يشهد عشاق الكرة المغربية لحظة طال انتظارها، حيث يعود ديربي الدارالبيضاء الشهير بين الرجاء والوداد إلى معقله التاريخي، ملعب محمد الخامس، بعد فترة من الإغلاق بسبب أشغال التهيئة والإصلاح. ويُرتقب أن تشكل هذه العودة حدثاً كروياً استثنائياً ليس فقط على مستوى المنافسة الرياضية، بل أيضاً على الصعيدين الجماهيري والتاريخي. خضع ملعب محمد الخامس خلال الأشهر الماضية لأشغال ترميم وتحديث شملت جوانب متعددة من بنيته التحتية، أبرزها تعزيز أرضية الملعب، تجديد مرافق الصحافة وغرف تغيير الملابس، وتحسين جودة الإنارة والأنظمة الأمنية والمراقبة. كما تم العمل على رفع معايير السلامة لضمان راحة الجماهير وتوفير تجربة حضور رياضي حديثة تواكب المعايير الدولية، خاصة في ظل استعداد المغرب لاحتضان تظاهرات كروية كبرى في السنوات المقبلة، من بينها كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. يشكّل ملعب محمد الخامس القلب النابض للديربي البيضاوي، إذ احتضن عبر عقود من الزمن أبرز لحظات التنافس التاريخي بين الغريمين الرجاء والوداد، حيث تختلط الأهازيج والرايات والمشاعر المتقدة في مشهد رياضي قلّ نظيره على الصعيد القاري. عودة الديربي إلى "دونور" بعد فترة الغياب تُعيد الحياة إلى هذا الرمز الرياضي، وتمنح الفرصة للجماهير البيضاوية للعيش مجدداً أجواء العرس الكروي في بيئة مميزة تعكس هوية المدينة وتقاليدها العريقة في التشجيع والتنظيم. هذه المباراة، التي تحمل الرقم 138 في تاريخ الدوري المغربي، تأتي وسط أجواء مشحونة، حيث قررت الفصائل المشجعة لكلا الفريقين مقاطعة اللقاء احتجاجًا على ما وصفته ب"تهميش البطولة الاحترافية" و"منع الجماهير من حضور مباريات الديربي لفترة طويلة" . ورغم أن إعادة افتتاح الملعب تتزامن مع هذه المواجهة التاريخية، إلا أن الجماهير ترى أن محاولة استغلال الديربي "لتسويق عودة الملعب" أمر غير مقبول، مما يضع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في موقف حرج، خاصة وأن الملعب سيحتضن جزءًا من منافسات كأس أمم إفريقيا 2025 . وبالعودة الى تاريخ المواجهة بين الغريمين، يمتلك الرجاء الرياضي أفضلية واضحة في سجل مواجهات الديربي، حيث حقق 39 انتصارًا، مقابل 33 للوداد، في حين انتهت 65 مباراة بالتعادل في منافسات الدوري المغربي. أما في كأس العرش، فقد فاز الرجاء في 7 مباريات مقابل 6 للوداد، وتعادلا في 5 مواجهات. المباراة ستقام اليوم السبت 12 أبريل 2025 على أرضية ملعب محمد الخامس، انطلاقًا من الساعة الثامنة مساء، فهل ستفقد هذه المواجهة التاريخية جزءًا من بريقها في ظل غياب الجماهير؟ أم أن الإثارة ستظل حاضرة رغم كل الظروف؟