المباراة بين حسنية أكادير وشباب أطلس خنيفرة، برسم الدورة الرابعة من البطولة الاحترافية، كانت مباراة مفتوحة. فقد بادر كلا الفريقين، ومنذ الانطلاقة، إلى تكثيف العمليات الهجومية على مرمى الخصم. وكان الفريق الخنيفري هو السباق إلى التهديد بواسطة ايت الحاج من قذفة صدها الحارس هشام المجهد (د. 4). وتلت هذه المحاولة محاولات أخرى واجهها الفريق الأكاديري بخط دفاع غير مطمئن. لكن هذه الاختلالات كانت تنسيها إلى حد ما المحاولات الهجومية، التي قادها كل من بديع أووك، والمهدي أوبيلا، وإسماعيل الحداد، بالإضافة إلى رأس الحربة كوني زومانا، الذي رغم إضاعته للعديد من الفرص، أصبح عنصر تهديد بالنسبة لأي خط دفاع. الضغط الهجومي للحسنية خلال الشوط الأول سيثمر هدف السبق، في حدود الدقيقة 28، وكان من وراء التوقيع عليه المهاجم الحداد. لكن، وبعد دقيقتين من هذا الهدف، سيتمكن لاعبو شباب خنيفرة من تعديل الكفة من هدف لعبد الحق موحتان، سيتأتى من مرتد هجومي منظم وسريع. لكن الفريق الأكاديري سيتقدم مجددا في النتيجة بعد ضربة الجزاء التي أعلنها حكم المباراة «داكي الرداد» إثر لمس للكرة باليد من طرف أحد مدافعي الفريق الزائر، ليتكلف بتنفيذها زومانا مانحا لفريقه هدف التفوق. وخلال الشوط الثاني زادت حدة الهجومات من الجانبين. فمنذ بدايته كاد زومانا أن يضيف هدفا ثانيا من كرة مده بها «أووك». كما أن الفريق الخنيفري كاد أن يدرك هدف التعادل من كرة صدتها العارضة الأفقية للمرمى المحلي (د.49). وقد ازدادت خطورة الزوار بعد إقحام المدرب هشام الإدريسي لكل من رموش كبديل لبندريس، ومراد طالب كبديل لآيت الحاج. كما أن دخول مهاجم الحسنية جمال العبيدي، الذي كان غائبا بسبب الإصابة، كان له تأثير واضح على فعالية هجوم فريقه. فلم تمر سوى عشرين ثانية على إقحامه ليتمكن من إهداء فريقه الهدف الثالث. هذا الهدف تلاه هجوم منسق وسريع للزوار أنهاه محمد أوناجم بالتوقيع على الهدف الثاني لفريقه. بعد هذا الهدف ازداد الاندفاع الهجومي بين الفريقين، مع ترك فراغات في الوسط والدفاع، كانت تؤشر على أن كل فريق بإمكانه انتزاع الانتصار، وإن كان الفريق الأكاديري خلال هذا الشوط أكثر إصرارا. فقد أضاع مهاجموه بين الدقيقتين73 و 75 ثلاث فرص واضحة بواسطة كل من زومانا (فرصتان)، واسماعيل الحداد. كما ضاعت فرص أخرى للزوار لتختتم حصة التهديف بهدف رابع طمأن الأكاديريين وأعطاهم أول انتصار في بطولة هذا الموسم، وذلك من هدف سجله المهدي أوبيلا من كرة مده بها العبيدي (د.87). ونشير إلى أنه عقب نهاية المباراة عقد مدربا الفريقين، بشكل منفصل، اللقاء التقليدي مع الصحافة. هشام الإدريسي، مدرب شباب أطلس خنيفرة، عبر خلاله عن رضاه على مستوى المباراة بين الفريقين، والتي عرفت أداء راقيا ومفتوحا، وكان بالإمكان أن تنتهي لصالح هذا الفريق أو ذاك، لعدم لجوء أي من الفريقين لخطة الانكماش الدفاعي. أما عبد الهادي السكتيوي، فقد أكد بدوره على أنه يقوم بعمل مضني وتدريجي داخل الحسنية، يعتمد على إيجاد تركيبة منسجمة بين اللاعبين الشبان وعناصر من ذوي الخبرة. وهو عمل بناء لا يعطي النتائج بسرعة، لكن الفريق الأكاديري بدأ، بعد النتيجة الكارثية التي حصدها بمراكش برسم الدورة الأولى، يستعيد تدريجيا توازنه، فالمباريات الأخيرة أمام شباب الريف الحسيمي والنهضة البركانية، ثم مباراة اليوم أمام الفريق الخنيفري، تؤكد أن الفريق بدأ يستعيد توازنه ويجد إيقاعه.