سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نور الدين الصايل: إقصاء الفيلم لأسباب واهية إهانة للعقل استمرار الجدل بسبب استبعاد الفيلم المغربي « لولا « من افتتاح مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي
أثار استبعاد الفيلم المغربي « لولا « لنبيل عيوش من العرض الافتتاحي لمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي, الذي انطلق أول أمس الثلاثاء, جدلا بين سينمائيين مغاربة وإدارة المهرجان . « ليس لي ما أقوله عدا أن أطلب من الله العلي القدير , في مطلع رمضان المبارك, أن يغفر لكم ذنب إقصاء فيلم مغربي بسيط لأسباب واهية اعتبرها إهانة للعقل «, بهذه العبارة, اختار نور الدين الصايل, رئيس المركز السينمائي المغربي, الرد على الأسباب التي برر بها ممدوح الليثي, رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما التي تشرف على تنظيم المهرجان, قرار استبعاد الفيلم المغربي . قرار إدارة المهرجان لم يغضب فقط مدير المركز السينمائي المغربي, بل أثار كذلك وبالطبع حفيظة مخرج الفيلم الذي اعتبره « سابقة خطيرة في تاريخ المهرجات السينمائية «. فلم يستسغ نبيل عيوش أن يبادر منظمو المهرجان إلى اختيار فيلمه ليكون فيلم الافتتاح ويعلنوا ذلك بشكل رسمي في مؤتمر صحفي, ثم يقوموا , قبل افتتاح المهرجان بأيام معدودة, باستبدال فيلمه بمبررات « واهية» . اللجنة العليا للمهرجان, برئاسة ممدوح الليثي, بررت قرارها بأنها « بعدما شاهدت الفيلم اكتشفت أنه تم عرضه في مهرجان أبوظبي منذ أكثر من عام وفي مهرجانات أخرى, ولا يجوز عرضه بعد ذلك في حفل افتتاح مهرجان دولي كبير مثل مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي «. وقالت اللجنة كذلك إن المستوى الفني للفيلم « متوسط « , وأن « بعض أحداثه, التي تدور في مصر, تتضمن شخصيات شاذة تسيء للمواطن المصري». وفي الاتجاه نفسه سارت الناقدة ايريس نظمي, رئيسة المهرجان, التي قالت إن المنظمين اكتشفوا أن الفيلم المغربي سبق عرضه في عدد من المهرجانات العربية بالإضافة إلى أنه « يحمل قليلا من الإساءة لسمعة مصر من خلال بعض مشاهده « . واعتبرت أن « تغيير الفيلم في اللحظات الأخيرة أفضل كثيرا من عرض فيلم سبق عرضه مما يسيء للمهرجان أمام رواده « . هذه المبررات لم تقنع نبيل عيوش الذي عبر عن استغرابه لها ورد عليها بالتأكيد على أن المنظمين, عندما اقترحوا عرض الفيلم في الافتتاح, « كانوا يعلمون جيدا أنه عرض من قبل في عدة مهرجانات». أما ما قيل عن المستوى الفني للفيلم فقد رد متسائلا « إذا كان القائمون على المهرجان غير راضين عن مستواه فلماذا رشحوه من البداية «. ونفى المخرج المغربي ما ذكره المنظمون من أن الفيلم يتضمن إساءة لمصر أو شخصيات « شاذة « مشيرا إلى أن العديد من السينمائييين المصريين الذين التقاهم أشادوا بالفيلم وأكدوا أنه « يعطي صورة صادقة عن بلادهم « مضيفا أنه يكن تقديرا كبيرا لمصر وللمصريين ولا يمكنه بالتالي الإساءة إليهم . ويحكي فيلم » كل ما تريده لولا» , الذي كلف عشرة ملايين يور , ويعتبر بذلك أغلى فيلم في تاريخ السينما المغربية, قصة فتاة أميركية تغرم بشاب مصري يتخلى عنها للعودة إلى بلاده فتلتحق به وتتوطد صداقتها بمصممة رقصات تدعى أسمهان وتتقن الرقص الشرقي لتصبح نجمة النجمات, وتتطور بعدها الأحداث التي تدور بين نيويورك والقاهرة اللتين تشكلان طرفي الجسر الذي يربط بين الشرق والغرب. وقد شارك في بطولته ممثلون من خمس دول هم الأمريكية لورا رامزي, واللبنانية كارمن لبس, والأردني أسعد بواب, والتونسيان هشام رستم وهند صبري, والمصرية مريم فخر الدين. ورفض نبيل عيوش كذلك , في بيان وزعه مكتبه الإعلامي, وتوصلت وكالة المغرب العربي للانباء بنسخة منه « الإدعاءات الكاذبة والخالية من الصحة « التي أدلى بها ممدوح الليثي لبعض وسائل الإعلام المصرية حول فيلم « لولا « وذهب إلى حد التأكيد بأنه يحتفظ بحق متابعته قضائيا. وأكد المخرج المغربي أن الفيلم, لم يصور « خلسة « في مصر كما ادعى ممدوح الليثي بل « حصل على جميع التصاريح والرخص اللازمة لتصويره ( ...) بما في ذلك رخصة لجنة الرقابة المصرية». كما عبر عن استغرابه لقول الليثي بأن الفيلم أمريكي, وقال إن الفيلم من إنتاج فرنسي مغربي مشترك ولم يمول أو ينتج من أي شركة أمريكية, وأن مخرجه مغربي وأنه « من المتعارف عليه عالميا أن الفيلم يحمل جنسية مخرجه». وأضاف البيان أن « عدم اللياقة « التي عومل بها الفيلم المغربي لم تقتصر عليه وحده بل مس الفنانة اللبنانية كارمن ليس التي طلبت منها إدارة المهرجان قبل أشهر الإنضمام الى لجنة التحكيم والتي فوجئت, بعد استبعاد الفيلم, بالغاء تذكرة سفرها والدعوة التي وجهت لها دون إعلامها أو تقديم توضيح لها. وقد تساءلت الممثلة اللبنانية , في تصريح لإحدى الصحف المصرية, قائلة : « إذا تم استبعاد الفيلم لماذا تم استبعادي من لجنة التحكيم , فأنا دعيت قبل أن يكون الفيلم مشاركًا ؟». وبدورها عبرت سلمى الشافعي موزعة الفيلم عن استنكارها لإقدام مهرجان الاسكندرية على استبعاد الفيلم من العرض في حفل الافتتاح . وقالت الشافعي , في رسالة الكترونية نشرتها شبكة السينما العربية, إن هذا الإجراء « يعتبر إساءة للسينما المغربية التي يحتفي المهرجان بمرور خمسين سنة على ميلادها «. وألقى قرار الإبعاد كذلك بظلاله على المشاركة المغربية في المهرجان حيث كان أحد الأسباب التي جعلت المخرج لطيف لحلو يطلب سحب فيلمه « سميرة في الضيعة « من المسابقة الرسمية للمهرجان . ولم يقتصر رفض القرار الذي اتخذته إدارة المهرجان على الأوساط السينمائية المغربية بل حتى في مصر ارتفعت أصوات تحتج على ما جرى. ومن بين الرافضين الناقد السينمائي طارق الشناوي الذي اعتبر أن « القرار الفردي الذي اتخذه ( ممدوح ) الليثي باستبدال الفيلم يسيء الى سمعة مصر ويفقد مهرجان الاسكندرية الدولي مصداقيته «. نبيل عيوش , رغم «الإساءة « التي تعرض لها فيلمه, قال في تصريح صحفي إنه يهمه أن يجد الفيلم طريقه للعرض والتوزيع في مصر . وأوضح أنه « مهتم بأن يشاهد الجمهور المصري فيلم « لولا « حتى يتم تصحيح الصورة السيئة التي قدمها البعض عنه» .