السؤال الذي كان يطرحه المتتبعون لنتائج حسنية أكادير قبيل المباراة أمام المغرب التطواني كان: هل يتمكن الأكاديريون من أن ينهوا الثلث الأول من البطولة بدون هزيمة ؟ فحتى حدود الدورة التاسعة تمكن الفريق الأكاديري من تجنب الهزيمة، بل وتحول الى رقم صعب خلال بداية الموسم الحالي، خصوصا بعد تفوقه على الرجاء البيضاوي، والمظهر القوي الذي أبان عنه سواء على أرضية ملعب الإنبعاث أو خارج أكادير. لكن، برسم الدورة العاشرة، سيفاجأ أشبال مصطفى مديح بخصم ليس أقل من بطل الموسم الماضي، والذي يلعب كرة قدم تعتمد المراهنة على الهجوم واعتماد المرتدات السريعة. فهو الفريق الذي يمكن أن تسيطر عليه ميدانيا دون أن تكون في مأمن من مرتدات بالغة الخطورة. ففي أغلب الفترات كانت هناك سيطرة ميدانية واضحة للأكاديريين، خصوصا خلال الشوط الثاني، لكن هذه السيطرة كانت تواجه بسرعة مهاجمي «الماط» الصنهاجي، وسام البركة، والنملي، وأسماء أخرى شكلت سما حقيقيا على دفاع الفريق الأكاديري الذي ارتكب عددا قياسيا من الأخطاء خلال هذه المباراة. فحصة هدفين لصفر التي تقدم بها الزوار خلال الشوط الأول كانت نتيجة أخطاء واضحة في التغطية، مما قلص حظوظ المحليين الذين تحركوا بقوة خلال هذا الشوط وأضاعوا فرص تهديف حقيقية بواسطة كل من كواكو والبيساطي. فيما الزوار استطاعوا الخروج بتقدم واضح من خلال هدفي الصنهاجي وخدروف. خلال الشوط الثاني بادر مدرب الفريق الأكاديري، مند الدقيقة 46، الى إقحام كل من الفاتحي والحسن توفيق بدل ياهو وخالد البهيج، وهو ما أعطى دينامية أكبر لخط الهجوم، حيث سيتم الضغط على مرمى عزيز الكناني بقوة، وتتاح للفريق العديد من الركنيات بفعل ارتفاع حرارة اللقاء، وكذا حماس المدرجات. وهكذا أضاع الفريق الأكاديري عدة فرص قبل أن يتمكن الفاتحي، في حدود الدقيقة 63 من التوقيع على هدف فريقه الأول، وذلك من تقويسة مده بها البيساطي. وازداد ايقاع المباراة بعد هذا الهدف، وكثف الأكاديريون من محاولاتهم التي كانت تصطدم بقوة الدفاع التطواني، وبالأخص بحضور الحارس الكناني الذي شكل سدا منيعا أمام خط الهجوم الأكاديري، حيث كان متفوقا في الكرات العالية. وضد مجرى اللعب، سيتمكن المهاجم النملي، في حدود الدقيقة 85، من التوقيع على هدف ثالث بعثر آمال الأكاديريين . وعموما فقد كان اللقاء بين الفريقين لقاءا قويا وعرف مستوى تقنيا نتمنى أن نراه في أغلب مباريات بطولتنا «الإحترافية». وانتصار الفريق التطواني يبقى منطقيا ومستحقا، وإن كانت قد ساهمت فيه عوامل تتعلق بضعف خط الدفاع الأكاديري، وكذا افتقاد الفريق الى مسجل ومتمم للعمليات، حيث أبان المهاجم «جونبريزو ياهو»، الذي تم إقحامه في هذه المباراة منذ الإنطلاقة، عن محدوديته. مع الإشارة الى أن الفريق الأكاديري حمل لاعبوه، قبل الإنطلاقة، لافتة يهنئون فيها الحكم بوالحواجب على مستوى تحكيمه خلال لقاء نهاية كأس العرش الأخيرة. والإشارة كذلك الى غياب السيد مصطفى مديح عن اللقاء الصحفي الذي يعقد عادة عقب نهاية كل مباراة. ثم الإشارة أخيرا إلى الزيادة غير المبررة التي قررها بعض أعضاء المكتب المسير للحسنية في ثمن تذاكر الدخول الى الملعب والتي كان لها أثر سيء على نسبة الحضور الجماهيري للمباراة.