل القريب جدا»، مما سيعزز موقف الرئيس أوباما داخليا وخارجيا، ويسهل تكثيف الضغط على الفلسطينيين ليقبلوا استئناف المفاوضات المباشرة مع تل أبيب بدون التمسك بالشروط التي يضعونها حاليا خاصة ما يتعلق بالاستيطان.
نفس المصادر قالت أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي تربطه صداقة بروس منذ أن عمل المعلم سفيرا لبلاده في واشنطن في التسعينات، أرسل إشارات إيجابية إلى الأمريكيين مفادها ان «السوريين مستعدون لإعادة مباشرة الحوار مع الإسرائيليين والتوصل إلى سلام». وأضافت المصادر أن ادارة الرئيس باراك أوباما، تعتقد أن سلاما بين سوريا وإسرائيل من شأنه أن «يحدث إختراقا في العملية السلمية ككل، ويمكن البناء عليه للتوصل إلى سلام في الأراضي الفلسطينية».
المصادر نفسها ذكرت أنه رغم أنه لم تتسرب بعد تفاصيل حول فحوى مفاوضات روس مع السوريين، إلا أن روس أبلغ الإدارة أنه «لمس استعدادا سوريا غير مسبوق للابتعاد عن إيران وتخفيف العلاقات مع حزب الله وحماس، والتعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب». وبعد زيارة روس لاحقا لإسرائيل أبدت تل أبيب «استعدادا تاما لاعادة الجولان كاملا الى السوريين، والتوصل الى اتفاقات حول تقاسم المياه، والمباشرة بتطبيع العلاقات فورا».
وتقول المصادر الامريكية ان واشنطن مارست ضغطا هائلا على الاسرائيليين من اجل «تقديم تنازلات في مكان ما، اما على المسار الفلسطيني او على المسار السوري اللبناني»، ما «دفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الإشارة إلى وزير دفاعه ايهود باراك، أكبر المؤيدين للتوصل الى سلام إسرائيلي مع سوريا، إلى متابعة الأمر مع روس».
وتقول المصادر الامريكية ان نتنياهو يعتبر انه في حال توصلت المفاوضات إلى إختراق، فيمكن تبنيه علنا، اما ان لم تتوصل إلى جديد، فبإمكانه الابتعاد عنه والقاء اللوم على باراك والأمريكيين.
وتقول أطراف «يمينية» في العاصمة الأمريكية تعليقا على ما اعتبرته تحولا في الموقف السوري «ان الخناق يشتد حول عنق ايران اقتصاديا وهو ما يقلص من حجم معوناتها لأنصارها وحلفائها، ما يدفع الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإبتعاد عن سفينة تحالفه مع طهران، يضاف إلى ذلك إعتقاد الأسد بأن السلام مع إسرائيل يحمي نظامه من تداعيات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي أدرك بعد زيارته الأخيرة لباريس أنه لا توجد وسيلة لإيقافها» هذا حسب الاطراف الأمريكية اليمينية.
وكانت اسرائيل وسوريا قد عقدتا محادثات في الولايات المتحدة عام 2000، ولكنها انهارت بعد ان فشل الجانبان في التوصل الى اتفاق على مصير مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل عام 1967، وضمتها العام 1981، الأمر الذي لم يعترف به المجتمع الدولي.
أوباما يتحدى الكونغرس
يقول محللون أن هذا «الاختراق المفاجئ» هو الذي دفع بالبيت الأبيض الى ادراج إسم السفير روبرت فورد في المرسوم الذي وقعه الرئيس الأمريكي أوبانا، يوم الاربعاء 29 ديسمبر، متجاوزا مجلس الشيوخ لارسال فورد الى دمشق لمدة عام تأمل الادارة التوصل خلالها الى تسوية بين اسرائيل وسوريا قبل ان تنتهي ولاية فورد.
وكان اوباما قد أحال الى الكونغرس في 22 فبراير الفائت قراره تعيين الدبلوماسي روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في دمشق، بهدف سد شغور على رأس السفارة الامريكية في دمشق مستمر منذ قرابة الست سنوات.
غير ان الجمهوريين في مجلس الشيوخ قطعوا الطريق على المصادقة على هذا التعيين، مبررين خطوتهم بالتشكيك في جدوى ارسال سفير الى هذا البلد في الوقت الراهن.
وكانت واشنطن قد سحبت سفيرها السابق في دمشق اثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في بيروت في فبراير 2005.
وفي معرض تبريره هذه الخطوة قال مسؤول امريكي رفيع المستوى لوكالة «رويترز» طالبا عدم الكشف عن هويته ان «كل الادارات تواجه تأخيرا في عملية مصادقة مجلس الشيوخ على مرشحيها، ولكن حجم «الممانعة» الجمهورية للمرشحين الذين اختارهم اوباما غير مسبوق». ويمكن للرئيس ان يعين بموجب مرسوم رئاسي السفراء والقضاة ومسؤولين آخرين كبارا في الادارة، غير ان هذه التعيينات ليست سوى تعيينات موقتة.
وجاء اختيار فورد لرصيده الديبلوماسي الطويل، ولكونه يتقن العربية، زيادة على الفرنسية والألمانية والتركية. ويعتبر من فريق «الأرابيست» في وزارة الخارجية الأمريكية، أي من ينعتون بالمتعاطفين بعض الشيء مع المجتمع والحضارة العربية. وكان فورد سفيرا في الجزائر لفترة قصيرة بين صيف عام 2006 وبداية 2008، وجرى نقله إلى العراق بناء على طلب السفير السابق هناك ريان كروكر ليقوم بدور في تهيئة ما سمي بمرحلة تمويه وضعية الاحتلال تحت غطاء تسميات جديدة. ونوه البيت الأبيض بخبرة فورد الديبلوماسية الطويلة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي.
وأصدرت السفارة الأمريكية في دمشق بيانا صحافيا وصف روبرت ستيفن فورد بأنه دبلوماسي رفيع في الخدمة الخارجية ويعمل حاليا في مكتب المفتش العام في وزارة الخارجية الأمريكية. وكان قد شغل قبل ذلك منصب قائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد. كما عمل ما بين 2004 و2006 وبين 2008 و2009 كمستشار سياسي للسفارة في بغداد وشغل منصب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في البحرين بين 2001 و2004. وسبق أن عمل فورد في عدد من السفارات الأخرى حول العالم منذ دخوله سلك الخارجية عام 1985 في أزمير والقاهرة والجزائر وياوندي.
يوم الأحد 2 يناير 2011 نقلت وكالة الأنباء الألمانية «د ب ا» نفى مصدر سوري مطلع التقارير المنشورة عن قيام واشنطن بفتح قناة سرية مع المسؤولين السوريين لابرام اتفاقية سلام شامل بين سوريا واسرائيل. كما نفى المصدر السوري ما نشر عن أن المبعوث السابق لعملية السلام دينيس روس زار دمشق نهاية ديسمبر والتقى عددا من المسؤولين فيها. وأشار المصدر إلى أن المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتيشل هو الوحيد المكلف بهذا الملف من قبل الإدارة الأمريكية وزياراته إلى دمشق تتم بشكل معلن.
يذكر أن محادثات غير مباشرة وسرية بين سوريا وإسرائيل برعاية تركية، بدأت في مايو عام 2004، وتم إجراء 5 جولات في مدينة اسطنبول وأخرى في مدن أوروبية مختلفة، وجرت سلسلة اجتماعات سرية في اوروبا بين سبتمبر 2004 ويوليو 2006، وقد قام مسؤولون سوريون واسرائيليون بصياغة تفاهمات لاتفاق سلام بين الطرفين. غير أنه أعلن لاحقا أن المحادثات توقفت مع بدء عملية «الرصاص المصبوب» الاسرائيلية في قطاع غزة في اواخر عام 2008 وبداية عام 2009.
وكانت الحكومة الامريكية قد طلبت من تركيا زيادة جهودها لمتابعة المفاوضات بين اسرائيل وسوريا، غير أن تدهور علاقات أنقرة مع إسرائيل عطل العملية.
أفكار معدلة
يعتقد محللون ومصادر رصد خاصة في أوروبا أنه من السذاجة والاستخفاف بمكان أن يفرض على أي شخص تقبل وإبتلاع التصريحات عن أنه لم يكن وراء زيارة مساعد الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى الأمريكية، مالكولم هوينلين لدمشق هدف سياسي. يجدر بالذكر أنه لا زال في سوريا بضعة مئات من اليهود في دمشق وحلب إضافة لبضعة عشرات في مدينة القامشلي. وغالبية اليهود الذين هاجروا من سوريا استقروا في الولايات المتحدة. ويشكل اليهود السوريون حاليا جالية كبيرة تتركز في بروكلين في نيويورك ويبلغ تعدادهم في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 40000 نسمة.
مصادر أوروبية وثيقة الصلة بجهاز المخابرات الألمانية (بي إن دي) الذي يلعب أدوارا كثيرة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في عمليات تبادل الأسرى بين حزب الله اللبناني وإسرائيل والذي يقوم بوساطة حاليا بين حماس وتل أبيب، أشارت إلى أن دينيس روس ومالكولم هوينلين نقلا إلى دمشق أفكارا معدلة أدخلت على اقتراحات تسوية سابقة كان قد قدمها المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل خلال زيارته للعاصمة السورية يوم الخميس 16 سبتمبر 2010. هذه الإقتراحات كانت في جزء منها الحصيلة التي توصل إليها الأتراك خلال وساطتهم بين دمشق وتل أبيب والتي أشرف عليها مباشرة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو.
في ذلك التاريخ سلم المبعوث الامريكي إلى الرئيس الأسد خريطة للانسحاب من الجولان غير أن سوريا تمسكت باعتراف اسرائيلي معلن باعادة هضبتها المحتلة كاملة لمنع أي تراجع لاحق من جانب تل أبيب خاصة وان الانسحاب كان سيستغرق حسب مصادر مختلفة ما بين خمس وثمان سنوات.
تفاصيل الانسحاب
خلال شهر سبتمبر 2010 ذكر موقع «ديبكا» الالكتروني الاسرائيلي القريب من الاستخبارات الاسرائيلية أن الخريطة تمثل خطوط الانسحاب المقترحة من جانب نتنياهو وهي مذيلة بمصطلحات: اذ ستنسحب اسرائيل وجيشها إلى ما يعرف بخط السلسلة الجبلية، وستسلم لسوريا هضبة الجولان بأكملها تقريبا مع معظم التجمعات السكانية الموجودة فيها على أن تصبح شبه منزوعة السلاح، وبتعبيرات عسكرية ستترك المعادلة أمام إسرائيل خيار يمكنها من احتلال المنطقة إذا انهارت اتفاقات السلام.
وتبلغ مساحة هضبة الجولان 1800 كيلومتر مربع. وتسيطر سوريا على ثلثها بعد حرب رمضان 1973، بينما تسيطر اسرائيل على حوالي 1200 كيلومتر مربع منها. ويقطن القطاع المحتل من المرتفعات أكثر من 18 ألف سوري أغلبهم من الدروز، وكذلك نحو 20 ألف مستوطن يهودي.
ويبعد خط انسحاب نتنياهو المقترح كيلومترين ونصف كيلومتر عن نهر الأردن. وهو يشكل آخر مساحة مرتفعة قبل أن تبدأ الأراضي الواقعة في السفح الغربي من الجولان في الانحدار بقوة نحو نهر الاردن ووادي الحولة وبحيرة طبريا.
وبعد إعادة معظم الأراضي إلى سوريا، سيتيح خط السلسلة الجبلية لاسرائيل ميزتين رئيسيتين مقارنة بالانسحاب الكامل حتى نهر الأردن.
1 - تحتفظ اسرائيل بالسيطرة على الضفتين الشرقية والغربية لنهر الأردن، وهو مصدر مهم للمياه بالنسبة اليها. ومن شأن وجود جنود على الضفتين أن يسهل عودة القوات العسكرية إلى هضبة الجولان في حالة إندلاع حرب جديدة.
2- يصبح خط التلال حاجزا طبيعيا للعابرين من هضبة وإليها – ومن شأن ذلك أن يعطي المراكز السكنية في سهل الحولة ومحيط بحيرة طبرية جدارا ناريا عسكريا اسرائيليا ضد هجمات اطلاق النار السورية التي كانت بمثابة وباء عليهم قبل حرب عام 1967، وأن تضع عقبة في وجه الدبابات السورية التي تحاول الخروج من الجولان إلى منخفضات شمال شرق إسرائيل.
ويعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ان خطته مشابهة، باستثناء بعض الفروقات الصغيرة، للخطة التي تقدم بها فريدريك هوف، الخبير في الشؤون السورية في فريق ميتشيل، والتي تقترح انسحابا اسرائيليا على مرحتلين من خط سلسلة التلال.
المرحلة الأولى: بعد الانسحاب إلى وسط الجولان، تحتفظ اسرائيل بمحطات الانذار المبكر الخاصة بها ومنصات المراقبة على جبل الشيخ وبذلك تسيطر على المشهد من الجولان إلى دمشق التي تبعد 40 كيلومترا.
المرحلة الثانية: تستمر اسرائيل في الاحتفاظ بحافة كافة السفوح الصخرية التي تنحدر باتجاه نهري الاردن واليرموك وهي سفوح لا تستطيع الوحدات المدرعة المرور عبرها.
ولن يتوجب على إسرائيل الانسحاب إلى غرب نهر الأردن لسنوات عدة حتى تثبت سوريا التزامها بالسلام.
نقاط التفاهمات
وكانت مصادر تركية وألمانية قد ذكرت مع اقتراب نهاية سنة 2008 ان النقاط الرئيسية للتفاهمات التي تم التوصل اليها في نطاق وساطة أنقرة هي كالآتي:
* يتم التوقيع على اتفاق مبادىء بين الجانبين، وفي اعقاب تنفيذ جميع الالتزامات يتم التوقيع على اتفاق سلام.
* في اطار اتفاق المبادىء، تنسحب اسرائيل من مرتفعات الجولان الى حدود الرابع من يونيو1967.
* الجدول الزمني للانسحاب يبقى مفتوحا: وطالبت سوريا بتنفيذ الانسحاب خلال فترة خمس سنوات، بينما طالبت اسرائيل بأن يمتد الانسحاب لفترة 15 عاما.
* في المنطقة العازلة، على طول بحيرة طبريا، سيتم انشاء محمية طبيعية للاستخدام المشترك من قبل السوريين والاسرائيليين.
* تحتفط اسرائيل بالسيطرة على استخدام مياه نهر الاردن وبحيرة طبريا.
* ستكون المنطقة الحدودية منزوعة السلاح على طول نسبة 1:4 (اقليميا) لصالح اسرائيل.
في بداية الخريف الماضي ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن أنصار «الخيار السوري» في إسرائيل هم باراك والمؤسسة الأمنية، ويعتقدون بأن الاتفاق مع سوريا يمثل مصلحة استراتيجية إسرائيلية، ويهدف الى إخراج سوريا من محور الشر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن العودة إلى الحديث عن المسار السوري له عدة أسباب، بدءا من رغبة الإدارة الأمريكية في المحافظة على حدود هادئة بين العراق وسوريا، وخاصة بعد انسحاب الجزء الأكبر من القوات الأمريكية منه، إضافة الى رغبة الرئيس الأسد في تعزيز مكانته في الغرب، وزيادة الاستثمارات الأجنبية في سوريا، هذا الى جانب ميل عدد من الجهات السياسية في إسرائيل إلى العمل في مسار مواز للذي يقوده نتنياهو حاليا مع الفلسطينيين. لكن آخرين في المؤسسة السياسية في إسرائيل، يعتقدون أن نتنياهو سيجد صعوبة في إدارة مسارين متوازيين، في مقابل آخرين يؤمنون أنه لن ينجح في التوقيع على اتفاق يتضمن الانسحاب من الجولان، وفي الوقت نفسه الانسحاب من معظم مناطق الضفة الغربية. الى جانب ذلك، رأت يديعوت أنه حتى الآن ليس واضحا مدى جدية الإشارات المتعلقة بالمسار السوري، ولفتت الى أنهم في تل أبيب يحاولون خفض التوقعات إزاء إمكان البدء بمسار سوري مواز للمسار الفلسطيني في فترة قريبة.
تحول في الأولويات
ما يدعم التقدير أن ثقل الجهد الأمريكي لإيجاد تسوية في الشرق الأوسط قد انتقل إلى المسار السوري، هو ما كشف عنه رئيس وزراء الكيان الصهيوني بشأن تحولات في أولويات إدارة الرئيس الأمريكي أوباما.
يوم الاثنين 3 يناير 2011 حمل نتنياهو، الإدارة الامريكية مسؤولية تعثر المحادثات حول تمديد قرار تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث عزا سبب ذلك إلى توقف واشنطن عن المطالبة بذلك، وليس إلى الرفض الإسرائيلي. وقال أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إن «واشنطن طلبت من إسرائيل تمديد العمل بتجميد البناء في المستوطنات. وفي الحقيقة، كنا مستعدين للقيام بذلك على عكس ما أشيع عن رفض إسرائيل تمديد التجميد. ولكن في النهاية قررت الولايات المتحدة ألا تكمل هذا الطريق، وهذا خيار صحيح برأيي».
وأضاف نتنياهو أنه أبلغ الرئيس الأميركي باراك اوباما برغبته في الرجوع الى مجلس الوزراء الإسرائيلي للحصول على تفويض بتمديد التجميد ثلاثة أشهر، موضحا «لقد أخبرت اوباما إنني مستعد للجوء الى مجلس الوزراء والضغط من اجل الموافقة، لكني تلقيت مكالمة هاتفية مفاجئة من الأمريكيين تفيد بتوقفهم عن المطالبة بتمديد التجميد».
وأوضح أن الرسالة الأمريكية التي وجهت له كانت بأن «ينسى هذه المسألة»، مضيفا أن الولايات المتحدة أكدت «أن التجميد لمدة ثلاثة أشهر لن يؤدي الى نتيجة ايجابية بل سوف يؤدي الى طريق لا نهاية له من التجميد تلو التجميد». وشدد على ان واشنطن لن تكون شريكا لأي اتفاق سلام يتم فرضه على الجانبين معتبرا أن مثل هذا الاتفاق «محكوم عليه بالفشل».
مناورات التضليل
داخل الكيان الصهيوني من لا يعتقد بإمكانية نجاح جهود واشنطن على المسار السوري سواء بناء على إقتناع أو على سبيل المناورة لكسب مزيد من الوقت لترسيخ الاحتلال وتشويه صورة الخصم. يوم 4 يناير نشرت صحيفة «معاريف» مقالا لباحث في معهد ابحاث الامن القومي في جامعة تل ابيب تحت عنوان «لا بشرى من دمشق» قال فيه:
هل تواجه اسرائيل وسوريا تجديد التفاوض؟ وهل تنوي سوريا مقابل اعادة هضبة الجولان ان تتخلى عن صلاتها بايران وحزب الله؟ اسمحوا لي أن أبرد الحماسة شيئا ما. فيما يتعلق بوجود قناة سورية اسرائيلية، لم تشتمل الردود على النبأ في القدس ودمشق على إنكار جارف، وقد توجد قناة لنقل رسائل بوساطة امريكية بين العاصمتين. هذه القناة تخدم الجانبين. فهي تُقلل الضغط عن نتنياهو في ضوء الجمود مع الفلسطينيين، والضغط عن الاسد في ضوء علاقاته بايران وحزب الله والاتهامات المتوقعة من قبل فريق التحقيق في مقتل الحريري. لكن هل هذا حقيقي؟.
مدة بضعة اشهر، حتى ديسمبر 2008، أجرت اسرائيل وسوريا اربع جولات «محادثات تقارب» بوساطة تركية. وبفضل ذلك «الإحلال» الذي منحه اولمرت للاسد تحسنت مكانة سوريا الدولية والاقليمية. فقد تخلت الولايات المتحدة وفرنسا وعلى أثريهما العربية السعودية ايضا عن إقصاء دمشق وبدأت تعامل سوريا باعتبارها دولة رئيسة ذات قدرة على التأثير في ساحات مختلفة في الشرق الاوسط. وكان ذلك ايضا عن طموح الى قطعها علاقتها بايران.
لكن سوريا لم تغير الى الآن سلوكها السلبي. ففي السنة الاخيرة فقط أشارت دمشق في عدة فرص الى ان تسوية سلام مع اسرائيل ليست خيارا جذابا كما كان في الماضي، وحتى لو خرجت من القوة الى الفعل فانها غير مستعدة كما كانت الحال في الماضي لتطبيع كامل. وقد أعلن السوريون ايضا بأنهم لن يتخلوا عن «الشراكة الاستراتيجية» مع طهران حتى لو وقع اتفاق سلام مع اسرائيل. واسوأ من كل شيء ان سوريا تحولت من «انبوب» لنقل الوسائل القتالية من ايران الى حزب الله الى مزودة للمنظمة بوسائل قتالية متقدمة مباشرة بل انها تدرب نشطاءها داخلها.
من المحتمل ان امكانية قطع العلاقات أو تغيير طابعها على الأقل، بين سوريا وايران، يثار في كل نقاش تجريه اسرائيل يتعلق بالمزايا المحتملة لاتفاق سلام بين الدولتين. إن تغيير دور دمشق قد يضائل بحسب هذه الرؤية التهديد لدولة اسرائيل. فسيصعب من جهة على القدس ان تدخل تفاوضا كهذا إن لم تكن مقتنعة بأن هذا الأمر احدى نتائجه. ومن جهة اخرى، بدء التفاوض السياسي بل التوقيع على اتفاق سلام لا يضمن ان تبرد ايران وسوريا علاقاتهما.
إن سوريا معنية بتحقيق سلسلة مصالح منها اعادة الجولان بوساطة تسوية تكون في مصلحتها. وعلى العموم ليست هي عضوا طبيعيا في المحور المتطرف، فهي دولة علمانية وهي لا ترفض بخلاف ايران وحزب الله وحماس، امكانية التوصل الى سلام مع اسرائيل.
إن وضعها الاقتصادي الصعب، وعدم الوضوح المتعلق بسياسة الولايات المتحدة معها، والضربات التي تلقتها من إسرائيل وابتعاد الخيار السياسي في نظرها، قوت على نحو طبيعي علاقة دمشق بطهران. هل تغرق مسيرة سياسية وجه الارض بتضارب المصالح بين سوريا وإيران؟ هل تغير سوريا مع الوقت شكل علاقتها بإيران وبحزب الله؟.
في ضوء سلوك الاسد يبدو انه غير معني بذلك في هذه المرحلة، لا على حساب علاقته بايران وبحزب الله. يحتمل من مسيرة سياسية كما حدث في الماضي ان تزرع الشك بين دمشق وطهران لكن سيصعب على السوريين في نهاية الأمر أن يقطعوا تماما هذه العلاقات التي تثبت نفسها منذ ثلاثة عقود، لمصلحة وعود بتسوية ما.
يوم الثلاثاء 4 يناير هدد شاؤول موفاز رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي، بشن حرب عسكرية وصفها ب «المؤلمة» ضد سوريا. وهاجم الحكومة الإسرائيلية لتسببها في تغيير الميزان الاستراتيجي في المنطقة، وخاصة ما جرى من تدهور للعلاقات في تركيا، مؤكدا أن تصرف نتنياهو يضع تركيا بين أيدي سوريا وإيران.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.