يُحيل التهاب الجلد العصبي حياة المصاب به إلى جحيم؛ حيث إنه يسلب النوم من عينه ليلاًَ ويعيقه عن ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي نهاراً، وذلك بسبب الحكة الشديدة وجفاف الجلد وتقشره. ويمكن مواجهة الالتهاب وتخفيف متاعبه من خلال الأدوية والعناية بالجلد والملابس المناسبة والتغذية الصحيحة. وقال طبيب الأمراض الجلدية رالف فون كيدروفسكي إن التهاب الجلد العصبي المعروف أيضاً باسم "الإكزيما التأتبية" عبارة عن حساسية متزايدة تجاه المؤثرات البيئية حيث لا يعمل جهاز المناعة في هذه الحالة بشكل صحيح، فهو يتأثر بمواد ليست لها أية خطورة على الإطلاق. ويرجع السبب في ذلك إلى الجينات. مرض وراثي وفي حال الإكزيما التأتبية يكون هناك خلل بحاجز الحماية الطبيعي للبشرة. ونتيجة لذلك تنجح مواد غريبة، مثل بروتينات حبوب اللقاح، في التوغل داخل الجلد. ويحاول الجسم صدّها بالأجسام المضادة، ويتم إفراز الهيستامين، والذي بدوره يسبّب استجابة تحسسية. ونظراً لأن التهاب الجلد العصبي يندرج ضمن الأمراض الوراثية، لذا فإنه غالباً ما يظهر في وقت مبكر. وأوضح هيرمان جوزيف كال من الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين أن الإكزيما تظهر لدى الأطفال في مرحلة الرضاعة، على سبيل المثال في العام الثاني. وعلى الرغم من أن هذا المرض لا يمكن الشفاء منه، إلا أن العلاج يمكن أن يساعد الأطفال المصابين. مراهم اليوريا وبدوره أوضح توماس شفينيسن، من الجمعية الألمانية لعلاج التهاب الجلد العصبي، أنه يتم علاج المرض بواسطة المراهم المحتوية على اليوريا والخالية من المواد العطرية والمواد الحافظة. ويساعد هذا العلاج على الاحتفاظ بالماء في الطبقة المتقرنة بالجلد. وفي بعض الحالات يتم استخدام كريمات الكورتيزون لمواجهة الحكة والالتهابات. العناية السليمة وإلى جانب الأدوية، تلعب العناية السليمة دوراً هاماً في علاج التهاب الجلد العصبي، وذلك من خلال حماية الجلد من الجفاف بواسطة المستحضرات الغنية بالدهون مثل جل وزيت الاستحمام. كما أن المستحضرات المحتوية على الأحماض الدهنية أوميجا تعمل على حماية حاجز الحماية الطبيعي للجلد. ومن ناحية أخرى، قالت سونيا ليميل، من الجمعية الألمانية للحساسية والربو، إنه نوبات التهابات الجلد العصبي قد تحدث بسبب الحساسية من مواد غذائية معينة، مشيرة إلى أن المكسرات واللبن والبيض تعد أكثر مسببات الحساسية في مرحلة الطفولة. الملابس المناسبة وينبغي للمصاب أيضاً ارتداء الملابس المناسبة، التي لا تتسبب في تهيج الجلد، مثل القطن والحرير. وأشار كيدروفسكي إلى أن الجوارب المغطاة بطبقة من الفضة تحمي مناطق الجلد المتضررة في الحالات الشديدة، حيث تتمتع طبقة الفضة بتأثير مضاد للميكروبات، كما أنها تمنع الحكة دون وعي ليلاً. كما أن التوتر قد يكون من العوامل، التي تتسبب في حدوث نوبات الإكزيما. لذا يتعين على المرضى الابتعاد عن أية أعباء نفسية، والاسترخاء عن طريق الذهاب إلى البحر على سبيل المثال، حيث تقل مسببات الحساسية بالهواء، فضلاً عن أن الأشعة فوق البنفسجية تتمتع بتأثير مضاد للالتهابات.