في سنة 1992 كتبت قصيدة نثر صغيرة ووضعتها في غلاف، ثم أرسلتها عبر البريد إلى الملحق الثقافي ل»جريدة الاتحاد الاشتراكي». كان يوم اثنين مشمس، وكنت أنا فتى مفعماً بالحماس والأمل. منذ ذلك اليوم الجميل وأنا انتظر نشر قصيدتي في الملحق الثقافي. لكن ذلك لم (...)
تحت شعار فلسطين: الحضارة وتواصل المعرفة، تنظم وزارة الثقافة الفلسطينية ابتداء من يومه الجمعة، بالتعاون مع منشورات المتوسط، فعاليات: «أيام الترجمة والأدب العالمي». حيث تستضيف فلسطين عدداً من الأدباء العالميين ومترجميهم العرب إلى العربية، إضافة إلى (...)
يستعين الشاعر والكاتب المغربي محمود عبد الغني، في روايته « معجم طنجة «بالأنسقة الأوتوبيوغرافية لكتَّاب عالميين وعرب، مروا أو عاشوا في طنجة، كأفق جديد للعيش والكتابة فيها، تاركين مدنهم ومساقط رأسهم وعالمهم البعيد عبر المحيطات، من أجل الإقامة تحت سماء (...)
شاركت قبل أسبوعين في ندوة بمدينة طنجة حول "طنجة في الأدب والفنون". شارك إلى جانبي مخرج سينمائي ومصور فوتوغرافي. كانت البداية مع الصورة الفوتوغرافية، ثم الأدب من خلال روايتي "معجم طنجة" (دار المتوسط، 2016)، ثم السينما. انطلقت من فكرة دافعت عنها طوال (...)
ولد الروائي والصحفي الفرنسي روبير صولي بالقاهرة يوم 14 شتنبر من سنة 1946.انتقل إلى فرنسا سنة 1964 ليتابع دراساته العليا في المدرسة العليا للصحافة ب"ليل". يتناول في روايته "ليلة القاهرة" (سوي، 2010) ذكرياته عن القاهرة بطريقة تخييلية جيدة، وحنينه إلى (...)
تجري هذه الأيام منافسة ساخنة بين مرشحين لمنصب «أستاذ الشعر» في جامعة أوكسفورد. وهذا حدث يستحق الوقوف عنده لأسباب عدة، أولها وجود منصب أستاذ الشعر منذ أكثر من ثلاثمائة سنة في إحدى أعرق الجامعات، وثانيها أن من يتصدر قائمة المنافسة للمنصب من كبار (...)
حاجتان ملحتان كانتا وراء ترجمة الباحث والمترجم المغربي عبد السلام الشدادي للفكر السياسي للمفكر الفرنسي جان جاك روسو "الكتابات السياسية، الجزء الأول" (مركز دراسات الأزمنة الحديثة، 2015، الرباط). الحاجة الأولى، وهي ملحة، تجسدت في ضعف الوسائل الفكرية (...)
من بين الأشياء الأدبية المثيرة صمت الكُتّاب وتحرجهم من الحديث أمام الناس في الندوات والحوارات الصحفية. كل شيء كتبوه، كل شيء موجود في مؤلفات كثيرة الورق، عميقة الأفكار، كثيرة الطبقات. لقد كتبوا وعادوا من عالمهم فارغين. الناس يقرؤون كتبهم وتصيبهم (...)
في حصة تلقين الطلبة قواعد الكتابة فضلت الحديث عن بعض المصطلحات التي يسمع بها الجميع ولكن لا أحد يعرف ما هي تحديدا: العمل الأدبي الكلاسيكي، الحبكة، الطول، القصر، الفضاءات، اللغة، المدخل، الوصف، التكثيف، التأمل... وهاكم النتيجة: العمل الأدبي الكلاسيكي (...)
بفضل المترجم المغربي الأستاذ محمد خلّوق انتقل الشاعر والقاص والمترجم الألماني «راينهارد كيفر» إلى اللغة العربية، عن طريق منشورات «بيت الشعر في المغرب» لسنة 2015، من خلال مجموعته الشعرية «قصائد تملأ السماء بالزرقة». وقد سبق لدار توبقال أن نشرت السنة (...)
كنت ألتقي بأربعة فتية من الصين في أماكن مختلفة من كلية الآداب بالرباط. فتى وثلاث فتيات، إحداهن، ياسمين، أستاذة جامعية. الفتى يحمل اسما عربيا مثيرا: «لطيف». لا يظن القارئ أن هذه الأسماء هي الموجودة في حالتهم المدنية، بل هي «أسماء علمية» أُطلقت عليهم (...)
خصصت شعبة اللغة العربية وآدابها ، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، الجمعة 17 أبريل الجاري، أمسية كاملة للاحتفاء بشاعر المغرب محمد بنيس. كان الجميع في الموعد. لكنه كان موعدا مضروبا لطلبة الشعبة، الذي قاموا بعمل جيد. إضافة إلى أساتذة الشعبة (...)
عن سن 87 سنة رحل الكاتب الألماني غونتر غراس، الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1999. رحل وترك وراءه كما هائلا من الروايات والكتابات الفكرية والسياسية والمواقف المثيرة للجدل، كان آخرها قصيدته الهجائية لإسرائيل، التي على إثرها أصبح على لائحة الممنوعين (...)
بدا لي في اللقاء الأول رجلا من الأفق، أو في الأفق. القاهرة سنة 2006. شاركنا معا في ندوة علمية بمناسبة ذكرى ابن خلدون. شارك من المغرب عبد الهادي التازي، ولم أكن أعلم بذلك إلا يوم الندوة، وبنسالم حميش ومحمد المصباحي وكاتب هذه السطور. دُعيت من طرف (...)
كل شيء في الاسم المستعار مثير، وغامض، وشعري، ولا يُسبر غوره. إنه طبقة من طبقات الكاتب. فهو قضية من قضايا الأدب الكبرى. لذلك نجد جل القواميس ومعاجم المهتمة بمصطلحات الأدب ومفاهيمه قد كرّسته مصطلحا مجاورا ومحاورا لمصطلح المؤلف. كما أن الأدب العربي لا (...)
الحوارات المتعددة بين النص الأدبي والصورة تغذي باستمرار الإبداعات الأدبية والصورية (فن الرسم والفوتوغرافيا). فمنذ بودلير الذي أعلى من شأن "رسام الحياة المعاصرة"، إلى روني شار الذي كان دائم التأمل في أعمال "جورج دي لاتور"، ظل الشعر الحديث يبحث عن (...)
برز اسم الشاعر كمال أخلاقي في بداية الألفية. هو أصغر من شعراء سبقوه في التسعينات، لكنه يشبههم إلى حد كبير. قصيدته محملة بما تحمله قصائدهم: حزن خفيف، أمل يغلف مآسي الحياة، صوت محتجّ ولغة شفافة تعرض أشياءها وملفوظها بطريقة يمكن أن يستشعرها القارئ، (...)
الشعر..الشعر..الشعر..الشاعر..الشاعر..الشاعر.. الطاحونة الصامتة الهائلة تطحن هذه الكلمات. يسقط على الأرض دقيقا أسود. ماذا يحدث؟ مأساة إنسان، وفضائح تجربة، ومأتم لغة. القارئ لم يعد يرحب بالكلمة. الناشر يسخر منها. الشاعر يبكي حاله. القصيدة فقدت نفسها (...)
كانت المكتبة، وستظل، أكثر من مكان تلتقي فيه الكتب، فحسب «إيطالو كالفينو»، المؤلفون يؤلفون الكتب لتقف جنب بعضها في رفوف المكتبات؛ بل ستظل مكانا ساحرا للقاءات، للتناظر والمفارقة. كأن كل شيء يخرج بطريقة سحرية من الكتب: الشخصيات من الروايات والمسرحيات (...)
ثمة فكرة عجيبة تفتن السلطة: ماذا لو بدأ الفرد يمنع أخاه الفرد، ويصادر حقوقه، ويراقبه، وينصب نفسه وصيا عليه، وأبقى أنا بعيدة أراقبهما من أعلى مثل سحابة تحجب عنهما ضوء الشمس. لقد تحققت أمنية السلطة الأسبوع الماضي، حين هرع عبد اللطيف الزين، الفنان (...)
قال محمد الدرويش عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، إنه لم يكن للرأي العام تأثير مباشر من حركة 20 فبراير لأنه جرب كل الأوضاع. مؤكدا أن ذكاء جلالة الملك محمد السادس في تجاوبه السريع مع أغلب مطالب الحركة، خصوصا ما تعلق منها بالقضايا الدستورية (...)
توفيت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار يوم الجمعة الماضي بأحد مستشفيات باريس. ولدت سنة 1936 بشرشال التي تبعد عن غرب الجزائر العاصمة بمائة كيلومتر. وبطلب منها دفنت بها. حياتها غنية ضمّنت أغلب مساراتها في Nulle part dans la maison de mon père روايتها (...)
كلما رأيت صور مدينة بغداد على شاشات التلفزيون، تذكرت بيتا من قصيدة أوردها الطبري في "تاريخ"ه، وابن كثير في "البداية والنهاية"، يقول بيت فيها:
من ذا أصابك يا بغداد بالعين
ألم تكوني زمانا قرة العين
وتذكرت أيضا، من الأدب الحديث، رواية "ثلاثة وجوه (...)
ما هو الحجم الحقيقي للرواية؟ في كم يوم أو أسبوع أو شهر يمكن أن للقارئ أن يقرأ الرواية؟ هل السرد إذا كان كثير الورق، يستحق تسمية رواية، وإذا كان قليل الورق يسمى قصة طويلة؟ هل هذه مقاييس يعتمد عليها في تجنيس الرواية؟
هذه مجموعة أسئلة تطرح فعلا اليوم (...)
- 1 -
كتابة المراثي
تأتي الحروب لتشرب من دمنا. والأديان، بعد أن صدقنا خلاصنا معها، تشرب من الدم اليوم. ما الذي سيقوله الكاتب العربي، من المحيط إلى الخليج، أمام هذه الدماء التي تسيل لسبب ولغير سبب؟ لن نكتب غير المراثي. لسنا أكثر صبرا ومناعة من الكاتب (...)