بعد فيلمه الناجح »سميرة في الضيعة« والذي توج أكثر من مرة في المهرجانات الوطنية والدولية، أخرج المخرج »لطيف لحلو« فيلمه الجديد »الدار الكبيرة« الذي عرض في مهرجان الفيلم بطنجة في دورته الحادية عشرة، التقيناه فتمخض هذا الحوار، عن فيلم »الدار الكبيرة« والسينما بشكل عام. لماذا فيلم »الدارالكبيرة« في هذه المرحلة بالضبط؟ هذا الفيلم، ليس وليد اللحظة، لكنني عشت أحداثه قرابة عشرين عاما، لكن الظروف المادية وحتى المعنوية حالت دون إخراجه للوجود آنذاك. هل يمكن اعتبار هذا الفيلم بمثابة تجربة لعلاقة خاصة عشت أطورها؟ نعم، هو تجربة عشتها، فأنا متزوج من فرنسية ولي منها ولدان، لذلك اخترت كتابة الحكاية من وجهة نظر فرنسية، وليس مغربية، فبطلة الفيلم الفرنسية التي قبلت الزواج بمغربي، وحضرت الى المغرب وحبذت العيش فيه بثقافته، هو قلب عكسي للتصور العام. ألا ترى معي، أن الاندماج أو الدخول الى ثقافة الآخر، رهين بقوة وقيمة اقتصاد البلد المستضيف؟ لم أتطرق لهذا الموضوع من هذه الزاوية، بل تناولته من الزاوية الثقافية والنفسية، فبطلة الفيلم الفرنسية عندما جاءت مع زوجها المغربي للعيش بالمغرب، لم يكن عندها رهان اقتصادي بالاساس، وإنما هو الحفاظ على أسرتها الصغيرة مجتمعة، وبما أنها إنسانة مثقفة ومتفتحة وعصرية فقد اندمجت مع الثقافة المغربية، وهذا لايعني أنها تخلت عن ثقافتها ، إنما تفهمت الثقافة الأخرى، فالثقافة الاصلية دائما تحملها معك، شئت أم أبيت. ماهي الرسالة التي تحاول بثها عن طريق فيلمك؟ رسالتي في الفيلم، هو عندما تجد نفسك تعيش في بلد آخر، يجب أن تقبل بثقافة، وإن لم تستطع، ستعيش مشاكل نفسية، يمكن أن تدمر حياتك برمتها. ماهو رأيك في السينما المغربية الآن؟ السينما المغربية بصفة عامة، تقدمت بشكل كبير، وبصفة خاصة لديها امتياز عالمي بكل صراحة، أقول هذا الكلام وبكل افتخار، عندنا مخرجون محترفون، يعبرون عن رؤاهم بكل حرية وموضوعية، ولدينا ممثلون من أبدع ما يكون، وتقنيون لديهم الكفاءة بشهادة دولية. بعد هذه السنوات من الاشتغال في السينما، هل يمكن اعتبار فيلم »الدارالكبيرة« فيلم العمر؟ بكل صراحة، أي مؤلف أو مخرج لا يصل الى مبتغاه 100٪ دائما يبقى شيء غير تام، لقد حققت رغبتي بهذا الفيلم، لكنني لست راضيا عنه، كليا، هناك شيء من الارتياح وليس ثمة فرح 100٪، لأنه اعترضتنا عند التصوير، عراقيل كثيرة، ولم تتوفر الشروط كاملة. كلمة أخيرة للجمهور المغربي أطالبه بالتفتح والتوازن، لأنهما أساس التعايش، التوازن في كل شيء، وأطالبه أن يدافع عن الثقافة المغربية، وهذا يكون عن طريق مشاركته في مشاهدة الأفلام المغربية، سواء كانت جيدة أو رديئة، ويعطي رأيه فيها بصراحة وينتقده بشكل إيجابي، مثلا إذا لم يعجبه الفيلم، عليه إثبات ذلك، هذا إن أضفنا رؤية الصحافيين والنقاد، هكذا أظن أن السينما المغربية ستتطور، المهم هو المشاركة، فبمشاهدة الفيلم المغربي، يصبح الجمهور مشاركا في نشر الثقافة المغربية.