جاء يسألني.. لائما.. معاتبا.. بالله عليك أين كنت؟ ماذا أقول لمن كان السبب في هذا الغياب؟ آه لو كنت تدري لما سألتني أين كنت؟ سؤالك أيقض المواجع وسالت له المدامع. جوابي سئمت منه المسامع، كيف لي أن أجيبك وأنت أدرى بالجواب مني؟ تلك أيام معدودة حسبتها (...)
ما جدوى أن يكون الكل هنا وأنت في بلاد الغال غائب عنا؟ ما جدوى الأبراج العالية والبراق والألماس والتاج فوق الرأس؟ ما جدوى الهتافات والهمة وسايلا الرقاص؟ وما الجدوى مني ومنك والفساد في الرباط؟ ما جدوى الوعود الجميلة إن لم توفي بها؟ ما جدوى أحلامك إن (...)
بعد التحية والسلام،
بعد تردد وتفكير طويل، قررتُ أن أكتب إليك.. اعذرني، فأنا لست سعيدة وأنا أكتب إليك كلماتي.. ولن أكون رقيقة في انتقاء عباراتي.. لن أكون مقتضبة.. لن أكون مرتبة في أفكاري.. ولن أكون لك مجاملة.. بعيدا عن لغة الخشب.. بعيدا عن المحاباة.. (...)
ككل شهر تموز من كل سنة، أترقب عقارب الساعة. أترقب قدوم العيد، لا لأنه يوم جميل، بل لأنني آمل أن تكون أنت فيه الجديد. مازال ذلك الأمل يسكنني منذ أن قررت أن أخلص لك. انتظرتك طويلا، انتظرتك دهرا وأنت تعرف كم أكره الانتظار، كم أكره أفول القمر وسقوط (...)
تبا للأحكام الجائرة، للفرسان الخشبية. تبا للضمائر الميتة، للموازين المائلة. مات فيك العيد يا وطني، مات فيك العدل والإنسان، أصبح الملل فيك قدري، كما أصبح الإحباط عنواني، الأحمر والأسود والرمادي كل ما تبقى من الألوان، لا تطلب مني أن أصمت أرجوك؛ فقضية (...)
ككل نهاية سنة..وبداية أخرى..نتمنى أن يكون الغد أفضل، لنا ولك.. ويكون العالم أكثر إشراقا وهدوءا، يتسع لك ولنا جميعا..تكون فيه أنت أكثر حكمة وتبصرا..ونكون من بين الأولويات لديك..
كنت أنتظر قدوم العيد بشغف كي أتمنى لك ولي "سنة سعيدة"، مليئة بالأفراح (...)
اسمي وعنواني منصوص عليهما في بطاقتي الوطنية.. مغربية الأصل.. لكن تأملاتي كونية.. هويتي مرسومة على جبيني.. وشهادة ميلادي في جيبي لا تفارقني.. أومن بالله وبالقضاء والقدر.. وأحب الخير لكل البشر.. لكنني اعتزلت الصلاة في المساجد منذ مدة.. ولا أنوي حج بيت (...)
إذا كانت كل الأوطان تشبهك..لماذا تريدني أن أختارك أنت؟..إذا لم تكن لي وطنا دافئا..لماذا تريدني أن أكون مواطنا لك؟.. إذا لم تكن حافظا للعهد..لماذا تريدني أن أستمر في تقديم الورد؟.. إذا لم تكن تحبني.. لماذا تعاتب جفائي لك؟..
علمني جفاؤك أن أرض الله (...)
أعلم أنك في المجلس الآن وحيد.. تحتسي كأس المرارة مستكينا.. تكره العتاب وتساقط أوراق الخريف.. كما تكره نقطة الصفر وتكره البسيط.. أعلم أنك تعودت إقامة العلالي وعدم رؤيتي.. ركوب "الكات كات" ومعانقة الماركات المسجلة.. ما أصعب الرجوع إلي بعد أن عانقت (...)
رنّ جرس الهاتف ليلا.. بينما كنت أقرأ رواية "عودة الغائب" لمنذر القباني.. ترددت كثيرا قبل أن أجيبه.. لم يكن شخصا غريبا عني، بل كان "سايلا" صديقي.. انتظرت عودته من أغوار الرحلة المجهولة.. تساءلت هل كان لا بد من هذه الرحلة.. ذات الرهان الخاسر منذ (...)
بعد التحية والسلام...والصبر والسلوان...بعد ما انتهى الكلام...وأصبح الأمل في خبر كان...والليل والنهار سيان...اسمح لي أتوجه إليك برسالتي هذه يا صاحب الصولجان...يا حفيد محمد عليه السلام...باسم إمارة المؤمنين...والتاريخ المشترك بيننا...باسم موسى ويسوع (...)
أكرهها...وأكره الخوف الذي يسكنها...والجبن الذي يتربص بها...أكرهها...أكره الذل الذي أراه في عينها...والجمال الذي يبدو نقمة عليها...كما أكره انتمائي لجنسها...أكرهها...وأكره الدهاء الذي لا يفارقها...والخطيئة التي تجعل منها تاجا على رأسها...أكره الخداع (...)
مملكة الجنون/28
أيها الغارق في بحر الثنائيات...والعالق في عالم الغيبيات...جعلت الصناديق منك رئيسا...وجعلت من المنصب حاجزا...جعلت منك الأيام سيدا...جعلت من التماسيح والعفاريت ''فزاعة''...تبدو تائها حائرا كمن يبحث له عن عنوان...يرسي بمراكبه حتى لا (...)
مملكة الجنون/28
كتبت له رسائل عديدة...تبدو في مجملها قصيرة لكنها عميقة...إلا أنه لم يعر لها اهتماما ولم يتأملها كما يجب أن يكون...كانت دعوة صريحة مني له: أن يحلق معي عاليا خارج نطاق العقل المسيطر...وخارج المسارات والحدود...كتبت له الرسائل (...)
مملكة الجنون/27
يا ظالما أضرم النار في قلب الوطن...وأخرج دمعا من قلب الحجر...موتك المفجع يا محسن اهتز لظلمه عرش الرحمان...جنازة السماك أصبحت على كل لسان...موتك يا شهيد سيبقى عارا على الجبين لا يغتفر...سيجعلهم يندمون حتما حيث لا يتفع الندم...انضم (...)
قصة "ليا" المثيرة...تشبه إلى حد بعيد قصة "دياس" و"سايلا" ابنا بلدتي الصغيرة...فالأولى تمردت، أخذت من الصليب طريقا...والثاني فضل الرحيل على أن يبقى في البلدة غريبا...والثالث فضل التآمر...تحالف وخالف أوامر الأب وفضل المناصب..الآخرون اعتزلوا الواقع (...)
بينما كنت عائدة من رحلة الأسفار...سمعتها تناديني باسم ثاني غير اسمي..."استير Esther" أبحث عنك بين الدروب فلم أجدك...خشيت أن يكون مكروه ما قد حل بك...
إنها "ليا" صديقة الفصل...تجمعني معها صداقة قل نظيرها...محبة الإنسانية للإنسان...كل واحدة منا كانت (...)
التاسعة والعشرون من شهر آذار 2016...إنه موعد تاريخ ميلادي...يصادف هذه السنة موعد مقابلة لجنة الفصل والحسم...لإصدار الحكم النهائي في حقي...هل سأعتلي منصب المسؤولية وفق المرسوم؟...أم سأبقى على الهامش مدى الحياة وفق القرار المعياري؟...إنه طقس من طقوس (...)
رقصة الألم...
ضباب كثيف عم سماء مملكة الجنون...بعد أن أصبح الغصب عنوانها الوحيد...سخط عارم في كل مكان...وجوه بلا ملامح تطالب برحيل المستبد...أبواق السماء تقول كل شيء...ما عدا أن تمطر حبا وسلاما على هذه البلاد...إنها ساعة الحقيقة...بل بداية (...)