يمكن القول إن المباراة التي جمعت بين حسنية أكادير وأولمبيك أسفي، برسم الدورة الثانية والعشرين، جاءت لتؤكد التواضع الذي أصبح العنوان البارز لأداء الفريق الأكاديري منذ انطلاق فترة الإياب. فأمام القرش المسفيوي كاد فريق الحسنية أن يتلقى هزيمة مهينة، خصوصا إذا انطلقنا من الأداء الباهت للفريق خلال الشوط الأول. فخلال هذا الشوط لم يظهر الفريق الأكاديري أي شيء. فقد تمكن الزوار من التوقيع على هدف أول تأتى من خطأ، في منطقة الوسط، كان من ورائه خالد البهيج، وأعطى هدفا سجله نديون بشكل غاية في السهولة، لأن خط الدفاع كان غائبا بالمرة، بحيث كان كل واحد من عناصره يعول على الآخر في إبعاد الكرة، لتهدي الصدفة الغريبة هدفا سهلا لنديون. وقد كان بإمكان الفريق الأكاديري خلال هذا الشوط أن يدرك التعادل من ثلاث فرص متوالية ضاعت من كل من أكورام، وسفيان زكريا، ثم أحمد الفتحي. وخلال الشوط الثاني ستتعقد أكثر وضعية المحليين، حيث سيتمكن مجددا إبراهيما نديون من التوقيع على هدف ثان للزوار تأتى من هجوم منسق. وقد بدأنا نشهد بعد تسجيل هذا الهدف، ما يشبه الانتفاضة بالنسبة للحسنية، التي بادر مدربها مصطفى مديح الى إدخال بعض التغييرات على تشكيلته بإقحام كل من توفيق لحسن، وبنعزا، وأشرف سليم كبدلاء لخالد البهيج، وأكورام، وعادل فهيم. وستؤتي هذه التغييرات أكلها، حيث سجلنا نوعا من التحسن في أداء الأكاديريين، الذين سيتمكنون من التوقيع على هدفهم الأول عن طريق سفيان زكريا بعد رأسية لكواكو تم صدها. هذا الهدف جعل الفريق الأكاديري يكثف من حملاته، مستغلا تراجع الزوار ولجوء بعض عناصرهم إلى إضاعة الوقت، بل و«التماوت» الكبير الذي أبان عنه الحارس المجدوبي. هذا الوضع سيخدم مصالح الأكاديريين الذين سيتمكنون، في حدود الدقيقة الخامسة والثمانين، من التوقيع على هدف التعادل بواسطة القيدوم أحمد الفتحي. أكثر من هذا ضاعت من المحليين فرصة محققة لتحقيق التفوق أتيحت لبنعزا في الدقيقة التسعين. ويبقى أن نشير إلى أن هذه النتيجة لم ترض مسيري الفريق الزائر، الذين تخاصموا وتعاركوا أمام مستودع اللاعبين، الذين تدخل بعضهم لإطفاء حريق الخصام بين مكونات مكتب غاب عنها الانسجام. كما لا تفوتنا الإشارة إلى المبادرة الطيبة التي قامت بها كل من جمعية محبي كرة القدم بآسفي، والمندوبية الجهوية للصحافة الرياضية عبدة - دكالة، والمتمثلة في تكريم عدد من الأسماء تنتمي إلى آسفيوأكادير. ويتعلق الأمر بكل من اللاعبين الدوليين السابقين مراد جبران، وعادل النساسي، وقيدوم الصحافيين الرياضيين بأكادير الحاج مبارك اشباني، وكذا عبد الله أبوالقاسم والحكم الدولي السابق خالد رمسيس واللذين كانا غائبين، بالإضافة إلى عبد الجليل المصباحي، مندوب وزارة الشباب والرياضة بأكادير، مع الإشارة إلى أن هذا التكريم الذي جرى بين الشوطين حرمت مكونات الصحافة الرياضية بأكادير من حضوره، بسبب الأوامر التي أعطيت لعناصر الأمن من مسؤولي الحسنية، الذين أبانوا بالملموس، ومرة أخرى، عن أن الحس التواصلي لديهم منعدم، ومنعدم، ثم منعدم.