جاء فريق الدفاع الجديدي، الذي حقق لحد هذه الدورة تعادلين وهزيمتين، إلى أكادير بنية تحقيق أول انتصار له هذا الموسم. فقد سبق له أن أقصى الفريق الأكاديري من منافسات كأس العرش، فلِمَ لا يحقق أمامه أول انتصار هذا الموسم، ليتجاوز عطب البداية الذي لازمه منذ انطلاقة منافسات البطولة؟ فقد استطاع الفريق الجديدي أن يوقع فعلا على شوط أول كانت له فيه السيطرة، حيث مارس لاعبوه منذ البداية ضغطا على المعترك الأكاديري، مع رجوع سريع إلى الدفاع تحسبا لتحركات مهاجمي الحسنية، وخاصة البيساطي وليركي وأووك، ثم الهداف نور الدين الكورش، الذي لم يكتب له تسجيل أي هدف خلال هذه المباراة. وقد تمكن الجديديون خلال هذا الشوط من خلق عدد من الفرص الواضحة، تبقى أهمها فرصة لنناح أنهاها بقذفة مرت محاذية لمرمى لحمادي، وفرصة أخرى، أخطر، لدياكيتي كانت عبارة عن تسديدة قوية حولها لحمادي بصعوبة للزاوية. ثم فرصة لوليد أزارو من ضربة رأسية مرت فوق المرمى. وقد أتيحت مقابل هذا بعض المحاولات للمحليين بواسطة الكورش وبديع أووك، حسمها تدخل الدفاع الجديدي الذي بقي متكتلا طيلة الدقائق الأخيرة من هذا الشوط. ومع انطلاقة الشوط الثاني عاود الزوار الضغط على مرمى الحسنية، وذلك بواسطة أزارو الذي ضاعت منه فرصة أولى للتهديف في الدقيقة 46، قبل أن يتمكن، في حدود الدقيقة 58 من أن يستغل مرتدا هجوميا لفريقه، انفرد على إثره بالحارس لحمادي، وأنهاه بتوقيع هدف السبق. تسجيل هذا الهدف كان له الأثر على العناصر الأكاديرية التي تحركت، وبقوة، للبحث عن هدف التعادل. وأتيحت لها فرصة محققة من رأسية للكورش صدتها العارضة الأفقية للحارس خالد العسكري. وقد ازداد ضغط المحليين بعد التغييرات التي أقدم عليها عبد الهادي السكتيوي، بإقحام كل من البركاوي وأوبيلا بدل رضوان المرابط وبديع أووك. هذان التغييران سيعطيان دينامية أكبر لهجوم الفريق، الذي خلق عدة فرص رد عليها الفريق الجديدي بالتكتل الدفاعي، وتظاهر بعض لاعبيه، وعلى رأسهم الحارس العسكري، بالإصابة لربح الوقت. وفي حدود الدقيقة 75 سيتمكن فريق الحسنية من التوقيع على هدف التعادل بواسطة عميده حفيظ ليركي، الذي أحسن استغلال كرة مده بها البيساطي. وقد كان بإمكان الفريق الأكاديري أن يسجل أكثر من هدف خلال هذا الشوط، حيث ضاعت من لاعبيه الكورش والبيساطي وليركي، ثم سفيان زكريا فرص محققة. كما تعرض مدافع الفريق محمد الطاوس إلى إصابة تم نقله على إثرها إلى المستشفى. ويبقى أن نشير إلى أن هذه المباراة، والتي أدارها الحكم محمد العلام من عصبة تادلة، قد نسي منظموها قراءة الفاتحة على روح الإطار الوطني الراحل سعيد الخيدر، علما بأن هذه القراءة كانت مدرجة ومقررة، حسب ما أكده لنا الرئيس الحبيب سيدينو. وقد يكون سبب إغفالها حالة سهو من السيد الحكم. رحم الله فقيدنا العزيز سعيد الخيدر، وأدخله فسيح جنانه، وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.