عرفت قضية وفاة الممرضة فاطمة الزهراء بخنيفرة تطورا مفاجئا بعد صدور نتائج التشريح الطبي الثلاثي، الذي كشف عن معطيات جديدة غيرت مجرى التحقيق بالكامل، وأزاحت فرضية تسرب غاز البوتان التي راجت في البداية. ووفقا لمصادر طبية وأمنية، فإن التشريح الطبي الدقيق الذي شارك فيه ثلاثة خبراء، أثبت بشكل قاطع أن الوفاة ليست ناجمة عن اختناق بالغاز، وهو ما دفع النيابة العامة المختصة إلى فتح تحقيق جنائي موسع، وسط حديث عن شبهة جنائية قوية. وفي السيق ذاته فالتحقيقات الأمنية التي تباشرها المصلحة الولائية للشرطة القضائية ببني ملال، تحت إشراف مباشر من النيابة العامة، كشفت عن تفاصيل مثيرة، أبرزها أن موظف شرطة برتبة مفتش ممتاز، ويشتغل بالمنطقة الأمنية بخنيفرة، كان آخر من شوهد رفقة الضحية قبل نقلها إلى المستشفى. وبناء على تعليمات صارمة من الوكيل العام للملك، تم إخضاع مكان الحادث لمسح علمي دقيق من طرف الشرطة العلمية، التي جمعت معطيات مهمة يعتقد أنها ستسهم في كشف ظروف وملابسات الوفاة. وتم وضع الشرطي المشتبه فيه تحت الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث التمهيدي، حيث ينتظر أن يتم التحقيق معه حول طبيعة علاقته بالهالكة، ودوره المحتمل في ما حدث، في وقت تؤكد فيه النيابة العامة حرصها على ضمان الشفافية وعدم طمس الحقيقة. قضية الممرضة الشابة، التي تنحدر من مدينة القنيطرة، أثارت موجة من التعاطف والغضب الشعبي، وسط مطالب واسعة ب"محاسبة المتورطين وكشف الحقيقة كاملة"، خصوصًا بعد تداول روايات متضاربة حول أسباب الوفاة.