في تطورٍ جديد ومفاجئ أعلن مهرجان الاسكندرية السينمائي عن اختيار الفيلم المصرى «قبلات مسروقة» ليعرض خلال حفل الافتتاح مساء غد الثلاثاء 26 أغسطس بدلاً من الفيلم الفرنسي «ممثلات» للمخرجة فاليريا بروني شقيقة زوجة الرئيس الفرنسي كارلا ساركوزي، بعد أن اعلنت من قبل أن الفيلم الأخير سيعرض بدلاً من الفيلم المغربي «كل ما تريده لولا» المتهم بالإساء للمصريين. وقال المهرجان- في بيانٍ رسمي-: «إن اللجنة العليا قررت استبعاد فيلم «لولا» وعرض فيلم «قبلات مسروقة» بدلاً منه بعد أن اكتشفت أن الفيلم المغربي سبق عرضه في مهرجان أبو ظبي قبل أكثر من عام، وعليه فلا يجوز عرضه في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية». وأضاف البيان أن «المستوى الفني للفيلم المغربي متوسط، كما أن بعض أحداثه تدور في مصر وتتضمن شخصيات شاذة تسيء للمواطن المصري، إضافةً إلى كونه أمريكي الجنسية، وبالتالي لا يجوز عرضه في مهرجان لدول البحر المتوسط». وتدور أحداث فيلم «قبلات مسروقة» حول أحلام مجموعةٍ من الشباب المسروقة وحرمانهم من تحقيق أبسط أحلامهم مثل الزواج والعمل، ويشارك في بطولته يسرا اللوزي وأحمد عزمي وباسم سمرة وراندا البحيري ومحمد كريم والتونسية درة ونرمين ماهر، وإخراج خالد الحجر، وإنتاج جهاز السينما الذي يرأسه ممدوح الليثي رئيس الجمعية المنظمة للمهرجان. وانتقد البعض تخبط إدارة المهرجان في الاستقرار على فيلم الافتتاح، لاسيما وأنها تعلم جيدا أن الفيلم المغربي سبق عرضه في مهرجانات أخرى، وتم ذكر ذلك في النص المكتوب الذي وُزع على الصحفيين، ما جعل البعض يرجح أن يكون قرار تغييره فجأة تؤكد وجود أسباب أخرى أبرزها المشاهد الساخنة التي يضمها، وتركيزه على فكرة شذوذ البطل المصري جنسيا. وكان استبعاد الفيلم المغربي «كل ما تريده لولا»، قد فجَّرغضبا مغربيا كبيرا، واستنكارا لتوقيت الاستبعاد وعدم وضوح أسبابه. فيما أشار موقع mbc.net أن السبب الرئيس في ذلك القرار هو اتهام الفيلم المغربي الذي أخرجه نبيل عيوش بالإساءة للمصريين، وإظهارهم على أنهم شواذ، ودعاة فسق وفجور. وعبر المخرج المغربي نبيل عيوش عن استغرابه لاستبعاد فيلمه «كل ما تريده لولا» من افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الذي سينظم من 26 الى31 غشت الجاري. وقال عيوش, في اتصال هاتفي أجراه معه مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء في القاهرة, إن هذا القرار, الذي استند إلى أسباب واهية يسيئ للفيلم, ويعد «سابقة خطيرة» في تاريخ المهرجانات السينمائية. وكانت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي قد أعلنت رسميا يوم الأحد عن استبعاد الفيلم وتعويضه بالفيلم المصري «قبلات مسروقة» الذي يشارك في مسابقة المهرجان. وأكد عيوش أن الأسباب التي ساقها المنظمون لاستبعاد الشريط تثير الاستغراب وقال إنهم عندما اقترحوا عرضه كانوا يعلمون جيدا أنه عرض من قبل في عدة مهرجانات. ثم تساءل قائلا «وإذا كان القائمون على المهرجان غير راضين عن مستواه فلماذا رشحوه من البداية». ونفى أن يكون الفيلم يتضمن إساءة لمصر , مشيرا إلى أن العديد من السينمائييين المصريين الذين التقاهم أشادوا بالفيلم وأكدوا أنه «يعطي صورة صادقة عن بلادهم». وأكد عيوش إنه يكن تقديرا كبيرا لمصر وللمصريين وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسيئ إليهم. وعبر عن استغرابه لقول المنظمين بأن الفيلم أمريكي, وقال إن الفيلم ساهمت في انتاجه فرنسا وهو من إخراج مغربي, وأنه «من المتعارف عليه عالميا أن يحمل الفيلم جنسية مخرجه». ورجح المخرج المغربي أن يكون سبب استبعاد الفيلم تعرض المنظمين لضغوطات من طرف جهة مهنية ما لم يرقها عرضه في الافتتاح. وتدور قصة الفيلم المغربي حول فتاة أمريكية تُدعى «لولا» تعشق الرقص الشرقي، وتبدأ في تعلّمه حتى تصبح إحدى أهم نجماته، وتتعرف على شاب مصري شاذ جنسيا يُدعى «يوسف»، هاجر إلى نيويورك حتى يعيش الحياة التي يرغب فيها. وفي أحد المطاعم التي يعمل فيها «يوسف» تلتقي «لولا» برجل مصري آخر يُدعى «زاك»، تتكون علاقة بينهما، لكن زاك يهجرها ويعود إلى القاهرة بعد أن تبين له أن الفروق الثقافية حالت بينهما. بينما نفت رئيسة المهرجان ايريس نظمي تدخل الأسباب الأخلاقية في استبعاد الفيلم، قائلةً: إن كل الأفلام السينمائية تضم مشاهد ربما يعتبرها البعض غير لائقة، لكن هذا لا يمنع مشاركتها في أي مهرجان، ومنها مهرجان الإسكندرية، نافيةً أن يكون وراء تغيير الفيلم معايير أخلاقية.