تعيش عدد من الدوائر الأمنية بمناطق مختلفة بالجديدة، أوضاعا تثير القلق، في ظل ظروف عمل غير مواتية للأطر الأمنية، التي تواصل أداء مهامها رغم التحديات اليومية المرتبطة بالبنية التحتية المتقادمة، وضعف التجهيزات، وضغط المهام الملقاة على عاتقها. عدد من المرتفقين أعربوا عن تذمرهم من الحالة المزرية التي تعرفها بعض مقرات الدوائر الأمنية، حيث تفتقر للحد الأدنى من شروط الاستقبال اللوجستيكي، فضلا عن غياب فضاءات ملائمة تحفظ كرامة المواطن كمرتفق، وتُيسر أداء الواجب المهني لرجال ونساء الأمن الوطني في ظل الضغط اليومي والإكراهات الميدانية. من جهتهم، عبّر عدد من المتتبعين للشأن المحلي بالجديدة عن استيائهم من بيئة العمل التي لا ترقى إلى مستوى تطلعات النهج الجديد الذي أطلقته المديرية العامة للأمن الوطني، والذي يرتكز على تحديث آليات العمل، والرفع من جودة الخدمات الأمنية، وتحسين صورة المؤسسة في أعين المواطنين. وتطرح هذه الوضعية تساؤلات عديدة حول دور الجماعات الترابية والمجالس الإقليمية في دعم هذا المرفق العمومي، باعتباره ركيزة أساسية في ضمان الأمن والاستقرار، وأحد الواجهات التي تعكس علاقة الدولة بالمواطن. وفي ظل هذه المعطيات، يُطالب العديد من الفاعلين المحليين بضرورة التدخل العاجل لإعادة تهيئة وتجهيز البنايات الأمنية، بما يضمن ظروف عمل كريمة للأطر الأمنية، ويُحسن من جودة الخدمات المقدمة للمرتفقين، في أفق تحقيق نموذج أمني فعال، حديث، وقريب من انتظارات المجتمع.