برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    الحكومة تعفي استيراد الأبقار والأغنام من الضرائب والرسوم الجمركية    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    توقيف شخصين بطنجة وحجز 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية        إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط، اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله        بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معركة موقع «ويكيليكس» أو بداية الطوفان
ملايين الوثائق الأمريكية الأساسية على الشبكة العنكبوتية
نشر في العلم يوم 13 - 12 - 2010

منذ 28 نوفمبر 2010 تعرف الأجهزة الدبلوماسية الأمريكية في عدد كبير من دول العالم حالة من الشلل شبه التام بعد أن توقف المسؤولون الاجانب في تلك الدول عن إجراء اتصالات يمكن أن تصفها السفارات الأمريكية بالموضوعية والجدية. برقيات التقتطها أجهزة رصد غير أمريكية من العديد من العواصم العالمية أبلغت واشنطن أن حتى الدبلوماسيين الغربيين غدوا متحفظين في تعاملهم مع نظرائهم الأمريكيين بما فيهم هؤلاء التابعين لأجهزة المخابرات المختلفة والذين لم تتسرب معلومات عن نشاطهم عبر موقع «ويكيليكس».
حتى على المستوى الداخلي الأمريكي عطلت أجزاء كبيرة من شبكات تبادل المعلومات المختلفة في تصنيفاتها السرية بين أفرع الأجهزة الأمريكية خوفا من تسرب المزيد من الوثائق، وهو ما خلق ثقبا أسود في شبكة مشاركة المعلومات. وذلك زيادة على تعطيل فعالية الجزء الأكبر من مواقع الانترنت الداخلي للحكومة الأمريكية، والمعروفة اختصارا بإسم «سيبديس»، والتي كانت متاحة للتوزيع على نطاق واسع جدا بين أوساط دبلوماسية وحكومة وعسكرية ويسمح لحوالي 3 ملايين شخص مرخصين بدخولها.
والمعروف أنه يمكن لأي فرد لديه معلومات تقنية متوسطة أن يستنسخ خلال ثوان على «مفتاح درج معلوماته» مئات آلاف الوثائق حتى دون أن يثير الشكوك.
يوم 7 ديسمبر 2010 نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولون أمريكيين قولهم ان بعض الحكومات الاجنبية تقلص تعاملاتها مع دبلوماسيين ومسؤولين أمريكيين في علامة على الضرر المستمر والمحتمل الناجم عن الكشف عن عدد هائل من البرقيات الدبلوماسية السرية التي تكشف الكثير من الأسرار ومنها تقييمات أمريكية للحكومات والزعماء الاجانب.
ورغم تعهد وزيرة الخارجية الامريكية هيلاي كلينتون مرارا بألا تخرج الوثائق التي كشف عنها موقع «ويكيليكس» العلاقات الامريكية الرئيسية عن مسارها، إلا مسؤولين في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع قالوا ان بعض الحكومات بدأت تتراجع بالفعل.
وذكر الكولونيل ديف لابان وهو متحدث بإسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» «حصلنا على مؤشرات على أن هناك قدرا من التغيير على الاقل في الكيفية التي يتعاون بها الافراد والحكومات معنا والتي يتبادلون بها المعلومات».
وجدد لابان المخاوف من أن بعض المخبرين الراغبين أو مصادر المخابرات الراسخة قد لا تتقدم خوفا من أن أمرهم قد يفتضح أو أن الحكومات قد تصبح أكثر «حذرا بشأن المعلومات التي تتداولها».
وأضاف لابان «من الصعب القياس. لكن مرة أخرى لدينا احساس بأن هناك قدرا من الانسحاب بسبب الكشف عن هذه البرقيات».
تبديل مئات الدبلوماسيين
في محاولة لتقليل الاعتراف بمدى الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة، ذكر بي جي كراولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية انه لا توجد خطط لاحداث تغيير واسع النطاق للدبلوماسيين الامريكيين الذين من المحتمل أن يكونوا قد تضرروا من وثائق «ويكيليكس». لكنه أقر بأنه في بعض الحالات فإن حكومات اجنبية تتعامل مع الاتصالات الدبلوماسية الامريكية بنوع من الشك الجديد. وذكر كراولي في مؤتمر صحفي «ندرك أنه قد تكون هناك بعض الاثار بالنسبة لكل دولة على حدة».
غير أنه وفي تكذيب قوي لتصريحات كراولي أفادت مصادر في العاصمة الأمريكية أن مئات الدبلوماسيين سيستبدلون خلال شهر ديسمبر 2010 وشهر يناير 2010 وإن هذه العملية ستكلف واشنطن غاليا خاصة فيما يخص قنوات الاتصال في دول العالم. عطلة نهاية السنة الميلادية وفرت للأجهزة الأمريكية مخرجا لما أعتبر خطة إنقاذ لموظفين أمريكييين جرى التحذير من أن وثائق «ويكيليكس» قد تعرضهم للخطر.
تقول مصادر رصد أجنبية أن أكثر ما تخشاه الإدارة الأمريكية أن تكون في حوزة موقع «ويكيليكس» وثائق عن الاشخاص والتنظيمات السياسية والإعلامية التي تعمل لحساب واشنطن بطريقة مباشرة أو غيرها وتتلقى الدعم المادي منها.
واللافت للانتباه أن وثائق الخارجية الأمريكية المتسربة لا تتضمن الحسابات الخاصة بالمصاريف المادية للوزارة والتي تتعلق بالأموال أو الهدايا والمنح وبرامج التكوين التي تقدم إلى أشخاص وهيئات ووسائل إعلام من أجل الترويج لخبر أو تحليل ما وغير ذلك من الخدمات، وهي نفقات تضاف إلى تلك التي تقدمها الخارجية الأمريكية وغيرها من المؤسسات الحكومية عبر قنوات سرية موازية.
كما أن الأمر الذي يجب تسجيله هو أن ما تم الكشف عنه لا يتضمن التقارير بالغة السرية التي تضعها مكاتب أجهزة الاستخبارات الأمريكية الموجودة في السفارات والقنصليات، ولا التقارير التي يضعها الملحقون العسكريون الأمريكيون في السفارات. زيادة على ذلك فإن التقارير المنشورة في جزء منها يتعلق بفحوى محادثات دبلوماسيين أمريكيين مع مسؤولين أجانب، وفي هذا الصدد يجب الأخذ بعين الاعتبار أن عددا كبيرا من هؤلاء المسؤولين أرادوا بعث انطباعات معينة وأخبار قد تكون كاذبة أو غير دقيقة إلى المحللين في واشنطن لعلهم يبنون عليها تصورا يقود إلى قيام الولايات المتحدة بعمل يريدونه.
حماية المعلومات والمصادر
يوم الأربعاء 8 ديسمبر 2010 أعلن جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، أن وزارته بدأت تطبق عددا من الخطوات لكي تضمن أن قنوات الأحاديث الخاصة ستبقى آمنة في المستقبل. وأشار إلى أن إدارته «تبحث في عدد من الخطوات ستأخذها كرد فعل، وسيكون هدفها إيجاد الميزان الصحيح بين حماية المعلومات والمصادر، وجعل المعلومات متاحة لمن يريد أن يعلم من صناع القرار».
وقال في مؤتمر صحافي، للحديث عن أثر وثائق «ويكيليكس» على العلاقات بين واشنطن والعواصم العربية: «لقد تأثر عمل دبلوماسيينا، وإذا نفيت ذلك لن أكون صادقا. لقد حضرت اجتماعات حيث قال المسؤول، لا تدوين للملاحظات. وطلب مسؤولون في اجتماعات أخرى ان يغادر مدون الملاحظات الغرفة». ولكنه شدد على ثقته بأنه رغم وجود هذه «العثرة الكبيرة على الطريق، فإن العلاقات التي عملت إدارة أوباما على بنائها بجهد، والسفارات التي عملت لعقود على الأرض لتأسيس وبناء الثقة، ستتمكن من مواجهة هذا التحدي».
واتهم فيلتمان أطرافا بما سماه «التلاعب» بالمعلومات التي نشرها موقع «ويكيليكس»، و»استعمالها بهدف الترويج لأجندة سياسية معينة». وقال: «هناك من يستعملون هذه المعلومات عن قصد لكي يثيروا الانشقاقات الداخلية وينشروا انعدام الثقة بين الأطراف، ولكي يضروا بالعلاقات بين الولايات المتحدة ودول أخرى».
وأضاف فيلتمان حول ذلك: «أنا قلق كثيرا حول كيف تستعمل هذه المعلومات لإثارة الانشقاقات داخل بلدان، وأنا قلق من المخاطر التي يشكلها ذلك على بعض الوطنيين الذين يعملون لتحقيق المصلحة الفضلى لبلادهم ويتحدثون معنا أيضا، ويتم اليوم مهاجمتهم لأنهم عملوا معنا لتأسيس علاقات ثنائية قوية».
ووصف فيلتمان التسريبات بأنها تثير الاشمئزاز، وقال: «هذه القصة كلها تجعلني كدبلوماسي، أشعر بالغثيان، والغضب والاشمئزاز، لأنني أرى معلومات تتم مناقشتها بينما المتكلمون والأصدقاء لديهم كل الحق أن يتوقعوا أن تبقى سرية». وتحدث عن حاجة الدبلوماسيين إلى نوع من السرية لكي يتمكنوا من أداء عملهم. وشبه عملهم بعمل الصحافيين، لجهة الحاجة إلى حماية المصادر والحفاظ على العلاقات، وقال: «أعتقد أن كل عمل في العالم لديه حاجة مماثلة للسرية والثقة، كالأطباء والمحامين والأعمال والبنوك... كلنا لدينا الحاجة لمعرفة أنه يمكننا الاعتماد على الثقة والسرية لمناقشة أمور ذات اهتمامات مشتركة».
وحاول فيلتمان الذي عمل سفيرا في بيروت بين عامي 2004 و2008 تبرير طريقة عمل الدبلوماسيين الأمريكيين حول العالم، فقال: «إحدى مهماتنا الأساسية كدبلوماسيين، وأنا أعلم لأنني عملت على الأرض كسفير وفي واشنطن، هي أن نرفع تقارير صريحة على التطورات في البلدان والمجتمعات التي نخدم بها. نحتاج في السفارات أن يكون لدينا مجموعة كبيرة من الاتصالات لكي نتمكن من تأمين معلومات إلى واشنطن حيث يتم تكوين السياسات. وأعتقد أن حلفاءنا وأصدقاءنا يفهمون هذه الحاجة لمحادثات مباشرة وصريحة». وأضاف «التقارير التي يرسلها الدبلوماسيون، والتي كنت أرسلها أنا عندما كنت سفيرا، هي تقارير صريحة جدا، وما أسميها أنا مادة خام ومبدئية، وغالبا هي غير مكتملة، وتؤمن معلومات تدمج مع معلومات أخرى لكي تعطي صناع السياسة في واشنطن أكبر قدر ممكن من المعلومات لكي يتخذوا القرارات». وشدد على أن التقارير التي ترسل ليست سياسات بحد ذاتها، بل تسهم في رسم السياسات تجاه البلدان في واشنطن.
تضليل جواسيس واشنطن
تقول قنوات رصد أوروبية أن حتى المنابع التي كانت تمون الأمريكيين بمعلومات مغلوطة أو مصاغة نحو توجه محدد لتفرز ردا أمريكيا مطلوبا دخلت في مرحلة سبات في نطاق عملية تمويه جديدة.
ويضيف محللون ألمان أن وثائق «ويكيليكس» كشفت أن هناك امراضا نفسية أو أوهاما تتحكم في تقارير بعض الدبلوماسيين الأمريكيين الذين لحاجة داخلية يريدون دفع قياداتهم إلى توجه معين، فيصوغون تقاريرهم بناء على معطيات من منابع غير موثوقة ولكنها تلبي حاجيتهم لتلقي معلومات معينة ولو كاذبة.
لم تدرك واشنطن إلا في وقت متأخر حجم الضرر الذي سيلحق بها نتيجة تسربيات «ويكيليكس»، ولهذا جاء ردها متعثرا. وقد حاولت بمختلف الطرق تدمير الرجل الذي قاد موقع «ويكيليكس» على أمل أن يتم دفن القضية التي أسقطت ورقة التوت عنها وكشفت حقيقتها للذين كانوا لا يزالون منخدعين بسياساتها ووعودها.
خلال صيف 2010 تمت عملية صياغة اتهامات في السويد ضد جوليان اسانغ مؤسس موقع «ويكيليكس» على خلفية اتهامات تتعلق بالاعتداء الجنسي والتحرش. تنفيذ مخطط الاتهام أخذ أشهرا لأن بعض الجهات في السويد عرقلته ووجدته مسيسا، ولكن الكلمة الحاسمة كانت في النهاية لواشنطن وتم اعتقال أسانغ في بريطانيا.
أي كذب وتضليل ونفاق هذا الذي نشهده، بهذه الكلمات يلخص شاب فلسطيني الأمر الدولي الصادر عن «الانتربول» لاعتقال جوليان اسانغ، ويضيف قتل الإسرائيلون أكثر من 1400 مدني فلسطيني في عملية «الرصاص المصبوب» على غزة نهاية سنة 2007 وعندما تصور البعض أنه يمكن محاسبة المسؤولين الصهاينة على جرائم الحرب هذه بدلت القوانين في الدول الأوروبية ووجهت تحذيرات لحماية مجرمي الحرب الصهاينة. بوش وبلير ارتكبوأ أبشع الجرائم ضد الانسانية وقتلوا مليون ونصف مدني عراقي ولم تصدر الشرطة الدولية ولا مذكرة اعتقال واحدة ضدهم.
قوى الظلامية
المحامي البريطاني الذي يتولى الدفاع عن أسانع مارك ستيفنز قال في مقابلة تلفزيونية إن الخطوات القانونية ضد موكله هي «مناورة سياسية من قبل دولة متملقة سمحت للولايات المتحدة باستخدام أراضيها في رحلات الترحيل السرية للمشتبيهن بالتورط في الارهاب».وأعلن أن قوى وصفها ب»الظلامية» هندست اعتقاله، فيما اتهم نائب بريطاني الولايات المتحدة بالاتكال على سلطات بلاده لمعاقبة أسانغ.
فيما اعتبر وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس خلال زيارة مفاجئة إلى أفغانستان أن توقيف أسانغ يشكل «نبأ سارا»، ورحب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني بنبأ اعتقال أسانغ وقال إنه جاء «في وقته»، أضاف أن «الحصار الدولي على مؤسس موقع «ويكيليكس» حقق لحسن الحظ نجاحاً».
الاعتقال قد يشكل أقل الأضرار، حيث يذكر ان توم فلانغان، كبير مستشاري رئيس الوزراء الكندي، كان قد دعا باراك اوباما صراحة منذ الساعات الأولى لنشر الوثائق السرية، وفي حوار بثته قناة «سي بي سي» الكندية الى تصفية جوليان أسانغ جسديا.
وفي واشنطن، انتقد قادة الحزب الجمهوري إدارة الرئيس باراك أوباما لعدم تعاملها بقوة مع تسريب الوثائق السرية داعين لملاحقة مؤسس الموقع قضائيا. وقال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل لشبكة (إن. بي. سي) الإخبارية الأمريكية إنه يجب توجيه اتهامات جنائية ضد أسانغ واصفا إياه بأنه «إرهابي التكنولوجيا الحديثة». وأضاف أن أسانغ «ألحق ضررا هائلا ببلدنا وأعتقد أن هناك حاجة إلى مقاضاته لأقصى حد يسمح به القانون «مشيرا إلى أنه «إذا أصبحت هناك مشكلة فإننا نحتاج إلى تغيير القانون». من جهته، قال رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش لشبكة «فوكس» الإخبارية الأمريكية إن إدارة أوباما تتحمل جزءا من مسؤولية تسريب الوثائق الرسمية، مشيرا إلى أن الإدارة تعاملت كالهواة مع قضية «موجعة وخطيرة» تتعلق بالأمن القومي. وتطرق غينغريتش إلى مؤسس موقع «ويكيليكس» قائلا إن «حرب المعلومات هي حرب وجوليان أسانغ منخرط في حرب .. إرهاب المعلومات الذي يؤدي إلى مقتل الأشخاص هو إرهاب وجوليان منخرط في الإرهاب» مشيرا إلى أن يجب التعامل مع أسانج باعتباره «عدوا مقاتلا» وبعبارة أخرى ضرورة قتله.
مواصلة التحدي
رغم اعتقال شرطة بريطانيا لأسانغ تواصل نشر ما تبقى من 250 الف وثيقة دبلوماسية أمريكية. وقال جيمس بول احد المتعاونين مع ويكيليكس يوم الثلاثاء 7 ديسميبر لفرانس برس، اسانغ اتخذ كل التدابير لضمان مواصلة عملية النشر، مهما كان مصيره الشخصي. «كل شيء محسوب، كل ذلك سيستمر كما كان. هذا كل ما يمكنني قوله». وأكد أن الموقع يرغب في إبراز «التناقض» بين الموقف الأمريكي الرسمي و»ما يقال خلف الأبواب الموصدة».
وأفادت مجلة درشبيغل الألمانية أن المراسلات الدبلوماسية المسربة مصدرها نظام الاتصال المستخدم من جانب وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين. وأوضحت المجلة الألمانية الواسعة الاطلاع أن قسما من البرقيات الدبلوماسية مصدره نظام «سيبرنت» (سيكرت إنترنت بروتوكول راوتر نيتوورك) الذي يملك نحو 2.5 مليون موظف في القطاع العام الأمريكي حق الوصول إليه، من خلال أجهزة كومبيوتر معتمدة في الدوائر الرسمية يتم تغيير آليات الدخول إليها كل 150 يوما تقريبا.
يوم الخميس 9 ديسمبر شن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين هجوما لاذعا على الولايات المتحدة قائلا انه لا يحق للغرب أن يقدم المواعظ لروسيا بشأن الديمقراطية.
وردا على سؤال عن البرقيات الدبلوماسية الامريكية المسربة التي تصفه بأنه الحاكم المسيطر على بيروقراطية فاسدة في روسيا شكك بوتين في أهلية السلك الدبلوماسي الامريكي «كمصدر شفاف للمعلومات».
ثم انتقل الى انتقاد الغرب لالقائه القبض على مؤسس موقع ويكيليكس. وقال بوتين «اذا كانت هذه ديمقراطية كاملة فلماذا يضعون أسانغ في السجن.. يا لها من ديمقراطية».
وتابع في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون «وهكذا وكما يقال في الريف أبقار البعض يمكن أن تخور ولكن على أبقارك أن تلتزم الصمت».
في نفس اليوم احتج الرئيس البرازيلي لويز انياسيو لولا دا سيلفا على اعتقال اسانغ واعرب عن تضامنه مع الموقع الذي سرب الاف الوثائق السرية. واعرب لولا خلال حفل في برازيليا عن «تضامنه في كشف الوثائق والاحتجاج على انتهاك حرية التعبير».
يشار إلى أن كشف الوثائق التي يزيد عددها على 250 ألف وثيقة سيستغرق عدة شهور، ما يمنح العالم «رؤية غير مسبوقة على النشاطات الخارجية للحكومة الأمريكية».
هجمات مضادة
قبل اعتقال أسانغ جرب خصومه هجمات مضادة فتسبب قراصنة في انهيار موقع «ويكيليكس» يوم الأحد 28 نوفمبر، بعد فترة قصيرة من الشروع في نشر نحو 250 ألف وثيقة دبلوماسية أمريكية مسربة، لكن المواقع الإعلامية التي تنشر نسخا من الوثائق لم تتأثر. وقد أصيب موقع ويكيليكس بالشلل من جراء طريقة تعرف بالحرمان من الخدمة.
بعد ذلك تحول الهجوم على الموقع إلى العمل على حرمانه من خدمات مختلف شركات التوزيع على الشبكة العمودية «الانترنت»، ثم صد التبرعات المالية للموقع والتي تتيح استمراره.
رغم ذلك تم حتى الأن التغلب على هذه الهجمات وقد قدم موقع «ويكيليكس» دليلا على أن الإعلام يمكن أن ينكأ، وبحرقة، جراح الماضي. فما كشفه هذا الموقع، حتى الآن، من وثائق سرية للغاية هزت أطرافا كثيرة، رغم أنه لم يكمل بعد نشر ثلاثة ملايين وثيقة مرتقبة. وتكمن أهمية الموقع في أنه أول حرب إعلامية إلكترونية فعالة بين فرد ودول عظمى.
يوم الخميس 9 ديسمبر 2010 تحدى نشطاء انترنت الجهود الرامية الى وقف هجماتهم الالكترونية على مؤسسات ينظر لها على أنها معادية لموقع ويكيليكس وتعهدوا بشن المزيد من الهجمات على اهداف اولها موقع شركة باي بال.
وتهدف الحملة التي تطلق على نفسها اسم «اوباريشن باي باك» أو «عملية رد الدين» الى الانتقام من الجهات التي عملت على تعطيل عمليات «ويكيليكس»، وتمكنت بالفعل من تعطيل موقعي شركتي بطاقات الائتمان العملاقتين «فيزا» و «ماستركارد» وموقع الحكومة السويدية.
وقد سحبت سلسلة من المؤسسات الامريكية الخدمات من ويكيليكس، وقامت امازون وهي شركة كبيرة تملك موقعا لتجارة التجزئة على الانترنت بالاضافة الى تقديمها خدمات استضافة مواقع على الانترنت بداية ديسمبر 2009 بوقف خدمات الاستضافة «لويكيليكس» واصبحت لفترة وجيزة يوم الخميس 9 ديسمبر الهدف الرئيسي للنشطاء المؤيدين «لويكيليكس» قبل ان يعترفوا ان مهاجمتها امر كبير جدا عليهم في الوقت الراهن.
وقالت احدى الرسائل على موقع تويتر «لا يمكننا مهاجمة امازون حاليا. الجدول السابق كان يتضمن القيام بذلك لكننا لا نملك ما يكفي من قوات».
وقال النشطاء انهم سيهاجمون بدلا من ذلك موقع شركة «باي بال» التي اوقفت الحساب الذي اعتاد ويكيليكس جمع التبرعات من خلاله. واصبحت فيزا وماستركارد من ضمن الاهداف بعدما توقفتا عن تلقي التبرعات لويكيليكس.
وقالت جماعة اطلقت على نفسها اسم «مجهولون» في رسالة الكترونية ان نشطائها ليسوا حراسا او ارهابيين. واضافت «الهدف بسيط الفوز بحق الحفاظ على الانترنت حرا من أي سيطرة من أي كيان او مؤسسة او حكومة».
وطال هجوم إلكتروني، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، موقع محامي السويديتين اللتين ادعيتا على أسانغ بتهمة «الاغتصاب والاعتداء الجنسي» ورسائله الإلكترونية.
كما تعرضت شركة «بوستفايننس» للخدمات المالية للبريد السويسري لهجمات معلوماتية متواصلة منذ أن أغلقت حساب جوليان أسانغ.
الحصار الصعب
منذ أن قامت معظم شركات الإنترنت المهمة بوقف الخدمات التي كانت تقدمها لموقع «ويكيليكس» في الأيام الأخيرة من نوفمبر وبداية ديسمبر 2010، أنشأ الناشطون عشرات المواقع المشابهة التي تنشر النسخ الأصلية من الوثائق التي ينشرها «ويكيليكس» مما جعل الحصار الأمريكي اكثر صعوبة. وقامت «المنظمة المجهولة» وهي مجموعة غير رسمية من القراصنة المعلوماتيين والناشطين، بإعلان الحرب على أعداء أسانغ، مناشدة الداعمين للحرية وأعداء الكذب والتضليل والمؤامرات التي تحاك من طرف القوى العظمى إلى مهاجمة المواقع التي لا تدعم «ويكيليكس»، وبالتالي نشر التسريبات على شبكة الانترنت.
ونشرت «المنظمة المجهولة» بيانا من سبع نقاط على موقع «تويتر» ومواقع أخرى، ملتزمة «دعم جوليان». وقال أحد الأعضاء البارزين في المجموعة غريغ هوش من خلال مكالمة هاتفية من بوسطن، أن مجهودا بذل لمهاجمة الشركات التي رفضت دعم ونشر تسريبات «ويكيليكس». وتابع هوش قائلا أن «سبب الحملة بسيط، لأننا نعتقد أن المعلومات يجب أن تكون حرة وكذلك الانترنت». وبحلول الأحد 5 ديسمبر 2010 ظهرت على الأقل 208 مواقع مشابهة ل»ويكيليكس» على الشبكة.
وانتقل «ويكيليكس» يوم الجمعة 3 ديسمبر الى شبكة متخصصة منتشرة في أوروبا، وفي سويسرا خاصة. وأصبح تحت عنوان «ويكيليكس.سي أتش»، مسجلا باسم «حزب القراصنة» وهو منظمة سياسية تشارك أهداف أسانغ. وقال الحزب أن الموقع يتلقى حوالي 3000 زائر في الثانية.
المفوضة السامية لحقوق الانسان بالامم المتحدة نافي بيلاي عبرت عن قلقها يوم الخميس 9 ديسمبر 2010 بشأن تقارير عن ممارسة ضغوط على شركات خاصة لوقف الخدمات المالية او خدمات الانترنت لموقع «ويكيليكس». وقال متحدث بإسم جماعة «مجهولون» يطلق على نفسه اسم «كولدبلاد» ويتحدث بلكنة انجليزية لراديو 4 التابع لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» «الحملة لم تنته ... انها لا تزال مستمرة بقوة. المزيد من الناس ينضمون».
ويتوقع مراقبون أن يفشل الأمريكيون وحلفاؤهم في وقف نشر ما تبقى من 250 ألف وثيقة للخارجية الأمريكية حتى وإن نجحوا بإسلوب أو آخر في التخلص من أسانغ جسديا. والرعب يسود الكثير من الوساط الأمريكية من أن تكون وثائق أخرى غير تلك التابعة للخارجية الأمريكية وصلت إلى مراكز رصد أخرى وتمس أجهزة المخابرات الأمريكية والبيت الأبيض والكثير فيما يتعلق بمخططات الإدارة الأمريكية وشركاتها في عدة مناطق إستراتيجية من العالم. ففي حالة حدوث ذلك سيكون الأمر بمثابة خسارة واشنطن لحرب ضخمة على الصعيد الدولي.
قانون تجسس على المقاس
حاليا وفي انتظار التطورات المقبلة تدرس وزارة العدل الأمريكية، إمكانية مقاضاة جوليان أسانغ، فيما هو أبعد من مقاضاته بموجب قانون التجسس الصادر عام 1917 إلى مقاضاته بتهمة ارتكاب جرائم أخرى محتملة تشمل التآمر أو الاتجار في ملكية مسروقة وفقا لمسؤولين مطلعين على التحقيقات حسب تقرير ل»نيويورك تايمز». واعترف المدعي العام إريك هولدر بوجود مشكلات فيما يتعلق بقانون التجسس، الذي صدر خلال فترة الحرب العالمية الأولى والذي يحظر الامتلاك والنشر غير المرخص لمعلومات تتعلق بالأمن القومي. ولكنه أشار إلى أن المدعين الأمريكيين كانوا يدرسون قوانين أخرى فيما يتعلق بأسانغ.
وقد استخدم المدعون الأمريكيون قانون التجسس في إدانة مسؤولين سربوا معلومات سرية، ولكنهم لم ينجحوا في إدانة أي مستقبل للتسريبات مرر هذه المعلومات فيما بعد، ولم تحاول وزارة العدل مطلقا مقاضاة أي صحافي.
غير أن السيناتور جوزيف ليبرمان، عضو مجلس الشيوخ المستقل عن ولاية كونتيكت، قال لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية إنه يعتقد أن صحيفة «نيويورك تايمز» التي تنشر جزء من الوثائق يجب أن يتم التحقيق معها مع موقع «ويكيليكس».
ويقول باحثون إنه قد تكون هناك صعوبات قانونية بخصوص هذا التوجه أيضا، لأن الوثائق المسربة هي نسخ مصورة من ملفات ما زالت بحوزة الحكومة الأمريكية، وليست أشياء مادية ضائعة من خزائن ملفاتها. وهذا يعني أنها مغطاة بموجب قانون الملكية الفكرية، وليس قانون الملكية العادية. وقال جون بالفري، أستاذ القانون بجامعة هارفارد، المتخصص في قضايا الإنترنت والملكية الفكرية: «هذه المسألة تتعلق بالسرقة بشكل أقل من تعلقها بالنسخ».
تضليل على خلفية قانونية
في مواجهة ما يعتبره حقوقيون تضليلا أمريكيا على خلفية قانونية، يطرح هؤلاء تساؤلا عن الكيفية التي ستدافع بها واشنطن عن تجسس شركات دولية على دول أخرى. فقد افادت برقية دبلوماسية كشف عنها موقع «ويكيليكس» يوم الخميس 9 ديسمبر، ان مسؤولا كبيرا في شركة شل البريطانية الهولندية العملاقة، قال للسفير الامريكي في العاصمة النيجيرية، ان الشركة كانت تطلع وتتجسس على كل ما يدور في بعض الوزارات النيجيرية. وتحمل هذه البرقية الدبلوماسية الامريكية التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية تاريخ 20 اكتوبر 2009. واضافت البرقية ان آن بيكارد التي كانت آنذاك نائبة رئيس شل لافريقيا جنوب الصحراء، قد التقت السفير الامريكي المعتمد في تلك الفترة روبين ريني ساندرز وناقشت معه بضع مسائل. وجاء في البرقية الدبلوماسية ان بيكارد قدمت هذه المعلومات المتعلقة بالحكومة النيجيرية اثناء مناقشة بشان الطموحات الصينية في الحقول النفطية في نيجيريا. واضافت البرقية «اوضحت بيكارد ان الحكومة النيجيرية نسيت ان «شل» وضعت اشخاصا في كل الوزارات المعنية وأنها كانت بالتالي تطلع على كل ما يحصل في تلك الوزارات». وشل واحدة من اهم المجموعات النفطية في نيجيريا العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط والمصدر العالمي الثامن للنفط.
التآمر على اليمن
التآمر الأمريكي على من تصفهم بأصدقائها واضح، ففيما يخص اليمن مثلا تعمل واشنطن على تدمير هذا البلد وتقسيمه رغم إدعاءاتها عن مساندته ضد الإرهاب الذي تموله ضده إيران وغيرها.
فقد كشف موقع «ويكيليكس» أن الولايات المتحدة عطلت ونسفت جهودا من طرف صنعاء لتقوية جيشها ومواجهة الحركات الإنفصالية.
حيث أكد دبلوماسيون أمريكيون انهم عطلوا سنة 2009 مساعي اليمن للحصول على صفقتي اسلحة مع دول شرق اوروبية بقيمة 30 مليون دولار وبقيمة 55 مليونا.
وفي يناير 2010، حذرت السفارة الامريكية في صوفيا الحكومة البلغارية من الموافقة على صفقة قيل ان دولة الامارات العربية المتحدة تقوم بتمويلها لارسال 30 ألف بندقية، و 100 الف وحدة متفجرات، وقذائف صاروخية وذخيرة الى اليمن من مصنع الاسلحة البلغاري «أرسينال».
واشارت الوثائق كذلك إلى نجاح واشنطن في تعطيل احد الصفقات في اواخر سنة 2009، بعد أن وقع وزير الدفاع اليمني عقدا لشراء اسلحة بمائة مليون دولار، شملت ذخيرة مدفعية ثقيلة، وبنادق قنص، ومدافع مضادة للطائرات من شركة لبائع اسلحة صربي.
المحافظة على التاريخ
قال مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانغ، في مقابلة صحيفة قبل اعتقاله بساعات، إن على مجمل سلسلة القرار الامريكية التي كانت على علم بأمر التجسس على الامم المتحدة الذي كشفته الوثائق المسربة، أن تستقيل، مؤكدا تعرض عائلته ومحاميه للتهديد ومعلنا: «إذا كانت هناك معركة بين الجيش الأمريكي والمحافظة على التاريخ، ضمنا أن التاريخ سينتصر».
وردا على سؤال حول دعوته السابقة إلى استقالة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، على خلفية وثيقة كشفت أوامر اعطيت لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» بالتجسس على مسؤولين في الامم المتحدة، قال أسانغ «كل سلسلة القرار الأمريكية التي كانت مدركة لهذا الأمر، ووافقت عليه، يجب أن تستقيل إذا كان لأمريكا ان ينظر إليها على انها دولة صادقة تطبق القانون»، مضيفا أن «الأمر من الجدية بدرجة ترجح أن يكون حصل على موافقة الرئيس باراك اوباما. وأكد أسانغ «على اوباما ان يجيب بما إذا كان على علم بهذا الامر غير القانوني، ومتى. إذا رفض الإجابة، أو وجدت ادلة على موافقته، عليه أن يستقيل». معتبرا أن المسارات الجيوسياسية «ستنقسم بين ما قبل كشف الوثائق وما بعده».
وأكد اسانغ انه تلقى «مئات التهديدات بالقتل من المدافعين عن الجيش الأمريكي. هذا ليس جديدا، وأصبحنا متمرسين بعد التجارب الماضية في تجاهل هذه التهديدات من متطرفين، وحكام لصوص وما إلى هنالك. لكن الوضع تغير مؤخرا مع توسع التهديدات لتطال محامينا وأولادي»، وأضاف «أكثر ما يقلق، هو الدعوات الخاصة من نخب المجتمع الأمريكي إلى اغتيالنا واختطافنا وإعدامنا. وذلك يمتد من مشروع قانون مجلس الشيوخ المقدم من السناتور جون انساين إلى دعوات لاغتيالنا من كتبة خطابات سابقين للرئيس الامريكي السابق بوش، مثل كارك تسيان في واشنطن بوست، وبيل اورايلي في فوكس نيوز».
قد يكون من سبيل العزاء للذين يعتقدون أن معركة موقع «ويكيلكس» ستنتهي لصالح واشنطن أن يدركوا أن للتاريخ أحكام خاصة عندما تشيخ الامبراطوريات. يوم الخميس 9 ديسمبر أقرت مصادر بواشنطن أن إدارة الفضاء والطيران الأمريكية «ناسا» أخفقت حسب مراجعة قامت بها الإدارة في محو بيانات حساسة من أجهزة كمبيوتر وملحقاتها قبل بيعها في إطار خطتها لإنهاء برنامج المكوك الفضائي. وتوصل مكتب المفتش العام إلى ما أسماه انتهاكات أمنية «خطيرة» في مراكز ناسا في ولايات فلوريدا وتكساس وكاليفورنيا وفرجينيا.
وقال بول مارتن المفتش العام لناسا «مراجعتنا كشفت عن انتهاكات خطيرة في ممارسات «ناسا» الخاصة بتكنولوجيا المعلومات يمكن أن تؤدي إلى تسريب غير مناسب لمعلومات حساسة تتعلق ببرنامج المكوك الفضائي وبرامج أخرى لناسا وتحتاج «ناسا» إلى اتخاذ إجراءات منسقة وفعالة لمعالجة هذه المشكلة».
وذكر التقرير أن 14 جهاز كمبيوتر من مركز كنيدي الفضائي لم تخضع لاختبارات للتأكد من محو المعلومات الحساسة بينها 10 أجهزة بيعت بالفعل للجمهور، كما وجد أيضا أن أقراصا صلبة للكمبيوتر اختفت من مركز كنيدي ومركز أبحاث لانغلي في فرجينيا. ووجد المحققون أيضا عدة مجموعات من أجهزة الكمبيوتر أثناء تجهيزها للبيع مكتوب عليها عناوين بروتوكول «ناسا» للانترنت وهو ما قال التقرير انه يمكن أن يساعد قراصنة الانترنت في الدخول مجددا إلى شبكة اجهزة الإدارة. يذكر أن ناسا تتخلص من آلاف القطع الفائضة عن حاجتها في إطار استعدادها لإنهاء رحلات مكوك الفضاء في عام 2011.
السدود مهما كانت ضخمة تصبح مهددة عندما تبدأ المياه في التسرب عبر شقوق صغيرة في هياكلها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.