يمكن القول إن المباراة التي خاضها فريق حسنية أكادير أمام الجيش الملكي، برسم الدورة 28 من دوري المحترفين، كانت خالية من كل الضغوطات. فكلا الفريقين يتواجد في موقع مريح في سبورة الترتيب، وبالتالي فالمباراة كانت إلى حد ما بدون رهان، ما عدا ربما بالنسبة للفريق الأكاديري الذي كان مطالبا بأن يصالح جمهوره بتحقيق انتصار صام عنه الفريق منذ دورات. لكن شيئا من هذا لم يتحقق، حيث تلقى الفريق هزيمة، هي الثالثة له داخل الميدان خلال العشر مباريات الأخيرة. لكن هذه الهزيمة الجديدة تبقى لها مبرراتها. فدفاع الحسنية غاب عنه مدافعان محوريان، هما عز الدين حيسا وكريم آيت الدرحم. كما أن تشكيل الفريق تم تطعيمه بعدد من العناصر الشابة، التي كنا نتمنى أن يتم تجريبها منذ دورات. فقد تم إقحام عدد من العناصر الشابة نذكر منها مصطفى شكري، وعبد الكريم بوزلماض، وبديع أووك. كما تكفل بحراسة المرمى هشام المجهد، الذي تم ترسيمه منذ المباراة الأخيرة أمام شباب الريف الحسيمي. وقد عرف الشوط الأول تفوقا للفريق العسكري، الذي تحكم في مجريات المباراة من خلال الاستحواذ على الكرة. وقد أتاح له هذا خلق عدد من الفرص ستتوج بتسجيل هدف أول في آخر هذا الشوط، وذلك من كرة ثابتة نفذها الشاكير، وانتهت برأسية لعبد السلام بنجلون استقرت في الشباك. وقد ضاعت من الفريق الأكاديري خلال هذا الشوط فرصتان كان من ورائهما كل من بديع أووك ومحمد الضو. وخلال الشوط الثاني، سيحاول المحليون العودة في المباراة بإقحام جمال العبيدي مع الانطلاقة، ومحاولة تقوية خط الهجوم بإدخال كل من سعد اللمطي وزومانا. وقد كان لهذه التغييرات مفعولها في جعل الفريق يستعيد المبادرة. لكن هذا لم يعفه من تلقي هدف ثان، في حدود الدقيقة 52، والذي تأتى من هجوم منظم وسريع للعسكريين سينهيه عبد الرحيم الشاكير بتسجيل هدف هيأه له زميله عقال (د. 57). الهدف الوحيد للحسنية سيتأتى من ضربة جزاء مثيرة لكثير من التساؤل، أعلن عنها حكم المباراة بلوط. ضربة الجزاء هذه سيحولها الى هدف المهاجم زومانا، الذي كان من وراء اصطيادها. وسيلعب بعدها الفريق العسكري بتشكيل منقوص، بعد أن تم طرد حارسه الزنيتي، ليتم تعويضه بالحارس الكروني، الذي سيتم إدخاله بدل عبد السلام بنجلون. وعموما، وبمعزل عن النتيجة التقنية للمباراة، يبقى أهم ما ربحه الفريق الأكاديري فيها هو عملية تجريب العناصر الشابة التي ذكرنا، خصوصا منها اللاعب بديع أووك، الذي أبان عن قدرات ومؤهلات تعد بالكثير. كما أن حارس المرمى هشام المجهد يبقى بدوره ربحا للفريق. وبالنسبة لنتيجة اللقاء، والتي تجد تبريرها في ضعف خط الدفاع الذي يعاني من الغيابات، وفي أسلوب لعب عناصر الفريق الزائر الذي حضر فيه الهدوء، وحضرت فيه التجربة، فهي تبقى مقبولة أمام عملية التجريب، تجريب الشبان، التي قرر الفريق أخيرا أن يتجرأ على «ارتكابها».