أكد فريق حسنية أكادير مجددا تخصصه في تحقيق التعادلات. فقد رسم تعادله الثاني على التوالي خلال الأسبوع المنتهي، بعد أن تعادل في مباراة أربعائية أمام الجيش الملكي، ليتعادل مرة أخرى في مباراة نهاية الأسبوع أمام أحد أقوى فرق هذا الموسم، المغرب الفاسي. هذه المباراة عرفت شوطين متباينين نسبيا، شوط أول كان لصالح الماص أضاع خلاله، كما صرح بذلك مدربه عزالدين آيت جودي، انتصارا كان في المتناول. بعدما كانت السيطرة الميدانية للفريق الفاسي، الذي كان أكثر فعالية وتنظيما، حيث اعتمد خطة الدفاع المتقدم، مما أعطى شحا من حيث المحاولات الأكاديرية. مقابل هذا أتيحت للزوار فرص محققة، كانت أهمها فرصتان لسمير مالكويت (الدقيقتان 7 و 21)، الأولى من تسديدة مرت جانبا، والثانية إثر انفراد نفس اللاعب بالحارس لحمادي وتدخل حاسم لآيت الدرحم، الذي زاحم المهاجم الفاسي متيحا للحارس فرصة التحكم في الكرة. ويمكن أن نضيف لهاتين المحاولتين فرصة من كرة ثابتة قرب المعترك الأكاديري، لم يحسن استغلالها لمساسي، حيث أخطأت قذفته الإطار (د. 44). وتبقى الفرصة الوحيدة التي أتيحت للأكاديريين خلال هذا الشوط هي تسديدة للإيفواري كواكو، التي تصدى لها أنس الزنيتي. لكن مع بداية الشوط الثاني بدأنا نلاحظ استيقاظة للمحليين. فمنذ الدقيقة 47 جاءت المحاولة الحقيقية الأولى عن طريق أحمد الفاتحي من تسديدة قوية صدها بصعوبة الحارس الزنيتي. وجاءت بعدها فرصة أخرى من قذفة قوية لكواكو جانبت المرمى. الزوار بدورهم خلقوا الخطورة في المعترك الأكاديري أكثر من مرة، بواسطة جيفرسون الذي ضاعت منه فرصتان للتهديف. وقد ساهمت التغييرات التي عرفتها تشكيلة الفريق السوسي، خلال هذا الشوط، بإقحام كل من أكورام، وتوفيق لحسن، وأوزايد كبدلاء لكل من أشرف سليم، والبيساطي، والفاتحي، من إعطاء دينامية أكبر للخط الأمامي للحسنية. ولمع كالعادة ضمن هؤلاء البدلاء توفيق لحسن، الذي ضاعت منه فرصة محققة لإعطاء الامتياز لفريقه، حيث أخطأت قذفته الإطار. كما أن زميليه أوزايد وأكورام ضاعت منهما بدورهما أحسن فرصة في اللقاء، أنهاها أكورام بالتسديد جانبا. وقد انصرمت الدقائق الأخيرة من هذه المباراة على إيقاع فرصتين محققتين ضاعتا من كل من الماتوني بعد قذفة قوية مرت عاليا، ثم كرة أخرى للبديل «ديوب» من الماص إثر كرة اعترض طريقها المدافع آيت الدرحم، الذي أنقد مرمى فريقه من هدف محقق. ورغم النتيجة التي انتهى بها هذا اللقاء، الذي أداره باقتدار الحكم الدولي بوشعيب لحرش، فقد عرف مستوى تقنيا طيبا بالأخص من الفريق الزائر، الذي يتوفر على عناصر جيدة. الفريق الأكاديري، الذي افتقد في هذا اللقاء لخدمات عدد من عناصره الأساسيين كجمال لعبيدي، وعبدالعالي الشجيع، والمدافع الإيفواري دياموندي المصاب، الذي انتهى الموسم بالنسبة له، يبقى وفيا لعقيدة التعادلات التي حقق فيها رقما قياسيا خلال البطولة المنتهية، حيث سجل حتى هذه الدورة 17 تعادلا. وإن كان هذا الرقم القياسي قد حفظ ماء وجه الفريق الأكاديري غير المهدد بالنزول، إلا أن هذا لا يلغي واقع التواضع الذي عرفه الفريق هذا الموسم، بحكم النقص الذي يعرفه هجوميا، وبحكم محدودية ذات اليد التي لم تتح للفريق بأن يستقطب أسماء كبرى يمكن أن يكبر معها طموحه. فتعاقدات الفريق خلال بداية هذا الموسم كانت متواضعة، وليس غريبا أن تعطي تواضعا مقابلا من حيث النتائج.