ضوء باهت لا يفشي سرا او سحرا كان حالي معه. الجهد سيمضي عبثا، والبكاء لن يهبني الا التهاب الجفون ونكد العيش، لم تعد تفرحني رسائله الملتهبة حين نكون في حالة خصام، وقد غلّق الابواب خلفي عشر مرات منذ تزوجنا قبل اربعة شهور، انه رقم قياسي في شهور الزواج (...)
لا ادّعي صفاء الذهن ولا اقول بأنني بأحسن حال، ولكنني استطعت ان البي نداء ابتسامة كنت احتاجها لأشعر بأنني على موعد مع الامل وليس مع الحزن.
في خضم لوحة يطفو على سطحها الوان قاتمة لا نستطيع ان نحدد اين نحن والى اين نسير؟ اذ سيان لدينا ان سرنا الى (...)
معلقين بالأخر والمجهول نبقى، نتداول الحب بصمت لنصبح بنيانا شاهقا بالفرح والأمل حتى لا نستطيع استخدام السلالم حين الحاجة مع ان الصعود كان تدريجيا. تكون النتائج غير مهمة لنا ما دمنا محصّنين بما نحمل من قوة تماسك نُسجت بخيوط كنا نعتقد انها لن تتأثر (...)
هذه المقالة استهلال وتقديم لكتاب الاستاذ سيمون خوري لا لون للماء هدية منه لي. ورغبة مني في مشاركة فرحة هذه المنحة من كاتب مبدع اعيد نشر هذه المقدمة.
هل كان يدري بأنه كان يغسل غضب الحظ الذي كان صديقا لي حين مد يده والتقطني من غفلة الزمن ومن نفسي، إذ (...)
خطوات ثابتة تدب الارض توحي بالكثير من الوجع، مثقلة بغبرة الروح والطريق، خطوات لم تعد تنتظر فرحة في التلاقي ولا حتى حسرة في الوداع، لان الوداع ما عاد الا شأن عادي من غير رحمة. القلب مكبل بالوجد والانين، والامل بالعودة يشبه الامل ببلوغ النجوم. نتعثر (...)
دموع صامتة واستكانة اوشكت على الانفجار، صوتها بالكاد يُسمع، الكلام لم يعد طيعا عليها وكأن لسانها قد نسي مخارج الحروف كما نسيت اقدامها طريق الباب حتى لمعرفة من يستأذن عليهم بالدخول للزيارة.
أصوات الاطفال في الشارع تعذبها اذ لم يمضي الوقت بعيدا عنها (...)
كان سلامي عابرا وفاترا ومن غير التفاتة، مجرد تحية خالية من أي مشاعر تشبه التحية التي نلقيها على المكان حين يكون خاليا من الناس، بادرتني هي بابتسامة سريعه، استرجعت فيها صورتها وقد كانت ابتسامتها اكثر ما كان يميزها حين عرفتها منذ شهور قليلة. كيف تغيرت (...)
أوراقها متفتحة حد التبعثر، اكتمل نضوجها وزاد جمالها، كما زاد تألق لونها وعبيره، ورغم انها تعرف ان نضوجها يعني اقتراب نهايتها اذ العمر قصير، الا انها قادرة على ان تحتفي بزهوة وجودها وروعة احساسها، فتراها لا تعاند الريح لان طول الوجود لم يعد يشغل (...)
الدقائق تمر طويلة وثقيلة، والانفاس كانت تشرئب بين الحين والاخر بانتظار اليد الملوحة بالامل، الصخب الاتي من اعماق النفس يُبقي الوقت متيقظا لوعد ليس متخيلا ألا يأتي، وعود النفس دوما صادقة، كالشمس حين تتألق بثوب اليوم الجديد، على خجل تبدأ همسات اصواتنا (...)
تزهر النفوس بالحكايا وتنبت على جنبات الروح ما هو اقوى من الذكرى. بيدا ان الدروب تبقى مرهونة بما هو اكبر من امتداد الافق وعبث القدر، حتى نترجى فرصا لا تبدو ظاهرة او سانحة في هذا الخريف الذي ابتعد كثيرا عن ضحكات كانت لا تعرف الوجع او القلق، ابان كانت (...)
حبات المطر تدق النافذة بشكل متواصل حتى لا نستطيع ان نكمل الليل دون ان نكون بيقظة النهار وسحر مودة الليل، وحديث هامس يتناوب بين الشفاه والشفاه، انه المطر الذي يذكر بالحاجة الى الدفئ والحاجة لان نمضي ارواح لا اجساد في لذة طفولية من غير شائبة لايام صار (...)
النافذة تبرق الوانا على الرغم من انعزالها وتطرفها بعيدا عن مرأى الشمس اذ ان الزحام الاسمنتي وان كان يمنع عبور النهار فأنه لم يستطع ان يمنع اضواء الحرب وآلته من ان تعبر الزحام الإسمنتي الاضواء لم تكن زائرة لتنير عتمة النهار بل لتوحد النهار مع الليل (...)
استعداد فاتر ليوم غير عادي في حياة امرأة بالكاد تتنفس شبابها، تتلفت يمينا ويسارا حتى لا تجد أي اشارة تذكرها بيوم زفافها، المكان يخلو من زحمة المشتريات كطابع لمثل هذه المناسبة، لا الوان او عطور او فستان زفاف معلق يشرئب نظرها اليه في كل حين.
لم تكن (...)
الايام تمر عابرة من أي فرح تشهق له النفس احتفالا، عابرة الا من تعاقب الشمس والقمر في تكرار يومي يغلب عليه صمت العاجز، ليس هناك الا الحصار، فالمكان يضيق حتى لا يسمح بأصوات خاصة وضحكات، في الصدر غضب وعلى الارض غضب وفي السماء غضب.
لكل واحد من هؤلاء شوق (...)
الوقت مبكرا والقمر ما زال يمنح نوره على الارض معوضا غياب الشمس التي ما تزال مستترة وراء الجبال، النهار يتنفس خجولا والليل يزيح ستارته بتؤدة حتى لا نعرف كيف تنازل للنهار عن حلكته.
انها ساعة اللقاء والوداع ما بين القمر والشمس يتصافحان معا ويغادران (...)
بيت عماده الحبال، وجدرانه تتراقص على انغام الريح وتغفو على ثقل المطر. الليل دامس الا من نور يتناوب ما بين ميلاد وزوال، والحديث الدائر له خصوصيته اذ انه يكون صاخبا بصداه، ومزاج من يسكن تلك البيوت لا يسوء ويمتعض لاي سبب، يتميز بروح الجماعة فتراه (...)
مقعد للجلوس في انتظار الوقت يمضي، الشرود يصبح حاضرا في ارجاء المكان وفي سحابات الذاكرة، تتفاوت حدة الانتظار من شخص لاخر اذ ليس دوما في الانتظار ملل وحيرة، لكن هناك دوما استفسار غير مبرر اكثر منه مبرر والنفس امارة بتضخيم كل ما يحمل بعض من شبهة حتى (...)
حين يحل المساء يحلو السمر مع فنجان من القهوة وبعض حبات من الشكولاته واغنية مختارة، وحديث يسير الهوينى على اطرافه يمينا وباتجاه واحد لان الفرحة لا يمكن ان تظلل بغيم الصمت، فالوقت ما زال مبكرا لاحلام ليست واقعية بل ملائكية تساوي يدي فنان ماهر يكمل عزف (...)
يحل العيد ضيفا فنحتار كيف نحتفي به، اذ لا بد ان تكون الفرحة مساوية ليوم لا يختلف على اسمه اثنين، قد نختلف بطريقة التعبير عن الفرح لكننا نتفق على دمعة سوف لن تمر سريعا لانها تستقر بالعين حتى لا نستطيع ان نخفيها عن النظارة، لاول مرة نستعجل ايام العيد (...)
لست من اصدقاء محمود درويش، ولست الا قارئة عادية لشعره، وان كنت على يقين بأنني مستمعه لشعره اكثر، فقد يكون محمود درويش ظاهرة صوتية مثلما انه ظاهرة شعرية بامتياز لأنه امتلك الصوت الجميل والطلة والحضور الطاغي كأي اسطورة استثنائية عبرت هذه الارض التي (...)
خطوات متعثرة نتقدم بها مرة ونتأخر فيها مرات، وقلب خافق لا يعين على الاختيار، وعين متسمرة على تمرد خاتم في بقاءه مستقرا في اصبع او خارجا منه، تلك الافكار التي نخلقها هي مجرد اوهام نلهو بها حتى نحسب اننا خارج الباب ولنا كامل الحرية.
ان ما نحسه من طعم، (...)
لا نوم ليلة ثبوت رمضان، كما انه لا نوم ليلة العيد، اذ ان القلوب كانت تظل معلقة بصوت الطبل الذي سيأتي من الخارج، ويظل ذلك الصوت حديث لاحدنا اذا سمحت له يقظته بسماعه، كثيرة هي المرات التي حاولت فيها ان ابقي على عيوني مفتوحة بانتظار ذلك المسحراتي الذي (...)
هدوء لم نكن نعرف بأنه سيكون الهدوء الذي يسبق العاصفة، حين طرق الباب ونحن جلوس في قاعة الدرس ، الطرقة كانت غير طبيعية وبها لهفة المصدوم، طرقة لم تنتظر حتى الاذن لها بالدخول، كان الوجود بقاعة الدرس بهذا التوقيت يعادل الاثم، حين صرخت باستنكار ماذا (...)
كان الانتظار يأخذ وجه القمر، ودفئ الشمس، وخيال مثيرا بالنفس رغبة لا سبيل لحصرها الا بروح الربيع، التواصل يكون مستمرا مع عقارب الساعة بيدا انه احيانا لا يكون متواصلا مع الاماني وما يمتزج بها من براعم واشجار يانعة، الانفاس وان كانت تعلو وتهبط على (...)
قلق وحيرة، ودموع تنزل وكأنها ابتسامات هاربة من صندوق مثمن يأخذ من دورته المنتظمة كثير من الدروب والمحطات، فيحط ما بين زمان وزمان ماضيا وحاضرا هروبا واقبالا، بصمت ابلغ من أي لغة فصيحة نجوب انفسنا.
وقوفا من على شرفة في الذاكرة نستعيد بقايا ابتسامة (...)