أثارت الفقرات المخصصة للفن في افتتاح حفل قرعة كأس إفريقيا المغرب 2025، الذي احتضن فعالياته مسرح محمد الخامس بالرباط، أول أمس الاثنين، ردود فعل متباينة في مواقع التواصل الاجتماعي. فهناك من رأى أن الفنانين الذين اختارتهم الجامعة الوطنية لكرة القدم كانوا في الموعد، وشكلوا إضافة إلى هذا العرس الكروي القاري، لكن آخرين رأوا أن المسؤولين ومعهم الفنانين، قد أخلفوا الموعد في هذه التظاهرة الإفريقية التي تتبعها الملايين من المشاهدين . حفل الافتتاح، الذي عج بأساطير الكرة الإفريقية، كان مناسبة، أيضا، لكي يقدم المنتج العالمي المغربي، نادر الخياط الملقب ب "ريدوان"، نشيده "مغربي مغربي"، حيث حرص على أن يتشكل الكورال، من العديد من الوجوه الفنية المغربية من ضمنهم، عمر لطفي، مريم باكوش، رفيق بوبكر، سعيد باي، أسماء الخمليشي وغيرهم . ورغم أن العديد من التدوينات أثنت على هذا العمل الفني، كما جاء على لسان أحدهم بالقول:"رضوان حركتي فينا المشاعر الله عليك يا ابن وطننا كما عودتنا مبدع"، إلا أن في الطرف الآخر، عجت مواقع التواصل الاجتماعي، بكمية كبيرة من التذمر والسخرية في الآن نفسه، سواء بالنسبة لما قدمه المنتج العالمي ريدوان أو ما قدمه الفنان نعمان لحلو. أحد التعليقات بمواقع التواصل الاجتماعي، عبرت عن عدم رضا مدونها بما تم تقديمه في هذا الحفل، وكتب يقول : "للأسف ريدوان كمنتج فني للفيفا ما عطاش للمغرب الصورة لي عطاها لقطر وبلا ما يكذب علينا شي نهار ويقولينا أنو تطوع. حيث دكشي لي دار ريدوان فقطر أفضل بكثير مما رأيناه اليوم. مهزلة، ونعمان."… في نفس الاتجاه، أشارت العديد من التدوينات إلى أن ريدوان أخلف الموعد، وأن الأغنية التي قدمها لم ترق إلى مستوى تطلعات الجمهور المغربي، وافتقرت تماما للحس الإبداعي والفني، سواء من حيث الكلمات، التوزيع أو حتى التلحين. وعاب العديد من المتفاعلين في مواقع التواصل الاجتماعي، على ما قدمه نادر الخياط، إذ انتظر المغاربة أن يقدم عملا فنيا يضاهي، على الأقل، النشيد الرسمي لنادي ريال مدريد الإسباني، والذي يعد من أجود ما قدم الفنان المغربي، أو أغنية حماسية من قبيل "هلا هلا" التي قام بتوزيعها خلال مونديال قطر الأخير، وتحولت إلى "ترند" يتغنى به العالم، لكن للأسف حصل العكس. ولم يسلم أعضاء " الكورال " من الانتقادات اللاذعة في مواقع التواصل الاجتماعي، بل علقوا على ما حدث بكونه أشبه ما يكون بالحفلات المدرسية، وذكرت البعض بما كان يحدث في بعض المناسبات أيام زمان، حيث طغى التصنع والتزلف عوض الإبداع والحرفية المطلوبة في مثل هذه التظاهرات القارية. التعليقات الساخرة لم تكن موجهة إلى هؤلاء الفنانين فقط، الذي لا ينكر أحد مكانتهم وموهبتهم الكبيرة، بل هي في الواقع موجهة بالدرجة الأولى إلى المسؤولين، الذين لم يتعاملوا مع هذا الحدث بالحرفية المطلوبة، إذ كان من المفروض أن يتم الاستعداد لهذا الأمر بجدية بعيدا عن الانتقائية والمحسوبية والزبونية، وهو الاستهتار الذي جعل البعض يصف ما وقع، بالمهزلة، لا تليق ببلد يعج بالكفاءات، وهو الأمر الذي جعل البعض يعلق في مواقع التواصل الاجتماعي: "واش المغرب ما بغاش يسالي من هادشي ديال الجوقة والزحام والطاجين والرملة …لهذه الدرجة يروننا شعبا لا نستحق الإبداع والجدية في تقديم الترفيه".