أظهر فريق حسنية أكادير، خلال الدورتين الأخيرتين، أمام الماص بفاس، ثم أمام الوداد البيضاوي على أرضية ملعب الإنبعاث الرديئة، «كرما» يكاد يكون حاتميا، حيث ضاع منه الانتصار في المرتين معا بفعل النيران الصديقة، المتمثلة في أهداف ضد المرمى كان من ورائها أمام الماص المتألق جمال العبيدي، وأمام الوداد المدافع أيت الدرحم. المباراة أمام الوداد، والتي حضرها جمهور كثيف نسبيا، أغلبيته من مناصري الفريق البيضاوي، عرفت مستوى تقنيا لا بأس به. ففريق الوداد، الذي وصل إلى أكادير في وقت متأخر من يوم الجمعة (ليلا)، خاض مباراته بلائحة من اللاعبين لا يتجاوز عددهم 17 لاعبا. ومع ذلك وقع الفريق الأحمر على شوط أول هدد فيه بقوة مرمى فهد لحمادي، خصوصا خلال العشر دقائق الأولى التي عرفت ضياع فرصتين لعمر نجدي ( 3) و (6). وفي حدود الدقيقة 10، ومن خلال مرتد هجومي سريع، سيتمكن المخضرم أحمد الفاتحي من التغلغل من الجهة اليمنى ليسجل بهدوء كبير الهدف الأول لفريقه. كما كان بإمكان نفس اللاعب، في الدقيقة 20، أن يضيف هدفا ثانيا من رأسية محاذية، بعد تقويسة من العبيدي. ست دقائق بعد ذلك، ومن كرة ثابتة نفذها بوبلي أندرسون، وإثر اختلاط أمام مرمى لحمادي، حاول خلاله كريم آيت الدرحم أن يبعد الكرة، فإذا به يسكنها لا إراديا في شباك فريقه ليتيح للزوار إدراك التعادل. وارتفع إيقاع المباراة بعد ذلك، وضاعت فرص من الطرفين معا بواسطة ياسين لكحل من الوداد وكواكو من الحسنية. ومع بداية الشوط استمر هذا الإيقاع المرتفع، مع امتياز للحسنية التي أضاع لاعبوها فرصا محققة، تبقى أخطرها على الإطلاق الفرصة التي ضاعت من باتريك كواكو وصدها القائم الأيسر لمرمى المياغري. للإشارة فقد شهدت هذه المباراة طرد اللاعب الودادي ياسين لكحل في الدقيقة 74، بعدما ضرب بمرفقه جمال لعبيدي، أمام أنظار الحكم عادل زوراق، الذي أشهر في وجهه الورقة الحمراء مباشرة. وخلال اللقاء الصحفي، الذي أعقب المباراة، أكد مدرب الوداد بادو الزاكي أن فريقه أضاع فرصة تحقيق الانتصار خلال الشوط الأول، واشتكى من أرضية الملعب. كما جدد مطالبة مسيري فريقه بضرورة القيام بانتدابات جديدة، والتي بدونها لا يمكن للفريق أن ينافس على البطولة. وأوضح الزاكي في هذا الصدد أن فريقه بقدرما له خصاص في بعض المواقع، بقدر ما له فيض في مواقع أخرى. مصطفى مديح من جهته، اعتبر نتيجة اللقاء منصفة، رغم أن فريقه هو الذي يسجل، وللمرة الثانية على التوالي، هدفا في شباكه. كما أعاد مديح التذكير بأن فريقه هذا الموسم لم يقم بانتدابات تذكر، نظرا لقلة ذات اليد، فعدد الذين التحقوا بالفريق الأكاديري هذا الموسم جاؤوا من تلقاء أنفسهم ما عدا اللاعب بنعزا. وبالنسبة للانتدابات الجديدة خلال فترة الميركاتو، أكد مديح أنه بحكم الخصاص الذي يعاني منه فريقه، وخاصة على مستوى متمم للعمليات، سيتم تجريب مهاجمين، أحدهما من الكوت ديفوار، والثاني من البينين. كما وقع للفريق الأكديري اللاعب أشرف سليم المعروف بالملالي. وبالمقابل غادر الفريق السوسي اللاعب آيت الكريف، وقد يلتحق به المهاجم «ياهو» الذي يبدو أن عطاءه لم يقنع مدرب الفريق الأكاديري، الذي أكد في نهاية هذا اللقاء الصحفي، أنه مرتاح بحسنية أكادير، وأنه ليست له النية مطلقا في الانتقال الى فريق آخر، حسب ما تتداوله بعض الشائعات، والتي وصلت الى حد افتراض رجوعه إلى فريق الجيش الملكي.