عدد كبير من الأطفال المصابين بالربو تحدث لهم الإصابة في السنوات القليلة الأولى من العمر. لدرجة أن البعض يقول بأن الإصابة بالربو سبقت تعلمهم للكلام. وغالبا ما يتم ذلك في العامين أو ثلاثة أعوام الأولى من العمر وقد تمتد إلى الأربعة أعوام. الربو هو مرض مزمن يصيب الممرات الهوائية للرئتين، وينتج عن التهاب وضيق الممرات التنفسية مما يمنع تدفق الهواء إلى الشعب الهوائية وهو ما يؤدى إلى نوبات متكررة من ضيق بالتنفس مع أزيز بالصدر ما يثير مشاعر خوف قوية من الاختناق. وهو من أكثر الأمراض شيوعًا بين الأطفال. وعلى الرغم من أن الربو ليس مرضًا وراثيًا عادة، إلا أنه ينتشر بين العائلات. ويفترض الأطباء أن مرض الربو في حد ذاته ليس وراثيًا ، وإنما الاستعداد للإصابة بالربو هي التي قد تكون وراتية. ويبقى انتشار الإصابة في العائلة رهين بمجموعة من الأشياء منها تعرض الشخص في مرحلة الطفولة للعدوى. اختلاف أنواع الربو يميز الأطباء أساسًا بين شكلين من الربو: الربو التحسسي وغير التحسسي. وينتشر هذان النوعان من الربو بنسبة متساوية بين الأطفال. "غالبًا ما يختفي المرض لديهم عندما يكبرون قليلاً ويبلغون سن 6 إلى 10 أعوام بعد أن كانوا قد عانو من مشاكل كبيرة في سن ما قبل المدرسة. رغم ذلك يبقى هناك أطفال سيئو الحظ. الأعراض ببساطة لا تتوقف معهم"، توضح إيريكا فون موتيوس، رئيسة قسم الربو والحساسية في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ. يتم الحديث عن الربو التحسسي، إذا كانت على سبيل المثال حبوب لقاح هي المحفز، ويحدث ذلك غالبًا بشكل موسمي بحيث يتفاعل جهاز المناعة مع مادة غير ضارة، مثل حبوب اللقاح، برد فعل دفاعي مفرط. وإلى جانت حبوب اللقاح هناك العديد من المواد المسببة للحساسية مثل شعر الحيوانات. وبالنسبة لحوالي ثلاثين إلى خمسين بالمائة من البالغين المصابين بالربو، تكون الحساسية هي مسؤولة عن الإصابة بالربو. ويمكن للربو التحسسي أن يتطور أيضًا إلى ما يُعرف باسم الربو "المختلط". هذا يعني أن نوبات الربو يمكن أن تحدث ليس فقط بسبب المواد المسببة للحساسية، ولكن أيضًا من خلال محفزات أخرى كالالتهابات والأدوية والهواء البارد وكذلك العطور أو دخان السجائر. أما النوع الآخر وهو الربو غير التحسسي فيتميز بالتهاب مزمن وحساسية مفرطة لمجرى الهواء. وينتج على سبيل المثال، بسبب العدوى. ويبدأ فقط في مرحلة البلوغ وعادة بالتحديد في العقد الرابع من العمر. ويسبب في كثير من الحالات في مضاعفات شديدة. ويرغب الباحثون في المركز الألماني لأبحاث الرئة في معرفة ما إذا كانت هناك عوامل قابلة للقياس للإصابة بالربو والتي يمكن أن تساعد في التنبؤ بتطور المرض بشكل أفضل وأكثر دقة. وتقول فون موتيوس بهذا الخصوص "عندئد يمكننا التعامل بشكل أفضل وأكثر دقة مع المرض ولكن لا يزال الأمر يتطلب الكثير من البحث". العلاج البيولوجي أثبت فعاليته حتى الآن ، كان الكورتيزون على وجه الخصوص هو الدواء الأكثر استخداما لعلاج الربو. "لكن في السنوات العشر الماضية، تم تطوير علاج فعال للغاية للأعراض الحادة. فبالعلاجات البيولوجية والصيدلانية الحديثة، خطونا خطوة عملاقة إلى الأمام"، يقول ماتياس فالته من كلية الطب في هانوفر. يتم إنتاج المستحضرات البيولوجية من خلايا بشرية أو حيوانية حية في عملية هندسة وراثية معقدة. وتهدف إلى التدخل بشكل خاص في جهاز المناعة البشري وإعاقة جهاز المناعة العام ووقف الالتهاب قدر الإمكان. ويكون الهدف من ذلك هو منع تفاقم الأعراض بشكل كبير وأيضًا تقليل تناول الكورتيزون على المدى الطويل. ويُخصص العلاج البيولوجي مبدئيًا فقط للمرضى الذين يصعب لديهم السيطرة على تطور المرض والذين لا يمكن علاجهم بشكل كافٍ باستخدام الأساليب المعتادة. وتصل المواد البيولوجية عبر مجرى الدم إلى الرئتين ويبدأ مفعولها هناك. يتم حقنها مرة أو مرتين في الشهر تحت الجلد أو عبر التسريب الوريدي. بالنسبة للكثيرين من المصابين بالربو فإن العلاج البيولوجي غير من قواعد اللعبة، حسب فون موتيوس التي تلخص الأمر بالقول "هناك الكثير من الأشياء تتم الآن. والبيولوجيا فعلا قد تستطيع السيطرة على مرض الربو".