تشارك المملكة المغربية إلى جانب إسرائيل في المناورة العسكرية الأضخم على مستوى القارة الإفريقية "الأسد الإفريقي 25" والتي انطلقت رسميا في تونس يوم 14 أبريل 2025، حسب ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". ومن المقرر بعد ذلك، اعتبارا من شهر ماي، تنفيذ أنشطة في غاناوالسنغال والمغرب، وسيتم إرسال فرقة من الجنود الإسرائيليين إلى المغرب، كما في النسخ السابقة. وتأتي هذه المشاركة المشتركة في إطار تمرين متعدد الجنسيات يُنظَّم تحت إشراف القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) بمشاركة أكثر من 10 آلاف جندي من أكثر من 40 دولة، من بينها الولاياتالمتحدة، فرنسا، المملكة المتحدة، غانا، السنغال، وتونس، بالإضافة إلى المغرب وإسرائيل.
ووفقا لنفس المصدر، فإن الجنود الإسرائيليين الذين سيشاركون في التمرين بالمغرب ينتمون إلى كتيبة الاستطلاع التابعة للواء جولاني، وهو نفس اللواء الذي سبق أن شارك في نسخة 2023 من التمرين في الأراضي المغربية. وتُعد هذه الخطوة سابقة من حيث الرمزية السياسية والدبلوماسية، إذ أن مشاركة الجيشين المغربي والإسرائيلي في تمرين عسكري مشترك، وفي أرض المملكة المغربية، يشكل تتويجا لمسار التعاون الأمني والعسكري الذي بدأ يتبلور منذ ثلاث سنوات، عقب توقيع اتفاقيات ثنائية شملت مجالات الدفاع والتكنولوجيا العسكرية والتكوين. ويؤكد هذا التطور، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، رغبة البلدين في الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى شراكة استراتيجية تتجاوز البعد الدبلوماسي إلى تنسيق عملياتي على الأرض. وتوضح الصحيفة أن مشاركة المغرب إلى جانب إسرائيل في هذا التمرين تندرج ضمن مسار أوسع من التنسيق يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية، وبرامج التدريب، والتخطيط العملياتي، وهو ما يترجَم ميدانيا اليوم من خلال هذا الحدث الذي يُنظم في بيئة واقعية متعددة المجالات تشمل البر، والجو، والبحر، والفضاء، والمجال السيبراني. ويرى مراقبون، حسب نفس المصدر، أن هذه المشاركة المتقدمة للمغرب إلى جانب إسرائيل لن تمر دون ردود فعل إقليمية، خاصة من الأطراف التي لا تزال ترفض تطبيع العلاقات مع تل أبيب. غير أن الرباط تبدو مصممة على مواصلة هذا المسار، مدفوعة باعتبارات استراتيجية تتعلق بتعزيز مكانتها الإقليمية وتوسيع شبكة شراكاتها الأمنية، لا سيما مع القوى الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدة. وتؤكد "تايمز أوف إسرائيل" أن مشاركة المغرب في "الأسد الإفريقي 25" إلى جانب إسرائيل تمثل تجسيدا عمليا للخط الدبلوماسي الجديد الذي تتبناه المملكة، والذي يقوم على براغماتية أمنية واقتصادية تراهن على التحالفات الاستراتيجية لمواجهة التحديات المعقدة التي يعرفها المحيط الإقليمي للمغرب، خصوصا في منطقة الساحل والصحراء.