تعد الحساسية من أكثر الاضطرابات المناعية شيوعا، وتتعدد أشكالها بين الموسمية والمزمنة. في هذا السياق، توضح الدكتورة غزلان لحرش الطبيبة العامة، الفروقات الأساسية بين النوعين، وتبرز طرق التشخيص العلمية، إضافة إلى أهم المحفزات التي ينبغي تجنبها بحسب كل حالة. وفي هذا الإطار، توضح الدكتورة غزلان لحرش، طبيبة عامة، أن الحساسية هي استجابة مناعية مفرطة تجاه عناصر خارجية قد تكون موسمية كاللقاح أو رحيق الأزهار، أو دائمة مثل الغبار والعفن ووبر الحيوانات فالحساسية الموسمية تظهر خلال فترات محددة من السنة، غالبا في الربيع أو الخريف نتيجة تغيرات مناخية أو بيئية، بينما الحساسية المزمنة ترافق المريض على مدار العام نتيجة التعرض المستمر لمهيجات ثابتة، مثل القُرّاديات التي تعد من الأسباب الشائعة للحساسية التنفسية المزمنة، وقد تفضي في بعض الحالات إلى الإصابة بأمراض مزمنة كالربو. تشير الدكتورة لحرش إلى تنوع أشكال الحساسية، فقد تكون جلدية أو تنفسية أو تصيب العينين والأنف، كما أن المحفزات قد تكون غذائية في بعض الأحيان، مثل الفراولة، البرتقال، الجزر، الفلفل الأسود، المكسرات، أو بعض أنواع الأسماك. وتبرز أهمية التشخيص الطبي الدقيق لتحديد نوع الحساسية والتعامل معها بفعالية، حيث يتم اللجوء إلى اختبارات الجلد التي تظهر التفاعل التحسسي عند تعريض الجلد لكميات دقيقة من المواد المسببة، أو إلى اختبارات الدم التي تقيس مستوى الأجسام المضادة IgE المسؤولة عن ردود الفعل المناعية. وفيما يخص تطور الحساسية الموسمية، تؤكد غزلان لحرش، أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب الأنف التحسسي الموسمي معرضون بدرجة أكبر للإصابة بالربو التحسسي، خصوصا عند غياب العلاج المبكر أو عدم السيطرة على الأعراض. تفيد الطبيبة العامة أن العلاجات الحديثة للحساسية الموسمية تعتمد على طبيعة الأعراض وحدّتها. وتشمل مضادات الهيستامين مثل "لوراتادين" و"سيتيريزين" و"فيكسوفينادين" التي تساهم في تخفيف الحكة والعطاس وسيلان الأنف، إلى جانب مزيلات الاحتقان ك"سودوإيفيدرين" وبخاخ "أوكسيميتازولين"، والتي يُنصح باستخدامها لفترات قصيرة فقط. كما يُعَد العلاج المناعي خيارا فعّالا في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، حيث يعطى على شكل حقن دورية أو أقراص تحت اللسان لتعديل استجابة الجهاز المناعي وتقليل حساسيته تجاه المهيجات. وتنصح الطبيبة غزلان بضرورة تجنب المحفزات وذلك عبر اتخاذ تدابير بسيطة كإغلاق النوافذ خلال موسم اللقاح، استخدام أجهزة تنقية الهواء، والاستحمام بعد العودة من الخارج لتقليل تراكم المواد المثيرة للحساسية على الجلد والشعر.