في مباراة كان فيها الحضور الجماهيري مرة أخرى دون المطلوب، تمكن فريق حسنية أكادير من إيقاف زحف المتصدر، الذي فقد ولو مؤقتا رتبته الأولى لحساب الدفاع الجديدي. هذا مع الإشارة إلى أن هذه المباراة عرفت تحكيما للثلاثي سمير الكزاز وهشام آيت عبو وهشام مامي من عصبة الغرب، والذي لم يكن دائما موفقا خلال كل المجريات، بل وكان له تأثير على نتيجة المواجهة. وقد عرف الشوط الأول من المباراة تبادلا للمحاولات بين الفريقين، والتي عرفت ضياع فرص حقيقية للتهديف، وبالأخص لصالح الحسنية التي ضاعت من مهاجميها ثلاث فرص واضحة بواسطة من كل فوزي عبد الغني ورفيق عبد الصمد والبيساطي. فيما فريق الوداد، الذي كان يعتمد على اصطياد الكرات الثابتة، ضاعت منه فرصتان محققتان، الأولى من ضربة خطأ نفذها بنشرقي وتصدى لها الحارس لمجهد، ثم فرصة ثانية أخطر من كرة تابثة نفذها مجددا بنشرقي، وأثمرت محاولة لأمين العطوشي اصطدمت بالعارضة. وخلال الشوط الثاني ارتفعت سرعة المباراة ومستواها كذلك، حيث سجلنا محاولات للطرفين مع امتياز للحسنية التي أدخلت مهاجمها – المنقذ كريم البركاوي الذي عوض في حدود الدقيقة 55 القيدوم رفيق عبد الصمد. وقد أعطى دخوله، إلى جانب إقحام كل أوبيلا وياسين كارين لاحقا، دينامية أكبر لخط الهجوم الأكاديري. أضف إلى هذا كون الفريق البيضاوي سيلعب منقوصا، ابتداء من الدقيقة 64، بعد طرد لاعبه أنس المرابط بسبب خشونة متعمدة ومجانية في حق البركاوي، الذي تحول إلى عنصر مقلق لخط دفاع الفريق البيضاوي. ولن تتحرك المباراة على مستوى النتيجة إلا خلال الدقائق الخمس الأخيرة، حيث سيعلن الحكم الكزاز في حدود الدقيقة 85 عن ضربة جزاء غير مشروعة، بعد إسقاط فابريس أونداما خارج المعترك من طرف المدافع كيتا بانغالي، وسيتكفل بتحويلها إلى هدف هداف الفريق الأحمر ويليام جيبور. ولن يصمد هذا الهدف أكثر من ثلاث دقائق، سيتمكن بعدها فريق الحسنية من إدراك هدف التعادل من مرتد هجومي سريع سينطلق من جلال الداودي والبيساطي، لتنتهي الكرة عند المهاجم البركاوي الذي عالج الكرة بقذفة سيكمل مسارها لاعب الوداد صلاح الدين السعيدي نحو الشباك. وقد تلا هذا الهدف عراك ستعرفه المنصة الشرفية لملعب أدرار بين مناصري الفريقين، كاد أن يفرز ما لا تحمد عقباه، لولا تدخل بعض عناصر الأمن لتهدئة الموقف. وقد عبر مدرب الوداد دوسابر خلال الندوة الصحفية، التي حضرها رفقة العميد ابراهيم النقاش، عن خيبة أمله من نتيجة المباراة التي سجل خلالها الفريق تعادله الخامس. وقد برر هذه النتيجة بكثرة المباريات التي لعبها فريقه هذا الأسبوع. بالإضافة إلى حالة طرد لاعبه المرابط، مما فرض على فريقه أن يلعب بتشكيلة منقوصة. من جهته أكد مدرب الحسنية، عبد الهادي السكتيوي، الذي أحضر معه إلى الندوة المهاجم كريم البركاوي، على أن ضربة الجزاء لم تكن مشروعة، حيث كان هناك تسرع في الإعلان عنها. كما أكد بأنه قد أتيحت لفريقه العديد من الفرص الواضحة للتهديف. كما نوه بمستوى المباراة بين الفريقين والتي وصفها ب «السريعة والهيتشكوكية». ولم يفت السكتيوي التعبير عن أسفه لقلة وضعف الحضور الجماهيري، الذي يشكل بالنسبة إليه ليس اللاعب رقم 12، بل اللاعب رقم واحد والذي بإمكانه تشجيع الفريق ودفعه لتحقيق أحسن النتائج، بدل المدرجات الباردة والفارغة والتي أصبحت مشهدا معتادا خلال الدورات الأخيرة.