معلقين بالأخر والمجهول نبقى، نتداول الحب بصمت لنصبح بنيانا شاهقا بالفرح والأمل حتى لا نستطيع استخدام السلالم حين الحاجة مع ان الصعود كان تدريجيا. تكون النتائج غير مهمة لنا ما دمنا محصّنين بما نحمل من قوة تماسك نُسجت بخيوط كنا نعتقد انها لن تتأثر بتعاقب النكبات حتى فقدت الابتسامة صفائها وعفويتها وضاع منها سحر الصوت ولمعة البرق. فهوى الحلم وتحول الى مجرد وميض له رائحة البارود وصوت اكبر من قدرة الأذن على تحمله. الارض تعشقنا حين نكون أقوياء ونعشقها حين يكون عطاءها بلا حدود. لا نساوم على حب الوطن ولكننا نطالب ببعض الحقوق. ما اصعب ان يمضي العمر ونحن نتحسر على ماضي لم يكن سعيدا لكنه كان كذلك بمقياس ما يجري من تشرد ولجوء وغياب العدالة. كيف يمكن ان نبرر للمجتمع شكوى سيدة تقطن في خيمة اللجوء حاجتها الى حائط تسند عليه ظهرها، او لسقف يطول بطول القامة، او دموع طفلة تحضن قميص والدها الذي قصد محاربا، او ميلاد جيل في شوارع العتمة والخراب وكل حاجاته اصبحت تلبى على قلة! حتى الاساسية منها. ماذا عسانا ان نقول لشاب اصبح عاقّا لوالده لانه رفض ان يكون محاربا حتى ينال الشهادة. وما اصعب ان يمضي بنا العمر ونحن نقلب البصر على صور متعددة من الشقاء رغم الحاجة لألوان الحياة الزاهية وسحر الربيع وهمس الشباب وهرج الاطفال بالأزقة والحارات. ما اصعب ان تصبح موسيقى حياتنا هي اصوات الانفجارات المتفرقة هنا وهناك من دون ان نعرف شيئا عن الجهة التي تتولى مثل هذه العمليات حتى اختلط الحابل بالنابل وضاعت الحقيقة كلها. كل السيناريوهات تشير الى ايدي خفية وتقسيمات جديدة لأوطان لم تعد ترعى ابناءها بل تساهم في قتلهم جهارا ونهارا. ليت تلك السيناريوهات كانت لبناء الوطن والمواطن والاحتفاء به بدلا من ان نصبح جميعنا غربان لإعلام لا يسعى إلا الى موتنا حتى صرنا جميعا في صراع من اجل البقاء. يبقى السؤال هل نستطيع ان نقتنع مع السيدة التي تبكي شقيقها الذي كان بمقام ابنها محاولاتها الجاهدة في تبرير وفاته شهيداً، والدم مع القاتل كان واحدا وله ذات الرائحة. ان منع الحرب مهمة في ايدي الشعوب ذاتها لا الحكومات، ربما كنت قد ذكرت عبارة هيمنجوي هذه ذات مقالة كتبتها، وذلك حتى لا يصبح السلام امنية انسانية لا يمكن تحقيقها.