افتتحت، مساء الاثنين 7أبريل الجاري بساحة عمالة تطوان ، فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لعيد الكتاب، بحضور عدد من المسؤولين والمنتخبين وفعاليات ثقافية وثلة من الشعراء والأدباء . هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – بتعاون مع عمالة إقليمتطوان وبدعم من مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة والمجلس الإقليمي وجماعة تطوان،و التي أشرف على إعطاء انطلاقتها كل من الكاتب العام لعمالة تطوان والمدير الإقليمي لوزارة الثقافة ورئيس المجلس الإقليمي ورئيس جماعة تطوان تعرف مشاركة أزيد من خمسين عارضا، يمثلون أبرز دور النشر والمؤسسات الجامعية والهيئات الثقافية المغربية والأجنبية بالمغرب. المدير الإقليمي لقطاع الثقافة بتطوان أوضح في كلمته على هامش افتتاح الدورة « أن المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس يولي أهمية كبيرة للمشاريع الثقافية التي تهتم بصناعة وتداول الكتاب ونشره وتقريبه من مختلف شرائح المجتمع عبر تنظيم ورعاية شبكة من معرض الكتاب جهويا ومحليا كما يتم دعم و مشاركة المؤسسات العاملة في مجال صناعة وترويج وتوزيع الكتاب في المعارض الدولية والوطنية والجهوية منها معرض الكتاب بتطوان الذي يعتبر من التظاهرات الثقافية المميزة لهذه المدينة بل والتي تفردت بها من بين مدن المملكة المغربية «. و أبرز المصباحي «أن الدورة الخامسة والعشرين لعيد الكتاب لهذه السنة تم إهداؤها لأحد رواد القصيدة الزجلية والشعرية بالمدينة وأحد مثقفيها الذين بصموا المشهد الشعري والثقافي بها، كما يأتي تنظيم هذه الدورة في سياق إعلان تطوان عاصمة للثقافة والحوار بحوض البحر الأبيض المتوسط لسنة 2026 وتشهد هذه الدورة مشاركة 47 عارضا تضم دور نشر ومكتبات وجمعيات عاملة في مجال الكتاب ومؤسسات جامعية منضوية تحت لواء جامعة عبد المالك السعدي بالإضافة إلى المعهد الفرنسي والمعهد الإسباني» . وبخصوص تسمية هذه الدورة من عيد الكتاب بتطوان باسم الزجال و الأديب مالك بنونة، عبر الشاعر مخلص الصغير في كلمة بالمناسبة «عن سعادته الكبيرة بتوشح مالك بنونة برنامج هذه الدورة من عيد الكتاب، مستحضرا الدلالات العميقة و المعاني الرفيعة للمجد الأدبي والثقافي لهذه المدينة، التي كانت أول عاصمة للثقافة العربية وأول مدينة عربية تحتفي باليوم العالمي للكتاب وتقيم له عيدا سعيدا منذ أربعينيات القرن الماضي». وأشار مخلص الصغير الى «أنه عند تأسيس دار الشعر في تطوان منذ تسع سنوات، لم يكن له أن يبدأ بأمسيات وليالي الشعر في هذه المدينة إلا باستضافة الراحل مالك بنونة الذي تم وضعه في مقدمة الأدباء المشاركين ليكون في طليعة المكرمين أجمعين.» وأوضح مدير دار الشعر أنه ابتداء من السنة المقبلة، سنة 2026، التي تصادف إعلان الرباط عاصمة عالمية للكتاب، وإعلان مدينة تطوان عاصمة للثقافة المتوسطية، سوف تصدر دار الشعر بتطوان سلسلة من الأعمال الخالدة، ومن جملتها ديوان مالك بنونة، وهو في ثلاثة أجزاء أيضا، الأول خاص بالفصيح والثاني بالزجل والثالث في فن التوشيح. لكن مشروع، يضيف مخلص الصغير، إنقاذ تراث الراحل مالك بنونة لن يكتمل إلا بإخراج سائر أعماله ومجمل تصانيفه، ومنها «دليل الصنعة الأندلسية»، وهو في ثلاثة أجزاء، ورسالة «فتح الأنوار في بيان ما يعين على مدح النبي المختار»، للحاج محمد بن العربي الدلائي الرباطي، بمراجعته وتحقيقه، فضلا عن سلسلة لا منتهى لجمالها من المخطوطات والنوادر التي جمعها وألفها وحققها صاحبنا، حيث وجب إخراجها للناس وإصدارها ونشرها، ومنها كتابه عن الشاعر الأندلسي ابن خفاجة، وقد جمع فيه أشعاره وأنثاره، ثم عمله عن «صنائع الآلة الأندلسية»، وكذا كتاب «صنائع نوبة عراق العرب»، وكتاب «صفحات من تاريخ زرياب» وكتاب «صفحات من التراث الموسيقي من خلال الأدب والتراجم والتاريخ». وبالنظر من تركه الراحل من إرث ثقافي وفني اقترح مخلص الصغير ضرورة إحداث «مؤسسة مالك بنونة للتراث الأندلسي المغربي»، من أجل العناية بهذا الإرث الوطني الأصيل. هذا ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية، التي ستستمر لغاية 14 أبريل الجاري تنظيم ندوات حول «ثقافة التطوع» و «الجامعة وسؤال الأدب» و»الجامعة وثقافة القيم»، بالإضافة إلى ندوة حول المسار الإبداعي للأديب والزجال مالك بنونة، كما ستنظم مجموعة اللقاءات الأدبية والشعرية والورشات التكوينية بالسجن المحلي ، بالإضافة إلى ورشات فنية وإبداعية، مع تنظيم زيارات مؤطرة لأطفال المدارس وجمعيات المجتمع المدني.