لا ادّعي صفاء الذهن ولا اقول بأنني بأحسن حال، ولكنني استطعت ان البي نداء ابتسامة كنت احتاجها لأشعر بأنني على موعد مع الامل وليس مع الحزن. في خضم لوحة يطفو على سطحها الوان قاتمة لا نستطيع ان نحدد اين نحن والى اين نسير؟ اذ سيان لدينا ان سرنا الى الامام او تقهقرنا الى الوراء ما دام حصادنا لن يكون إلا اللون الاحمر. ليس جريمة ارتكاب حماقة الابتسام عند الهزيمة، وليس كفرا ان نمنح الهزائم اسماء مستعارة لها طعم دنكشوت، فنحن لا نطارد إلا خيط الامل او خيط النصر لنبقى اصحاء. المصفقون بالقبول او الرفض هم وجهتنا نحو الكفة التي تجعلنا نتقبل خسائرنا او نفرح بغنائمنا مع ان حالنا راسخ بالقهر وقلة الحيلة. في ذروة الامل ليس هناك من عاصم لنا من القهر، ارواحنا تُجتاح وعقولنا تلتهب بنار الاحبة والأشقاء، نتقاسم العداء بدلا من ألود وهناك دوما من ينوب عنا في افتعال مشاكلنا وتأجيجها حتى تنعدم الفرص في حلها. كل محاولاتنا لفض القهر عن انفسنا سيذهب عبثا ما دام الشعور بشح العدالة والنزاهة قائما، وما دامت الجثث متناثرة على عرض الشارع لا تدري لاي سبب ماتت، ومن يكون قاتلها، الاوراق اختلط حابلها بنابلها حتى تبللت الحقيقة واصبحنا هتّافين وردّاحين لا نلوي عن الحقيقة شيئا ولا نبحث عنها وكأنها لا تعنينا. كانت اخبار الضحايا تأتي تباعا من فلسطين التي كانت محتلة وما زالت محتلة، حتى صارت عواصمنا ومدننا وقرانا تتصدر بعدد الضحايا وسائل الإعلام، وغابت فلسطين بمقدساتها عن نشرات الاخبار مع ان ماكنة الاحتلال تأكل الحجر والشجر والبشر. والشعار الوحيد والاوحد المؤيَد من الجميع هو المقاومة، أي مقاومة تلك التي نحتاجها اكثر من مقاومة الشرور بانفسنا، والنجاة بها من الاستعمار والاستغلال الذي يُغيب الباطل على الحق. لماذا يستقر على لساني قول محمود درويش لا شيء يعجبني، لا الراديو ولا صحف الصباح ... اريد ان ابكي.