المباراة التي جمعت بين حسنية أكادير والضيف الجديد على قسم الكبار، النهضة البركانية، كان، بمعنى من المعاني، لقاء جمع بين المتناقضات. فالفريق السوسي الذي انفصل عن بعض عناصره الأساسية، بدأ يعاني نسبيا من قلة ذات اليد، واكتفى ببعض الإنتدابات التي نعتها مدرب الفريق مديح ب «تسويقة ما بعد المغرب»، فيما الفريق البركاني، الذي يقوده الإطار عزيز الخياطي، قام بانتدابات قياسية عدديا، ووازنة من حيث تجربتها ومؤهلاتها. ويكفي أن نذكر منها الحارس محمدينا، وحسن الصواري، ثم عبد المولى برابح الذي كان كان أحسن عنصر خلال اللقاء أمام الحسنية. والبركانيون جاؤوا الى أكادير ليحققوا الإنتصار على الحسنية، حيث وصلوا الى مدينة الإنبعاث يومين قبل المباراة، وقام مسيرو الفريق بتحفيز اللاعبين بمكافأة تقدر ب 20.000 درهم في حالة العودة بثلاث نقاط. لكن مجريات المباراة، وخاصة بدايتها التي عرفت تسجيل هدف مبكر للأكاديريين بواسطة باتريك كواكو، في حدود الدقيقة 2، ستقلب حسابات الزوار الذين لم يستفيدوا من لحظة الإستئناس بالمباراة والدخول فيها. لكن هذا لم يمنعهم من القيام بمحاولات أصبحت مسترسلة بفعل تراجع الأكاديريين الى الوراء، وكذلك بسبب تفوق البركانيين على مستوى منطقة الوسط. كل هذا سيزيد من خطورة الهجومات البركانية التي ستثمر، في حدود الدقيقة 26، هدف التعادل الذي تأتى من محاولة ترجمتها الى هدف السحمودي الذي أرسل كرة الى الشباك حاول ايت الدرحم إخراجها من المرمى، لكن حكم الشرط أعلن سلامة الهدف ما دامت الكرة قد تجاوزت الخط. وبعد تسجيل هذا الهدف، حاول الأكاديريون العودة في المباراة. وتمكنوا إثر كرة ثابتة يسار المعترك البركاني أن يضيفوا هدفا ثانيا سجله العائد عزالدين حيسا. ففي حدود الدقيقة 36، وإثر ضربة خطأ مباشرة سيتمكن حيسا بقذفة رائعة ومركزة من أن يسكن الكرة في الزاوية التسعين لمرمى الحارس محمدينا. وقد كاد باتريك كواكو، أربعة دقائق بعد هذا الهدف، أن يضيف هدفا ثالثا من قذفة من بعد 35 مترا استغل فيها خروج محمدينا، لكن هذا الأخير تمكن من إنقاذ الموقف بإخراج الكرة الى الزاوية. ومع بداية الشوط الثاني عاد البركانيون إلى ممارسة ضغط مكثف على معترك الحسنية بواسطة الثلاثي الصواري، والسحمودي، وبرابح الذي كان يناور من كل الزوايا. ولولا تدخلين لحيسا أنقذ من خلالهما فريقه من هدفين محققين ( د 47› و د 51 ) لاتخذت المباراة مسارا آخر. وقد كان الفريق الأكاديري بدوره قريبا من إضافة هدف ثالث أضاعه ببشاعة المهاجم أكرام ( د 52). وكان ينبغي انتظار الدقيقة 69 حتى يتمكن المحليون من اقتناص الهدف الثالث الذي وقعه حفيظ أوزايد بعد خطأ مزدوج لأحد المدافعين البركانيين وللحارس محمدينا الذي لم يكن محظوظا في هذه المباراة. ورغم فارق الهدفين لم ينزل البركانيون أيديهم، بل واصلوا الضغط على مرمى فهد لحمادي الذي تبقى مسؤوليته قائمة في الهدف الذي سجله برابح في حدود الدقيقة التسعين من قذفة لم تكن بالقوية حتى تخدع رقابة حارس مرمى ويقظته. ويبقى هذا الهدف مستحقا بالنسبة للاعب برابح الذي يبقى، الى جانب عز الدين حيسا، من الأسماء التي لمعت خلال هذه المباراة. مع الإشارة الى أن الفريق الأكاديري ما زال مطالبا بأن يحسن أدائه هجوميا وعلى مستوى منطقة الوسط. ونتمنى أن يساهم مجيء العنصرين الجديدين لاعب الوسط المتقدم خالد البهيج القادم من الفتح الرباطي، والمهاجم هشام بنعزا القادم من الطاس، واللذين وقعا للفريق الأكاديري، في تجاوزهذا النقص.