يناقش القادة العرب اليوم الثلاثاء في القاهرة مشروعا بديلا لمقترح دونالد ترامب بشأن غزة الذي ينص على سيطرة أمريكية على القطاع الفلسطيني وطرد سكانه في خضم طريق مسدود وصلت إليه على ما يبدو مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار. وقوبلت خطة الرئيس الأمريكي برفض واسع من الدول العربية والفلسطينيين والكثير من الدول الأخرى والمنظمات الدولية، لكنها كانت موضع ترحيب حار من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أكد الاثنين أن "الوقت حان لإعطاء سكان غزة المغادرة". وقد تعرض قطاع غزة لدمار هائل جراء القصف العنيف والهمجي من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023. وتقدر الأممالمتحدة كلفة إعادة بناء القطاع بأكثر من 53 مليار دولار. وفي افتتاح القمة العربية الطارئة قرابة الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (الساعة 14,00 ت غ) سيلقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة كلمة وفق البرنامج الذي وزعته جامعة الدول العربية. وستكون جلسات القمة مغلقة لوضع اللمسات الأخيرة على إعلان ختامي وإقراره على ما أفاد المصدر نفسه. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي التقى نظراءه العرب الاثنين في القاهرة، "الخطة تم الانتهاء منها وفي انتظار عرضها على الأشقاء العرب في الاجتماع الوزاري وفي القمة لإقرارها". وأكدت مصر التي تقوم مع قطر والولايات المتحدة بدور الوسيط في اتفاق الهدنة في غزة، أنها "ستعرض رؤية شاملة" لإعادة بناء غزة تضمن أن يبقى الفلسطينيون على أرضهم. وإزاء الرفض المصري والأردني وموجة الاستنكار الدولية أكد لاحقا، "مشروعي هو الطريق الذي ينبغي سلوكه وأظن أنها خطة جيدة فعلا لكني لن أفرضها. سأجلس فقط وأقوم بالتوصية بها". وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي حماس مجددا بعواقب فيما اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير، يبدو مترنحا بسبب خلافات كبيرة بين الطرفين. وقال نتانياهو أمام الكنيست الإسرائيلي "أقول لحماس: إذا لم تفرجوا عن رهائننا، ستكون هناك عواقب لا يمكنكم تصورها". ومع نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق التي امتدت ستة أسابيع، أعلنت إسرائيل ليل السبت الأحد تمديدها حتى أبريل بناء على مقترح أمريكي. في المقابل، أصرت حماس على بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية. ووفق إسرائيل، يقضي مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بإطلاق سراح "نصف الرهائن، الأحياء والأموات" في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، وإطلاق سراح بقية الرهائن "في نهاية (الفترة)، إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار". وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع، رغم معاناته من أزمة إنسانية حادة جراء الحرب. في المقابل، ترى حماس أن إسرائيل "انقلبت" على اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة وجوب بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل، حسبها، وضع حد للحرب و"الانسحاب الشامل" للجيش الاحتلال من غزة، تمهيدا للمرحلة الثالثة وأساسها إعادة إعمار القطاع المدمر. وأدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى استشهاد 48397 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأممالمتحدة موثوقة.