افتتحت الدورة العشرون من عيد الكتاب بتطوان، مساء الاثنين بساحة الفدان التاريخية، تحت شعار “الجهة فضاء للقراءة” بمشاركة ثلة من المثقفين والكتاب والشعراء والفنانين. وأشار المدير الإقليمي لوزارة الثقافة والاتصال بتطوان، قطاع الثقافة، أحمد اليعلاوي، أن عيد الكتاب يشكل حدثا ثقافيا بامتياز يعيد تقليد احتفال مدينة تطوان باليوم العالمي للكتاب الذي يصادف 23 أبريل، والذي كانت مدينة تطوان من السباقين إلى ترسيخه عندما سجلت اسمها بمداد من ذهب كأولى مدينة عربية نظمت دورات عيد الكتاب منذ عام 1940. وأضاف أن هذا الحدث الثقافي يشكل لحظة تواصل بين مختلف المتدخلين في صناعة الكتاب، علاوة على عمله على الرفع من نسبة الاقبال على القراءة وإتاحة جديدة دور النشر وجعله في متناول العموم، موضحا أن وزارة الثقافة والاتصال حرصت على انتظام هطا العيد السنوي في أبريل من كل سنة إيمانا منها بوظيفته التنموية وإدراكا منها لما يمثله من “سياسة القرب الثقافي” باعتباره إحدى المداخل إلى مجتمع المعلومات وإلى دمقرطة الثقافة. في هذا السياق، أشار إلى أن المديرية الإقليمية حرصت دوما على التنسيق بين أ دباء المدينة من خلال رابطة ادباء الشمال سواء في اختيار المحاور والموضوعات أو انتقاء الكتاب المشاركين، موضحا أن هذه الدورة تحتفي بموضوع “الجهة فضاء للإبداع” تقديرا للمنجزات الادبية بالمنطقة وتثمينا للحركية الملحوظة للمشهد الأدبي خلال السنوات الأخيرة. وأضاف المسؤول أن من شأن هذه الدورة، التي ستكرم الأديب الراحل محمد أنقار، تقريب الأجيال الصاعدة من الاعمال الأدبية لهذا الكاتب الفذ، لافتا إلى أن أنها واصلت الوفاء لتقليد الانفتاح على الإبداعات المحلية والإصدارات الجديدة والفنون من خلال تنظيم ورشات ومعارض وسهرات فنية وقراءات شعرية. وذكر المدير الإقليمي بأن هذه الدورة تعرف مشاركة 28 عارضا، يمثلون كبريات المكتبات ودور النشر والجمعيات الثقافية والادبية بالجهة. من جانبه، اعتبر رئيس رابطة أدباء الشمال، محسن أخريف، أن العيد خلد اسمه كأول وأقدم تظاهرة ثقافية مغربية وعربية تحتفي بالكتاب، موضحا أن اختيار شعار “الجهة فضاء للقراءة” نابع من الإيمان بأن مدخل التقدم هو القراءة وتشجيع الناس على الإقبال على الكتاب. وأبرز التطور الذي عرفه تنظيم هذه التظاهرة خلال السنوات الخمس الأخيرة من حيث عدد المشاركين في مختلف الفعاليات، والذي بلغ الدورة الحالية 65 مشاركة ومشاركا بهدف إغناء الحياة الثقافية المغربية، بالإضافة إلى انفتاحه على أفقه العربي من خلال مشاركة القاص الروائي محمود الربحي من عمان والشاعر والفنان التشكيلي ناصر مؤنس من العراق. وستتميز هذه الدورة، المنظمة إلى غاية 23 أبريل بتعاون بين المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بتطوان، بدعم من عمالة تطوان ومجلس إقليمتطوان وبشراكة مع رابطة أدباء الشمال وفرع اتحاد كتاب المغرب ودار الشعر ببرمجة ليلة للشعر بتعاون مع “دار الشعر بتطوان”، بمشاركة محمد علي الرباوي وإيمان الخطابي ومحمد العربي غجو، بالإضافة إلى تنظيم أمسية شعرية لتوقيع آخر الإصدارات لكل من عبد الكريم الطبال ومراد القادري وإدريس علوش ومحمد بنقدور الوهراني ومحمد مرزاق. كما سيحتضن رواق برتوتشي، بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية، معرضا تشكيليا للفنان عبد الإله الناصف، فيما تفتح فقرة “كتاب يتحدثون عن أعمالهم” الباب أمام كل من عبد الحكيم الشندودي لتقديم كتابه “نقد الشعر المغربي الحديث”، ومحمد بن يعقوب للتفصيل في مؤلف “تراث شفشاون”، ومصطفى حنفي للحديث عن “إشكالية الاجتهاد في الفكر الإصلاحي الحديث”، إلى جانب محمد أملح لتحقيق “الفتوحات الوهبية وأشعار أخرى لعبد القادر لوباريس الأندلسي الرباطي”، ومحمد أفيلال لتقديم تحقيقه ل “سمط الجوهر في الأسانيد المتصلة بالفنون والآثار . فهرسة محمد العربي الدمناتي”. في الفقرة ذاتها، سيقدم يوسف الشامي كتابه “النوبات الأندلسية المدونة بالكتابة الموسيقية”، فيما ستتحدث فاطمة الزهراء الصغير عن “فتنة الفنون الجديدة بالعالم العربي”، بينما يتطرق مخلص الصغير إلى “مونوغرافية بوزيد بوعبيد”. كما سيتم خلال التظاهرة تقديم رواية “سفر تحت الجلد” للبشير الأزمي، و”شوارع الله” لسعيد الشقيري، و”احتراق جسدين” لعماد الورداني، و”مرايا متكسرة” لمحمد نور بنحساين، بالإضافة إلى رواية “الحجر والبركة” لعبد الرحيم جيران، و”شعلة ابن رشد” أحمد المخلوفي، و”متاهات الشاطئ الأزرق” لعبد الجليل الوزاني التهامي، و”أوسكار” لمحمود عبد الغني. وسيتم ضمن “عيد الكتاب” بتطوان تقديم وتوقيع الدواوين الفائزة في مسابقة “جائزة الديوان الأول للشعراء الشباب” المنظمة من طرف دار الشعر بتطوان سنة 2017، والتي عادت لديوان “العائدون من زرقة العدم” لياسر نخيل، و”أنشودة الليل الأخير” لمحمد الساق، و”أينع القمر للمهدي بلفارسي”، و”بلا عنوان” لعكاشة عبكار، و”الأبواب الخمسة” لعبد الإله مهداد، و”الوهم شيء جميل” لإنعام أوبطيل.