واصل الفريق الأكاديري مسلسل إهدار النقط بميدانه، وذلك في وقت كان ينتظر محبوه أن يروه ينتزع نقاط مباريات تبقى في المتناول، وكان بالإمكان أن تؤهل فريقهم لأن يقترب أكثر من دائرة الصدارة. لكن يبدو أن مسيري الفريق، ومدربه كذلك، مازالوا حبيسي حسابات صغيرة لا نعتقد أن بإمكانها أن تصنع فريقا كبيرا. وبلغة أخرى نقول إن للفريق الأكاديري من المؤهلات والإمكانات التي لا تستقيم والطموحات الصغيرة التي يعكسها أداء الفريق حاليا. وقد تبين هذا للجميع في المباراة أمام الدفاع الحسني الجديدي خلال مؤجل الدورة 24، والتي خلقت حالة استياء حقيقي لدى محبي وجمهور الفريق. كما أتاحت للفريق الجديدي رد دين مباراة الذهاب التي كان قد انهزم فيها أمام الحسنية بملعب العبدي. فالمباراة التي جرت أمام جمهور قليل، والتي قادها الحكم الرحماني من عصبة الدارالبيضاء، عرفت منذ بدايتها محاولات هجومية محققة للحسنية، بعضها تمت إضاعته ببشاعة، كما حصل، في الدقيقة 10، حيث تمكن المهاجم الناصري من الإفلات من الرقابة الدفاعية لينفرد بالحارس أيوب لاما، وقبل أن يتمكن من القذف يفقد توازنه ويسقط لتضيع على فريقه فرصة لا تعوض. نفس اللاعب ضيع، في حدود الدقيقة 38، هدفا محققا آخرمن رأسية مرت محاذية للمرمى الجديدي. وقبل هاتين المحاولتين، أتيحت للفريق الأكاديري ، منذ الدقيقة الخامسة، فرصة التوقيع على هدف السبق من رأسية لجمال العبيدي غاب عنها بدورها التركيز لتمر جانبا. وعموما فقد أضاع فريق الحسنية طيلة هذا الشوط فرصة تحقيق الإمتياز، وذلك أمام أمام خصم لم يظهر الكثير خلال هذا الشوط. لكن خلال الشوط الموالي ستنقلب الكفة، حيث تحركت الآلية الجديدية التي كان يقودها كل من عادل الكروشي، وآلان نيبي، ثم رفيق عبدالصمد. هذا الأخير كاد منذ الدقيقة 69 أن يوقع على هدف السبق، حيث أفلت من الجهة اليسرى ليسدد قذفة قوية من زاوية شبه مغلقة مرت محاذية لمرمى فهد لحمادي. وتلتها محاولة أخرى لعادل كروشي من ضربة رأسية انتهت بين يدي لحمادي. وفي حدود الدقيقة 79 ستثمر محاولات الزوار هدف السبق الذي تأتى من كرة توصل بها كروشي، من خطأ أو بالأحرى سوء تفاهم بين لاعبي الحسنية العبيدي وآيت الدرحم، ومررها نحو زميله رفيق عبد الصمد الذي تمكن من إسكان الكرة في الشباك. وقد حاولت عناصر الفريق الأكاديري استعادة المبادرة التي فقدوها طيلة هذا الشوط. وقد أتيحت لهم بعض المحاولات تبقى أخطرها محاولة من كرة ثابتة كان من ورائها حيسا الذي سدد قذفة قوية اصطدمت بيقظة الحارس لاما((81. وتلتها محاولة أخطر ضاعت على مرحلتين من طرف حيسا، ثم الزايدي، والتي كان فيها حظ الجديديين أقوى من كل شيء ((86. وقد كان على الأكاديريين خلال هذا الشوط أن يواجهوا التكتل الدفاعي للزوار، وكذا سخط جمهورهم الذي كان يردد : «والبياعة»، رغم أن لاعبي الفريق بدلوا المستحيل للعودة في مباراة دخلوها منقوصين بفعل بعض الغيابات الوازنة، حيث افتقد الفريق خدمات ثلاثة من لاعبيه الأساسيين، وهم ياسين الرامي، والشجيع، ومراد باتنة، بالإضافة الى البيساطي.