المباراة التي جمعت بين حسنية أكادير والمغرب التطواني برسم الدورة 17، كانت مختلفة تماما عن مباراة الذهاب التي جمعت بين الفريقين بملعب سانية الرمل، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (1 -1) وكاد فيها الفريق الأكاديري أن يرجع بنقاط الفوز. أما مباراة الإياب، برسم هذه الدورة والتي أدارها الحكم خليل الرويسي، فقد ظهر فيها الفريق التطواني بوجه مغاير بدأت تظهر فيه بصمات الإطار الوطني امحمد فاخر الذي أحرج، وإن بشكل مؤدب الأكاديريين بميدانهم. وقد عرفت المباراة التي طبعتها الندية والقوة شوطين متباينين، شوط أول كانت فيه السيطرة للأكاديريين ابتداء من الدقيقة 17، حيث خلقوا جملة من الفرص الواضحة للتهديف كان من ورائها كل من أوسمان كويطا (17 و31) وجيرار (21) وبارفي (23) ثم العلوي الاسماعيلي (33)، إضاعة هذه الفرص ورجوع الزوار التدريجي في المباراة من خلال القيام ببعض المرتدات السريعة والخطيرة، أعاد التوازن بين الفريقين. أضف إلى أن الدقائق الاخيرة من هذا الشوط سعرف تحركا ملموسا للتطوانيين الذين كادوا في حدود الدقيقة 45 أن يسجلوا هدف السبق. خلال الشوط الثاني، الذي كان كما أشرنا مغايرا، انتقلت المباراة إلى الزوار الذين أهدروا في حدود الدقيقة 47 هدفا محققا من مرتد هجومي انتهى بقذفة لياسين لكحل صدها العمود الأيسر لمرمى الحارس لحمادي، وقد زادت خطورة التطوانيين بفعل التغييرات التي عرفها تشكيل الفريق خلال هذا الشوط بإدخال كوكو كبديل للمكري بلال (64) ومحمد كمارا كبديل لمرزوق (70) ثم الطالبي كبديل لعبد الصمد لمباركي (76). فهذه التغييرات أعطت شحنة حقيقية لهجوم الفريق التطواني الذي كان له التفوق كذلك على مستوى خط الوسط بعد إقدام جودار على تعويض العلوي الاسماعيلي بالسباعي (46) وبارفي بالبيساطي (67)، فهذه التغييرات أدى الفريق الأكاديري ثمنها على مستوى منطقة الوسط، واستفاد منها الزوار الذين سببوا في حالة ارتباك حقيقي بالمعترك الأكاديري الذي غاب عنه العميد محمد الحسايني، هكذا أضاع التطوانيون مالا يقل عن خمس محاولات قبل أن يتمكنوا، في حدود الدقيقة 74 من أن يوقعوا على هدف السبق بواسطة محمد كمارا الذي استغل خروجا خاطئا ومتسرعا للحارس لحمادي من مرماه ليودع الكرة في الشباك، مقابل هذا أتيحت للأكاديريين فرصتان محققتان ضاعتا من كل حيسا (50) وجيرار الذي انفرد بالحارس بيسطارة وقذف بقوة (68)، لكن براعة هذا الأخيرة كانت لها الكلمة الأخيرة. بقي أن نشير إلى أن هذه المباراة عرفت سلوكا رياضيا رفيعا نتمنى أن نرى نماذج منه في مختلف ملاعبنا، فقبل أن تنطلق المباراة كان هناك تبادل للورد بين الجمهور الأكاديري والإطار الوطني آمحمد فاخر الذي تبقى له مكانة خاصة في أنفس وخواطر الأكاديريين.