أضحى العديد من المخرجين المغاربة يعتمد على ظهور مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي في أعمالهم الرمضانية، الشيء الذي لا يحبذه النقاد مغاربة الذين يعتبرون أن التميز في الأعمال الفنية تتطلب ممثلين أكفاء. وفي هذا الصدد، يستهل محمد بنعزيز الناقد الفني تصريحه ل"رسالة 24″ بتعرفيه للتمثيل على لسان الممثل العالمي "شارلي شابلن"بقوله إن التمثيل هو التنكر في جلد الأخر أي محاكاة الآخر، و يعتبر المخرج الأمريكي ستانلي كوبريك بأن الشرط الأول للتمثيل هو حفظ الحوار، وهذان الشرطان منتفيان في مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي. فبالنسبة إليه، يرى بنعزيز أنهم غير مؤهلين لتقمص شخصية أخرى، فهم فقط يظهرون شخصيتهم. وبالتالي، فهم لا يمثلون، بل يتم استهلاكهم في الظهور الأول فقط، كما أنهم لا يحفظون الحوار بل يرتجلون. وهذا الارتجال لا ينتج كوميديا وغير قابل للمونتاج. وعن أسباب الاعتماد على المؤثرين المشهورين، يوضح الناقد الفني أن شركات الإشهار التي تستشهر أثناء بث المسلسلات تبحث عن أشخاص تساعد الجمهور على التعرف على السلعة المقدمة من خلالهم. ويتساءل بنعزيز في هذا السياق.هل يمكن للمخرج أن يجد مؤثر يلعب دور عادل إمام الحريف، أويجد مؤثرة بقامة المثمثلة القديرة راوية؟مستطردا، سيجد أشخاص مثل سكينة درابيل التي لا تخرج من نمطية الأدوار ، سيجد شخصية تلعب نفس المشاهد، تصرخ كثيرا ولا تستطيع أن تمثل مشهدا من دقيقتين وهي صامتة. وحتى إن فعلت ذلك، سيحذفه المخرج في المونتاج، لأنه ببساطة بدون معنى. و يتابع قائلا: لذلك نجد أن المخرجين الفاشلين الذين لا يملكون قصة تنجح العمل يبحثون عن مؤثرين. ويتساءل الناقد الفني مرة أخرى: هل يمكن العثور على ممثل بقامة حسن الفذ يجسد شخصية كبور. فحتى حسن الفذ نفسه لم يستطع أن يشغل مكان دور الممثلة دنيا بوطازوت. والدليل على ذلك تدهور مسلسل السلسلة لأن بوطازوت كانت تحاوره الند للند في مستوى ثقافي واحد ليختل التوازن مع باقي الممثلين في نسخ السلاسل الكوميدية الأخرى. ويخلص بنعزيز أن استخدام مؤثرين هو محاولة للعب على شهرة سابقة بعيدة عن التمثيل، وتترك " فضيحة " لأن التمثيل هو انتاج معنى بينما مواقع التواصل الاجتماعي هو البحث عن الفضيحة مثل الأعرابي الذي تبول في زمزم وصار مشهورا.