اكدت مصادر حقوقية الاربعاء بان قوات الاحتلال الاسرائيلي تعتقل اكثر من 338 طفلا فلسطينيا في سجونها، مستخدمة كافة اشكال التعذيب ضدهم لانتزاع اعترافاتهم. واكد قدورة فارس رئيس نادي الاسير الفلسطيني الاربعاء ان اسرائيل باعتقالها ما يزيد عن 330 طفلا في سجونها، تنتهك كافة الاعراف والمواثيق الدولية. واوضح فارس ان اسرائيل اعتقلت ما يزيد عن 6000 طفل فلسطيني تتراوح اعمارهم بين 12 و18 عاما منذ بداية انتفاضة الاقصى في العام 2000، وما زالت تحتجز في سجونها 338 اسيرا طفلا، من بينهم 41 دون 16 عاما، و24 منهم في سجن ريمون، و18 يقضون احكاما وثمانية حتى انتهاء الاجراءات القضائية، و13 في معتقل عوفر، واحد منهم محكوم والاخرون على ذمة المحكمة، واربعة اسرى في مجدو يقضون احكاما. واضاف ان بقية الاسرى الاطفال ما بين 16 و18 عاما، موزعون على سجون 'عوفر'، 149 منهم 50 يقضون احكاما، وفي مجدو 98 منهم يقضون احكاما وبقيتهم على ذمة المحكمة، وفي سجن ريمون يوجد 42 اسيرا، وبقية الاسرى البالغ عددهم 8، يجري التحقيق معهم في مركزي تحقيق المسكوبية والجلمة. واشار فارس الى ان اسرائيل تحتجز الاسرى الاطفال مع الاسرى البالغين، منتهكة بذلك ما جاء في اتفاقية الطفل، التي نصت على عدم جواز الخلط بين الاسرى البالغين والاطفال، لظروف خاصة بهم. واضاف ان اسرائيل لم تكتف بكل هذه الخروقات والانتهاكات، بل تستخدم كافة اشكال التعذيب على الاطفال لانتزاع اعترافات منهم، الى جانب حرمانهم من التمتع بسن الطفولة عبر احتجازهم في سجون خالية من كافة الظروف الانسانية. وقال فارس ان ادارة مصلحة السجون تتعامل مع الاسرى الاطفال كأنهم بالغون، فتقوم بمعاقبتهم بالعزل الانفرادي، وكذلك بالغرامات المالية، والحرمان من زيارة الاهل، وتتعامل معهم على اساس انهم ارهابيون وليسوا اسرى حرب، بحيث لا تقدم لهم رعاية طبية، وتتفنن في تعذيبهم وايذائهم، عن طريق المضايقات اليومية والممارسات اللاانسانية، ولا تقدم لهم رعاية خاصة بحسب ما نصت عليه المواثيق الدولية. وقال تقرير اصدرته دائرة الاعلام في جمعية الاسرى والمحررين 'حسام' الاربعاء ان الاطفال الاسرى تعرضوا للعديد من الاعتداءات والانتهاكات، واكد ان الضرب في جميع انحاء الجسم والشتائم والاهانات وحرمان الاسرى من النوم لساعات طويلة ومنعهم من استبدال ملابسهم وشد الاصفاد على ايديهم وارجلهم والاعتداء عليهم، تعتبر من الامور اليومية التي تمارس ضدهم. وجاء في التقرير ان التعذيب لا يقتصر فقط على ذلك، بل يلجأ المحققون الاسرائيليون الى اتباع اساليب قذرة، كصب مياه باردة جدا على الاسرى الاطفال يتبعونها بمياه ساخنة ووضع اكياس على رؤوسهم واطلاق اعيرة بلاستيكية صغيرة عليهم. واوضح التقرير ان العديد من الاطفال الاسرى تحدثوا الى محاميهم عن اقتحام حراس السجن لغرفهم وتخويفهم بعد قطع التيار الكهربائي. وقال ان سلطات الاحتلال جعلت من قتل الاطفال واعتقالهم اول بنودها، رغم ان الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان، وتحديدا اتفاقية حقوق الطفل، شددت على توفير الحماية للاطفال وحياتهم ولفرصهم في النمو. وعن ظروف السجن والاعتقال، اشار التقرير الى ان الاطفال يعانون من ظروف احتجاز قاسية وغير انسانية تفتقر للحد الادنى من المعايير الدولية لحقوق الاطفال وحقوق الاسرى. وبين ان حكومة الاحتلال تفرض احكاما قاسية وغرامات باهظة على الاطفال عن عمد، لافتا الى وجود طفل حكم عليه بالسجن 12 عاما، وثلاثة لمدة 14 عاما. واشار الى وجود 60 طفلا مريضا، مؤكدا انهم محرومون من الرعاية الصحية والعلاج الطبي المناسب.