الربو مرض شائع دلت بعض المصادر الإعلامية في الآونة الأخيرة أن 600 مليون شخصا في العالم مصابون به. عن ماهية هذا المرض وأسبابه وسبل الوقاية منه يحاور ملحق الأسرة ب التجديد الدكتور جمال الدين البورقادي، طبيب اختصاصي في الأمراض الصدرية وأمراض الحساسية، أستاذ مبرز بكلية الطب بالرباط نائب رئيس جمعية أنفاس الجمعية المغربية لمساعدة المصابين بالأمراض التنفسية المزمنة. ما هو مرض الربو؟ الربو هو مرض يصيب الجهاز التنفسي، وهو عبارة عن مجموعة من الأعراض تتميز بصعوبة التنفس والشعور بالصفير في الصدر، ثم السعال المتكرر والجاف بسبب تضييق في المجاري الهوائية (الربو متوسط الشدة) وبالتالي تسبب الزلة التنفسية الشعبية وغالبا ما يكون أثناء الليل، ويكون بعد بذل مجهود عضلي خاصة عند الأطفال. وإذا تفاقم المرض فإن القصبات الهوائية التي تسمح بحركة الهواء في الرئتين تصبح ملتهبة وضيقة مسدودوة بسبب الصعوبة الشديدة في التنفس (صعوبة دخول الهواء إلى المجاري التنفسية). ومن أعراض الربو كذلك حدوث نوبات سعال عندما يتعرض الشخص للحيوانات الأليفة أو يتعرض للغبار في الجو الرطب المنزلي أو في بعض فصول العام. وينبغي الانتباه إلى أن الزلة التنفسية البسيطة قد تصل إلى أعراض تستدعي نقله إلى المستشفى.
ما هي وضعية مرض الربو بالمغرب؟ هذا المرض منتشر في المغرب كما في بلدان العالم وهنا 10 في المائة من الأطفال مصابين بالربو وتقل النسبة عند الكبار والمشكل المطروح هو ضعف القدرة الشرائية للمصابين بمرض الربو وبالتالي عجزهم عن توفير الأدوية الخاصة بمرض الربو، وخاصة منها الأدوية الجديدة ذات المفعول القوي. وفي هذا الإطار أسست جمعية أنفاس لمساعدة المرضى المعوزين قدر المستطاع. وفي ما يخص الأطباء الاختصاصيين بالمغرب يتراوح ما بين 400 و 500 طبيب، وبالمناسبة نشير إلى أن دور الاختصاصي يقتصر على التشخيص ووصف الدواء المناسب في حين يبقى دور المراقبة المستمرة على الطبيب في الطب العام نظرا لكون مرض الربو مثل باقي الأمراض المزمنة مثل السكري التي يتتبعها الطبيب العام.
الشائع لدى بعض الناس أن الحساسية هي مرض الربو هل هذا صحيح؟ الحساسية هي ظاهرة معقدة، ويمكن أن تعرف بردة فعل شديدة من قبل الجسم تجاه التعرض لبعض المواد. وهي تكون عند تعرض الشخص للمادة المسببة للحساسية إذ ينتج أجساما خاصة لتقاتل المادة المحسسة وهي التي تسبب الحساسية. إن مرض الحساسية يمكن أن يتمثل بعدة أشكال فإما أن يكون تنفسيا التهاب الأنف أو ربوا أو جلديا كالإكزيما والحكة. والربو في غالب الأحيان يكون ناتجا عن الحساسية التي يمكن أن تظهر على مستوى الأنف أو في المسالك الهوائية أو في العينين أو في الجيب، لذا فهي من أسبابه، وفي الحالات الأخرى ينتج عن تناول بعض الأدوية أو بعض الأطعمة أو يكون متعلقا ببعض الأمراض الباطنية التي يكون من بين أعراضها الربو.
هل الربو مرض معدي؟ لا. ليس مرضا معديا، إلا أنه يمكن أن يكون وراثيا إذ هناك احتمال بنسبة 25 في المائة من إصابة الوليد بالربو إذا كان أحد الوالدين مصابا به، فإذا كان للأب أربعة أبناء فهناك احتمال بإصابة أحدهم.
ما هي مراحل تشخيص مرض الربو؟ أول شيء في التشخيص هو سؤال المريض عن بعض الأعراض الخاصة بالربو إن كان يعاني منها أم لا، ثم يتم الفحص الوظيفي الذي يؤكد إصابة المريض أو ينفيها.
ما هي سبل الوقاية من مرض الربو؟ إذا كان الربو وراثيا فإنه لحد الآن لم يتمكن البحث الطبي من التدخل الجيني نظرا لعدم اكتشاف كل الجينات التي تسبب الربو. ويبقى أن تجنب التدخين من أهم الوسائل الوقائية نظرا لكون التدخين عند الوالدين وخصوصا الأم الحامل يعتبر من أهم أسباب الإصابة بهذا المرض عند الطفل.
كيف يكون علاج مرض الربو؟ ينفسم علاج الربو إلى قسمين: أولهما علاج نوبات الربو، وثانيهما العلاج الطويل الأمد. بالنسبة لعلاج النوبات هناك أدوية كثيرة يتمحور دورها في مجملها حول توسيع القصبات الهوائية ومضادة الالتهاب، وبالنسبة للصنف الأول (موسعات القصبات الهوائية) فإن أسهل طريقة لأخذ هذه الأدوية تتم عن طريق الرشاش لأنها سريعة العلاج وليست لها مضاعفات جانبية كثيرة مقارنة مع الأدوية المتناولة عن طريق الفم.
كيف يمكن للذين يقطنون المدن الساحلية وقاية أنفسهم من مرض الربو؟ إن اعتبار سكان المدن الساحلية هم المرشحين للإصابة بمرض الربو استنتاج قد لا يكون صحيحا مائة بالمائة، ففي إحصاء قمنا به سنة 1996 خاص بمرض الربو عند الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 6 و 13 سنة تبين أن نسبة الربو عند الأطفال في مدينة مراكش، التي لا تعتبر مدينة ساحلية، تقارب نسبة الإصابة عن الأطفال بمدينتي الرباط والدار البيضاء الساحليتين. إلا أن المدن الساحلية تتميز بوجود وتكاثر مكونات غبار تسمى acariens les تعتبر من أهم مسببات الربو لأنها تجد الجو الملائم لتكاثرها في المدن الساحلية ولا تجده في المدن ذات المناخ الجاف. أما في ما يخص الوقاية فتتجلى في محاربة جل أوكار الغبار في البيت ومحاولة إيجاد بيت تدخله الشمس مع محاولة تشميس أغطية وأفرشة النوم والاحتفاظ بأقل قدر ممكن من المواد داخل البيت.
أليس هناك خصوصية لمريض الربو في ما يخص النظام الغذائي؟ بالنسبة لمريض الربو ينبغي الحصول على تغذية متوازنة، وغذاؤه ينبغي أن يكون عاديا كسائر الناس إلا في حالة ما إذا ثبتت حساسيته لبعض المأكولات، فإنه ينصح بتركها.
ما علاقة الربو بالحالة النفيسة للفرد؟ يؤثر الجانب النفسي على مريض الربو من جانبين: أولهما أن بعض نوبات الربو تأتي نتيجة تشنجات نفسية، ثم إن الربو قد يؤدي إلى بعض النتائج التي تؤثر على نفسية الطفل، مثل تغيبه على المدرسة وحرمانه من اللعب مع الأطفال. حاورته: حبيبة أوغانيم