خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة الحسنية أمام النهضة البركانية، عبر المدرب برتران مارشان عن ارتياحه لنتيجة التعادل السلبي أمام فريق الحسنية، الذي يعتبر صاحب أقوى هجوم بالبطولة الوطنية. هذا التصريح يزكيه مسار المباراة، التي افتتحت بها الدورة 21 للبطولة الاحترافية، والتي قادها الحكم كريم صبري من عصبة البيضاء. فطيلة مجرياتها اكتفى الفريق البركاني بنهج خطة دفاعية، حتى لا تتلقى شباكه أي هدف. كما أن لاعبيه مارسوا مراقبة لصيقة على مهاجمي الحسنية من خلال الضغط على حامل الكرة، وإجهاض أية محاولة للخصم. وتأكدت نوايا الفريق البركاني منذ انطلاقة الشوط الأول حيث كان متكتلا دفاعيا، مكتفيا بالقيام بمرتدات هجومية. وكانت أهم المحاولات التي خلقها تتأتى من كرات ثابتة لم تشكل أية خطورة على مرمى الحارس لمجهد. وبالمقابل أتيحت للاعبي الحسنية فرص من بناءات هجومية كان من ورائها بديع أووك، الذي ضاعت منه فرصة للتهديف في الدقيقة 7، وفرصة ثانية أوضح وأخطر ضاعت في حدود الدقيقة 15. وخلال الشوط الثاني ازداد ضغط لاعبي الحسنية على المعترك البركاني، وبالأخص بعد إقحام المهاجم كريم البركاوي بدل كوني زومانا، الذي لم يعط ما كان منتظرا منه. وقد خلق الفريق الأكاديري فرصتين واضحتين للتهديف. الأولى كان من ورائها حفيظ ليركي، والذي قذف جانبا. وفرصة أخرى أخطر من تمريرة لأووك صوب البيساطي، الذي لم يتمكن من كرة على طبق، كانت هي كرة المباراة، مرت من أمام الحارس لمحمدي دون أن تجد من يودعها في الشباك. ومقابل هذا أتيحت للفريق الزائر فرصة للتهديف كان من ورائها تراوري، الذي جانبت قذفته مرمى الحارس لمجهد. وعشر دقائق قبل نهاية هذا الشوط، افتقد حكم المباراة الشجاعة الكافية للإعلان عن ضربة جزاء واضحة للحسنية، وذلك بعد إسقاط المهاجم بركاوي، داخل المربع، من طرف أحد مدافعي النهضة. وهي ضربة جزاء تنضاف إلى ضربة جزاء أخرى لم يعلن عنها حكم بيضاوي، خلال الدورة السابقة، أمام الدفاع الجديدي. نحن طبعا لا نريد هنا محاسبة النوايا، بل نكتفي فقط بتوجيه عناية مديريتنا الموقرة في التحكيم وتنبيهها إلى ضرورة أن تنكب على معالجة هذا العائق، الذي أصبح يضر بسير التحكيم عندنا، وهو بالأساس عائق نفسي يجعل العديد من حكامنا لا يعلنون عن ضربات الجزاء، ليس لأنهم يريدون «الخدمة» في هذا الفريق أو ذاك – حاشا ولله – بل فقط لأنهم، نفسيا، يرون في هذا الإعلان عائقا لا يمكن تجاوزه. ويبقى أن نشير إلى أنه قبيل انطلاقة المباراة تمت قراءة الفاتحة على روح الفقيد ابراهيم أنجار الرئيس المنتدب السابق للحسنية خلال فترة السبعينات، ولعدة مواسم، والرئيس السابق للنادي الملكي للتنس بأكادير. رحم الله الفقيد، وشمله بواسع عفوه وغفرانه، وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه وأحبته بأكادير وتافراوت، وأينما كانوا، جميل الصبر والسلوان. رفقته صورة للمرحوم ابراهيم أنجار