أعربت الجزائر عن رفضها التام لطلب تقدّمت به المصالح القنصلية الفرنسية في الجزائر لزيارة الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الموقوف في السجن منذ منتصف دجنبر الماضي، حيث تعترض الجزائر على أي تدخل فرنسي في القضية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في مقابلة أجرتها معه إذاعة "سود راديو"، اليوم الثلاثاء، إن السلطات الجزائرية رفضت طلباً فرنسيا بالقيام بزيارة قنصلية إلى الكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال". وأضاف الوزير الفرنسي أنّ الكاتب صنصال الذي كانت نقلته سلطات السجون الجزائرية إلى المستشفى للعلاج، "غادر المستشفى قبل أيام وأُعيد إلى السجن"، مشيراً إلى أنّ باريس تلقت هذه المعلومات من زوجة الكاتب. وتأتي هذه التصريحات في محاولة جديدة لتأكيد متابعة الجانب الفرنسي وضعية صنصال على الرغم مما تثيره المسألة من حساسية وتأثيرات في العلاقة الفرنسية المتوترة مع الجزائر، حيث ترفض الجزائر أي تدخل من قبل باريس في قضية صنصال لكونه مواطناً جزائرياً يتمتع بالجنسية الجزائرية الأصلية، بينما تعتبر باريس صنصال مواطناً فرنسياً بعد منحه الجنسية من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون. وكانت السلطات الجزائرية قد اعتقلت في 16 نونبر الماضي الكاتب بوعلام صنصال لدى عودته من باريس، على خلفية تصريحات مثيرة للجدل، كان أدلى بها لمنصة فرنسية، قال فيها إنّ أجزاء من الجزائر كانت تتبع المغرب، وإن الجزائر لم يكن لها أي كيان قبل الاستعمار الفرنسي. ويقبع صنصال الذي يتبنى مواقف مؤيّدة لإسرائيل، وسبق أن زار تل أبيب، في السجن منذ ذلك التاريخ، حيث تم توجيه تهم له بناء على المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، والتي تشمل التضليل والمساس بالوحدة الوطنية، والإدلاء بتصريحات من شأنها المساس بوحدة البلاد، يتم تكييفها على أساس أنها عمل إرهابي أو تخريبي. وفي 29 دجنبر الماضي، هاجم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشدة الكاتب صنصال، الموقوف في السجن، ووصفه ب"اللص"، على خلفية تصريحاته، وقال، في خطاب ألقاه أمام نواب البرلمان: "تقوم أنت (يقصد فرنسا) بإرسال لص، مجهول الهوية، ومجهول الأب (يقصد صنصال)، يأتي ليقول إن نصف (أراضي) الجزائر كان يتبع دولة أخرى"، في إشارة منه إلى الكاتب بوعلام صنصال. ولاحقاً حذف التلفزيون الجزائري هذا المقطع من خطاب الرئيس الجزائري، خلال إعادة البث والنشر الرقمي، بعدما أثار جدلاً حول مضمونه. و تأجج قضية صنصال الأزمة بين الجزائروباريس، خاصة بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي دعا فيها الجزائر إلى إطلاق سراح الكاتب. وفي الأسبوع الماضي، قدمت كتلة من نواب اليمين الفرنسي في البرلمان الأوروبي لائحة تنديد ضد الجزائر بسبب اعتقال صنصال، إلا أن السلطات الجزائرية تجاهلت هذه اللائحة، بينما رد البرلمان الجزائري بإصدار لائحة تنتقد هذه الخطوة الأوروبية.