يمكن القول إن الإنتصار الذي حققه فريق حسنية أكادير، برسم الدورة 22 من البطولة الوطنية، أمام وداد فاس، شكل جرعة أوكسيجين حقيقية للفريق الأكاديري، الذي تلقى منذ ثلاثة أيام حكم لجنة المصادقة على نتائج البطولة الاحترافية الأولى، والذي حمل خبرا غير سار بتاتا، حيث قضت، ابتدائيا، بخصم نقطتين من رصيد الفريق، وذلك على خلفية مباراته أمام شباب الريف الحسيمي برسم الدورة 17، بعدما ضمن ورقة المباراة أسماء أربعة لاعبين أجانب. فالأكاديريون، ومدربهم مصطفى مديح، كانوا في وضع لا يحسدون عليه، لهذا شكلت لقاءهم أمام الوداد الفاسي مباراة سد حقيقية لا اختيار فيها سوى تحقيق الانتصار. وبالفعل فمنذ انطلاق اللقاء، بادر لاعبو الحسنية إلى محاصرة معترك الزوار بتركيبة هجومية جديدة نسبيا، تتكون من الثلاثي الفاتحي وباتنة وباتريك كواكو، والتي أضيف لها كرأس حربة المهاجم النيجيري إسماعيل مامان الذي سيتمكن، في الدقيقة الخامسة، من التوقيع على هدف السبق برأسية لم تترك أي حظ للحارس البورقادي، وذلك من كرة مده بها مراد باتنة. هذا الهدف المبكر بقدر ما أفرح الأكاديريين، بقدر ما زاد من متاعبهم، حيث شهدت المباراة تحركات للزوارالذين كثفوا من محاولاتهم الهجومية، وخلقوا العديد من الفرص، من كرات ثابتة كان ينفذها القيدوم عمر حاسي. ورغم هذه المحاولات، التي جعلت خط الدفاع بقيادة الشجيع وآيت الدرحم، وكذا العبيدي، يتحمل عبء اللقاء، فإن الفريق الأكاديري سينهي الشوط الأول محافظا على امتياز هدفه اليتيم. وخلال الشوط الثاني سيدخل الفريق الفاسي دون قيدومه حاسي الذي عوضه تيموتي ديبود. ويتواصل سيناريو البحث عن هدف التعادل من خلال ضغط هجومي مكثف للزوار سيكون له تأثير عكسي. فهذا الاندفاع الهجومي سيترك فراغات للمحليين سيستغلونها في القيام بمرتدات قوية ستثمر، في حدود الدقيقة 67، هدفا ثانيا سجله باتنة، وهيأه باتريك كواكو الذي فرض نفسه في تشكيل الفريق الأكاديري. أربع دقائق بعد تسجيل هذا الهدف، سيتمكن المحليون من إضافة هدف ثالث، سيكون من ورائه مرة أخرى مراد باتنة بعد عملية إفلات من الرقابة الدفاعية، شاركه فيها كل من باتريك والفاتحي. هذا الثلاثي أبان عن فعالية هجومية غابت عن الفريق الأكاديري منذ دورات. تجدر الإشارة إلى أن نتيجة هذا اللقاء، وتحديدا حصته الثقيلة، لا تنتقص في شيء من قيمة الوداد الفاسي، الذي وقع على لقاء جيد، وأبان لاعبوه عن مؤهلات اصطدمت بفريق سوسي كان، كما يقال، «في يومه».